أصبح حاليا موضوع ارتفاع اسعار الطاقة وتأثيرها على الاقتصاد في الولايات المتحدة كأحد ابرز الموضوعات الساخنة التي تستخدم في الحملة الانتخابية الرئاسية الآخذة في الاشتعال بين الحزب الديمقراطي المعارض والحزب الجمهوري الحاكم. وفي هذا الاطار شن معسكر الحزب الديمقراطي بقيادة المرشح الديمقراطي للرئاسة جون كيري هجوما جديدا مساء أول من أمس على سياسة الرئيس جورج دبليو بوش للطاقة وعرض خطة بديلة للهبوط باسعار الطاقة والوقود المرتفعة حاليا في الولايات المتحدة. واتهم معسكر جون كيري الرئيس بوش بالاستمرار في التخزين في المخزون الاستراتيجي الأميركي ودفع اسعار عالية لهذا المخزون بدون مراعاة للضغوط على المستهلك الأميركي. وقال فيل سينغر المتحدث الرسمي باسم كيري في بيان «الجميع يعرفون ان اسعار الطاقة العالية تؤذي الاقتصاد ما عدا جورج دبليو بوش. مع وجود هذا السوق الذي يرعبه عدم الاستقرار في الشرق الاوسط، كان لا بد ان يكون الرئيس يفعل ما في وسعه للتخفيف على العائلات غير ان رفضه التوقف عن ملء المخزون الاستراتيجي الأميركي يرسل رسالة خطيرة للسوق الذي يقوم بدوره في رفع الاسعار».
وتأتي الهجمة من معسكر جون كيري في الوقت الذي بدأت تظهر فيه بعض الاعترافات من مسؤولين في ادارة بوش ان ارتفاع اسعار النفط بدء يؤثر على نمو الاقتصاد الأميركي، اذ قال وزير الخزانة الأميركي جون سنو يوم الاثنين ان «نحن نرى بعض البطء (في نمو الاقتصاد) في الولايات المتحدة الذي يعزى بشكل مباشر لاسعار الطاقة المرتفعة».
هذا وقد كان مسؤول في المصرف المركزي الأميركي قد توقع بطء نمو الاقتصاد اذ قال ان ارتفاعا مستمرا بقيمة 10 دولارات تستقطع ما نسبته 0.5 في المائة من النمو في السنة الواحدة. وذكرت حملة جون كيري ان أميركا اصبحت في خلال الاربع سنوات التي قضاها بوش في الحكم اكثر اعتمادا على النفط الاجنبي. ففي عام 2000 جاء ما نسبته 58.2 من اجمالي النفط المستهلك في أميركا من الخارج، في حين زادت هذه النسبة الان الى 61.7 في المائة. واتهم معسكر كيري بوش انه قد كلف الشعب الأميركي حوالي 25 مليار دولار منذ توليه الحكم من اسعار النفط وقال كيري في بيانه: «لقد ذهبت هذه الاموال من جيوب المستهلكين الى ايدي شركات النفط ومنتجي النفط بمن فيهم منظمة اوبك». وقال البيان ان الشركات الأميركية النفطية الثلاث الكبرى قد ربحت 33.6 مليار دولار عبر السنوات الثلاث الماضية. والشركات الثلاث هي أكسون موبيل، وتشفرن تكسكو، وكونوكو فيليبس.
وأضاف ان كيري في حال فوزه بالبيت الابيض في انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل سوف يقوم بادارة المخزون الاستراتيجي بشكل يسمح بعدم تدفق النفط اليه في مثل هذا الوقت من شح النفط وقال البيان: «ان جون كيري سوف يوقف عملية ملء المخزون الاستراتيجي بشكل مؤقت حتى تعود اسعار النفط الى مستوياتها الطبيعية». ووعد كيري بالضغط على منظمة اوبك للدول المصدرة للنفط من اجل جلب الاسعار الى معدلاتها الطبيعية والعمل على تقليل الاعتماد على النفط الاجنبي، وهي النقطة الوحيدة التي يتفق فيها المرشحان اذ قال بوش مرارا ايضا ان حملته تعمل على تقليل الاعتماد على النفط الاجنبي.