مشروع «مارينا سيتي» العقاري في بيروت يكلف 360 مليون دولار وسعر المتر ربما يصل إلى 6 آلاف دولار

صالح ملائكة رئيس بنك رصد: المشروع هو الأول من نوعه ننفذه بلا أي اقتراض مالي ويحقق الاكتفاء الذاتي وكافة عوامل النجاح متوفرة

TT

شهد لبنان اطلاقاً عقارياً وسياحياً جديداً ربما يكون الاكبر من نوعه ويتمثل بانشاء مجمع «مارينا سيتي» شمال بيروت على مساحة 82 الف متر مربع، وبتكلفة اجمالية تبلغ 360 مليون دولار. والمشروع عبارة عن مدينة متكاملة قائمة بذاتها تقع على ساحل ضبية (احدى ضواحي بيروت) في المنطقة المعروفة باسم مارينا جوزف الخوري الذي انشىء منذ سنوات ويمتد على ارض بمساحة 800 الف متر مربع قبالة الشاطىء كما يتضمن مرسى خاصا لليخوت.

ومن المخطط له ان يضم «مارينا سيتي» فندقاً ضخماً سعة 270 غرفة، وأبراجا سكنية فاخرة، فضلا عن ابراج اخرى مخصصة لخدمات التقاسم الزمني (مداورة)، واضافة الى برج يضم 75 شقة مفروشة ومجمع تجاري يتألف من ثلاثة طوابق يمتد على مساحة 74 الف متر مربع مع مرآب يتسع لأكثر من 2700 سيارة، وبالطبع مع التسهيلات الاخرى مثل المطاعم والمقاهي. ويتولى اطلاق هذا المشروع الضخم بنك رصد للاستثمار المتخصص بالاستثمار والذي يتخذ من ماليزيا مقراً رئيسياً فيما تشمل خدماته معظم بلدان الشرق الاوسط، حيث يمتلك البنك نسبة 60 في المائة من المشروع، بينما يمتلك جوزيف الخوري صاحب المجمع نسبة 25 في المائة، في حين تمتلك شركة خليجية تعتبر بمثابة مستثمر استراتيجي نسبة 15 في المائة وسيكون لها دور في تطوير وتسويق مرافق المشروع الذي يفترض إنجازه في العام 2007.

«الشرق الأوسط» التقت بالدكتور صالح ملائكة رئيس مجلس ادارة بنك رصد للاستثمار، خلال وجوده لأيام معدودة في بيروت، لمعرفة المزيد من التفاصيل حول هذا المشروع فقال: «هذا اول مشروع لبنك رصد، الا ان فريق البنك يمتلك خبرة طويلة في المشاريع العقارية لا سيما في لبنان. اذ اسس سنة 1992 (صندوق اعادة اعمار لبنان) بمبلغ 200 مليون دولار، وقام هذا الصندوق بالمساهمة في العديد من المشاريع العقارية من (قرية المشرف النموذجية) عند منطقة المشرف (جنوب بيروت)، الى المشروع السكني في مصيف برمانا (واحة برمانا) والمجمع البحري (مليبوبيتش) عند ساحل جونيه. كما ساهم الصندوق في بعض مشاريع شركة سوليدير لاعادة بناء وتطوير وسط بيروت التجاري».

وقال الملائكة: «ان اهم عامل في القطاع العقاري هو الموقع وقد شكل لنا موقع (مارينا ضبيه) جاذباً قوياً حيث انه من المواقع النادرة وإن لم تكن الوحيدة الممتدة بمحاذاة الشاطىء (اذ تم ردم البحر لإنشائها وما من امكانية لردم مواقع اخرى) وعلى مساحة شاسعة تبعد فقط حوالي تسعة كيلومترات عن وسط العاصمة. كما ان البنية التحتية للموقع جاهزة للتطوير وكذلك تنظيمه المدني. وفي هذا الاطار اجرينا مسحاً لشواطىء بيروت وضواحيها وهذا الموقع فريد من نوعه اذ يمتد على مساحة 800 الف متر مربع اما مشروعنا فسيمتد على اراض ـ محيطة بحوض المارينا ـ بمساحة 82 الف متر مربع».

واشار «لقد اجرينا دراسات ديموغرافية اشارت الى ان منطقة المتن الشمالي والمناطق المحيطة بضبية تضم 18 في المائة من ذوي الدخل المرتفع. ومع مزايا الموقع فكرنا بإنشاء مشروع متكامل يضم مختلف مرافق المدنية، لاسيما ان عرض حوض المارينا يبلغ 350 متراً وعمقه 275 متراً، بمعنى انه يتمتع بميزة الجذب السياحي وإنشاء اماكن للتنزه، (جادة اشبه بكورنيش). وهذا ما نراه في الدول الواقعة على المرافىء ومراسي اليخوت كما هو الحال في مناطق جنوب اسبانيا (بورتيه بانوس وماربيا) وسوسة في تونس، اضافة الى الولايات الاميركية (كيلتيمور الواقعة على حوض بحيرة ميتشيغن).

وعن الجانب العقاري في المشروع أوضح رئيس مجلس ادارة بنك رصد للاستثمار: «بما اننا فكرنا بإنشاء مدينة متكاملة قائمة بذاتها. فكان لا بد من ابراج سكنية. وقد راعينا خصوصية السكان فصممت الابراج بمنأى عن القسم السياحي والترفيهي، ويفترض ان يتضمن مشروعنا من سبعة الى تسعة ابراج سكنية تتألف غالبيتها من عشرة طوابق وبعضها سيكون من خمسة عشرة طابقاً. اما الشقق فستبلغ مساحة غالبيتها 300 متر مربع. ووحدات الـ «بنتهاوس» ستناهز 900 متر مربع متضمنة حديقة وحوض سباحة».

وعن السعر المخطط للمتر المربع السكني قال الملائكة: «الدراسات تشير الى ان سعر المتر سيتراوح ما بين 2200 و2700 دولار وكمعدل وسطي يفترض ان يبلغ 2500 دولار، هذا اذا ما اخذنا بالحسبان ان سعر متر الوحدات السكنية المطلة على البحر يتراوح ما بين 3000 و6000 دولار. من الطبيعي ان يرتفع السعر مع تقدم العمل بالمشروع».

وحول الاستثمار في العقارات والسياحة يعلق ملائكة: «كمتخصصين في الاستثمار نعتبر ان اهم عامل يتحكم بنا هو التوقيت. واليوم هو افضل وقت لخوض مجال الاستثمار في لبنان نظراً لعودة لبنان الى خريطة السياحة العربية والعالمية، والازدهار السياحي الذي يشهده يوشك ان يتخطى فترة ما قبل الحرب. ففي سنة 1974 زار لبنان مليون و400 الف سائح. وهو على وشك تحقيق هذا الرقم في العام الجاري وحسب التعبير المتداول في الرقم مرشح لكسر الحاجز. والسياحة تنمو بمعدل يقارب 48 بالمائة قياساً بالعام السابق كما ان البنية التحتية السياحية باتت متوفرة وبلغت مرحلة النضوج».

يذكر ان مشروع «مارينا سيتي» مطروح للاكتتاب الخاص فيه من خلال الاسهم وستتولى عملية ادارة الاكتتاب شركة مالية مملوكة من قبل بنك رصد وموجودة خارج لبنان، اما وكيل الطرح في لبنان فهو البنك اللبناني - الكندي. ويبلغ سعر السهم مائة دولار والحد الادنى للمساهمة 2500 سهم. وقد بدأت فعلاً عملية بيع الاسهم مع توقع اقفال الاكتتاب نهاية شهر سبتمبر (ايلول) او عند اكتمال الرأسمال المطلوب البالغ 190 مليون دولار. فيما يتوقع القائمون على المشروع عآئداً صافياً للمستثمرين يزيد عن 30 بالمائة سنوياً.

ولم يحدد بنك رصد للإستثمار بعد الجهات التي ستتولى اعمال تنفيذ المشروع. وفي هذا الصدد اشار الملائكة: «سنبحث ذلك مع مجموعة متنوعة من المقاولين حسب التخصص وهناك بحث قائم مع شركات لبنانية وعربية».

وعن السلسلة التي ستتولى ادارة الفندق افاد الدكتور ملائكة بأن البحث جار مع عدة شبكات عالمية منها «ريتز كارلتون». وعن العقبات التي يمكن ان تعترض المشروع قال: «احتمالات الخسارة قليلة جداً. كل عوامل النجاح متوفرة: الموقع والتوقيت والفكرة الجذابة. ثم ان مشروعنا قائم بلا اي اقتراض ويحقق الاكتفاء الذاتي اذ يمول نفسه بنفسه. التأثير السلبي الوحيد يمكن ان يطرأ من العوامل السياسية في المنطقة وبرأيي ان تأثيرها يبقى محدوداً. لبنان من افضل الدول العربية للاستثمار، ثم ان الانفتاح الاقتصادي الذي يتمتع به يشكل عامل جذب للأموال».