تحتفل مجموعة «بي ام دبليو» الألمانية هذا الصيف بالذكرى السنوية الـ75 (أو اليوبيل الماسي) لبدئها تصنيع السيارات. وفي سياق احتفائها بهذا الحدث التاريخي اختارت «بي ام دبليو» ان يكون لها حضور مميز في ملتقى «غودوود ريفايفال» الذي يستضيفه مجمع غودوود للسيارات والسباقات بجنوب انجلترا من 3 إلى 5 سبتمبر (ايلول) المقبل.
* البداية المتواضعة
* في صبيحة يوم 9 يوليو (تموز) عام 1929 كشفت «بي ام دبليو» النقاب في اعلان ضخم بحجم صفحة كاملة عن انها ستباشر العمل كصانع سيارات. وكانت باكورة المنتجات سيارة «3/15» الصغيرة التي عرضت أمام الجمهور لأول مرة في برلين. وخلال سبع سنوات تطور انتاج «بي ام دبليو» من هذه البداية المتواضعة الى بناء الرودستر الرياضية البديعة «328». وقد نجحت هذه السيارة الرياضية بمحرك من صنع شركة بريستول في حصد بطولات كل السباقات الكبرى التي خاضت غمارها في أواخر عقد الثلاثينات من القرن الماضي. وواصلت الـ«328» والسيارات الأخرى المزودة بمركات بريستول بتحقيق الانتصارات حتى أواخر عقد الخمسينات.
* ...وتراث غودوود
* ما تقدم ذكره يخص تراث «بي ام دبليو» المبكر في قطاع انتاج السيارات، بعدما أسست الشركة الألمانية العريقة ـ التي ترمز أحرف اسمها الى الاسم الكامل «المصنع البافاري للمحركات» ـ أصلاً لتصنيع المحركات وبالذات محركات الطائرات. أما عن مضمار مجمع غودوود فله هو الآخر تراثه العريق، ولا سيما تراث احتفال ملتقى الـ«ريفايفال» الذي يستضيفه.
فهذا الملتقى الذي ينظم في الحلبة التاريخية لسباقات السيارات، التي أعيد تأهيلها بدقة وذوق رفيع، يعد أحد أهم سباقات السيارات الكلاسيكية القديمة في العالم، وهو الحدث الرياضي الوحيد الذي يقام في اجواء الماضي بكل تفاصيله. يتوقع ان يجتذب الملتقى هذا العام نحو 100 الف مشارك ومتفرج معظمهم بأزياء الماضي لمشاهدة نهاية أسبوع حافلة بسباقات السيارات وعروض الطيران والمسرحيات. وسيكون أحد سباقات السيارات فيه وهو سباق كأس «ماجيك كب» مخصصاً لتاريخ «بي ام دبليو». وسيحظى الحضور بفرصة مشاهدة سيارات سباق من انتاج «بي ام دبليو»، أو مزودة بمحركات «بي ام دبليو»، نادراً ما عرضت امام الجمهور وهي تتسابق فوق الحلبة التاريخية التي تحتضنها أرياف مقاطعة ويست ساسكس الجميلة، وسيكون بين المشاركين بطل السباقات البريطاني العالمي السير ستيرلينغ موس الذي سيقود سيارة «فريزر ناش ـ بي ام دبليو» موديل 1950.
بقي ان نشير الى ان حلبة غودوود للسيارات كانت البيت الحقيقي لرياضة سباقات السيارات البريطانية منذ بنائها عام 1948 وحتى اقفالها وجعلها حلبة عصرية مؤقتة للسباقات عام 1966. وهي تستضيف سنوياً ملتقى «غودوود ريفايفال» (أي نهضة غودوود) الذي بات مناسبة السباقات الوحيدة فيها.