خبيرة استثمار سعودية تحذر بنوك بلدها من استمرار إهمال التدريب الفني لموظفات مراكز الاستثمار

TT

حذرت خبيرة اقتصادية سعودية من استمرار تهاون البنوك السعودية في تدريب الكوادر النسائية العاملة في مراكز الاستثمار على الاليات الحديثة لادارة الاستثمار في سوق الاسهم السعودية، في الوقت الذي تأخذ البنوك العالمية خطوات اكثر جرأة وجدية للاقتراب من عالم سيدات الاعمال السعوديات، مستغلة بذلك الغياب التام من قبل البنوك السعودية وتنامي رغبة سيدات الاعمال السعوديات في دخول اسواق المال وتنويع استثماراتهن.

وتشير الدكتورة ناهد باعشن استاذة الاقتصاد في جامعة الملك عبد العزيز، المديرة العامة لمركز «السيدة خديجة بنت خويلد» لخدمة سيدات الاعمال في الغرفة التجارية الصناعية بجدة، لـ«الشرق الأوسط» الى أن البنوك الاجنبية تزاول حاليا عملية الاستثمار النسائي في السعودية بطريقة اكثر فاعلية وجذبا لتلك الاستثمارات، حيث تقوم هذه البنوك بإرسال خبيرات في تحليل وادارة الاسهم الى السوق السعودي لاستقطاب استثماراتهن للخارج، وان هؤلاء الخبيرات نجحن في الدخول الى البيت السعودي وحضور العديد من مجالس السيدات. ولضمان النجاح في ذلك اتبعت هذه البنوك استراتيجية ذكية بتوظيف كوادر نسائية عربية مسلمة للقيام بهذا العمل، كما هو الحال في البنوك السويسرية التي قامت بتوظيف 7 سيدات مسلمات من اصول عربية (مصريات ولبنانيات)،استثناء من القانون السويسري الذي ينص على عدم توظيف غير السويسريات، مما مكن من اختراق خصوصية المجتمعات السعودية. علاوة على الكفاءة العالية التي تتمتع بها هؤلاء الموظفات وقدرتهن على اقناع السيدات من خلال تقديم عروض واداء عملي احترافي عن الاستثمارات المالية. وتتخوف باعشن من استمرار تجاهل البنوك المحلية لتأهيل الموظفات السعوديات المسؤولات عن صالات الاستثمار حاليا، خاصة انهن ما زلن غير قادرات على تقديم المعلومات المتخصصة للسيدات الراغبات في الاستثمار في سوق الاسهم السعودي، نظرا لضآلة خبراتهن والتأهيل غير المهني نتيجة لعدم تدريبهن التدريب الكافي على آليات السوق مما يجعلهن غير قادرات على تقديم الدعم والاستشارة المتخصصة للسيدات في هذا المجال، واقتصار دورهن حاليا على الضيافة اكثر من قيامهن بدور خبيرات استثمار، واعتمادهن في المشورة الفنية في غالبية الاحوال على الزميل الرجل مما يفقدهن المصداقية والقدرة على التأثير. وتدعو الخبيرة الاستثمارية إلى ضرورة اعتماد البنوك السعودية خطة استراتيجية سريعة الخطوات قبل دخول البنوك العالمية الكبيرة للسوق السعودي والتي تمتلك آلية ثابتة وقناعة تامة لتدريب الموظفات على هذا المجال المهم، خاصة أن اولئك الموظفات قد يكن موظفات حاليات بالبنوك السعودية مما قد يمثل تهديدا كبيرا، حيث سيكون من السهل تحول الاستثمارات النسائية إلى البنوك الاجنبية. وتتمثل الاستراتيجية التي تقترحها باعشن في ارسال موظفات الاستثمار في البنوك السعودية إلى خارج السعودية للتدريب على سير العمل لدى مراكز التدريب العالمية المتخصصة لدى الشريك الاجنبي للبنوك السعودية أو غيرها من المراكز التي تقدم تدريبا متخصصا كما يحدث مع الموظفين الرجال، خاصة أن الجو العام في السعودية يشهد تغيرا ملحوظا في بيئة وظروف عمل الموظفات السعوديات في ظل دعم حالي من الدولة وعدم ممانعة الكثير من الاسر السعودية لسفر المرأة.