فرنسا تطرح 12.1 % من أسهم «فرانس تليكوم» في أكبر عملية خصخصة لقطاع الاتصالات في أوروبا وتوقعات بعائدات تصل إلى 7مليار دولار

TT

أعلنت وزارة المالية الفرنسية أمس عن طرح 12.1 في المائة من أسهم شركة «فرانس تليكوم» للاتصالات مما سيمكنها من جمع 75ر5 مليار يورو (7 مليار دولار) على الأقل، فيما قد يكون أكبر عملية طرح أسهم في قطاع الاتصالات الاوروبية هذا العام.

وقال متعاملون ومصادر مصرفية ان سعر بيع سهم فرانس تليكوم سيكون في نطاق بين 95ر18 و 25ر19 يورو. وبإمكان الحكومة أن تمارس خيارا يتيح لها بيع حصة تصل الى 1ر12 في المائة.

وتعتبر عملية تخصيص فرانس تيلكوم هي ثاني خطوة يقوم بها وزير الاقتصاد منذ وصوله الى الوزارة الاقتصاد في شهر يونيو (حزيران) الماضي، حيث قرر الوزير نيكولا سركوزي بيع جزء من الأسهم التي تملكها الدولة الفرنسية في شركة فرانس تلكوم للاتصالات، مشددا سلفا على أن عائد عملية البيع المفترض أن تتم سريعا سيوجه إلى خفض مستوى الديون الحكومية الفرنسية.

وبحسب الأرقام التي أذاعتها وزارة الاقتصاد امس، فإن الدولة ستبيع الى المؤسسات المالية وليس الى الأفراد 236 مليون سهم من أسهم فرانس تلكوم ما يشكل 6، 9في المائة من رأسمال الشركة التي هي أول مشغل للهاتف الثابت في فرنسا. وينتظر أن تدر عملية البيع، وفق التقديرات الرسمية، 75، 5 مليار يورو إذا ما استجابت البورصة الفرنسية لعملية البيع وبقيت أسعار سهم فرانس تلكوم تدور حول 19 يورو للسهم الواحد. أما إذا تبين لوزارة الاقتصاد أن استجابة السوق واعدة، فيمكن عندها أن تطرح 299 مليون سهم للبيع ما سيشكل 12 في المائة من رأس المال.

ومع إتمام عملية البيع، تكون الدولة الفرنسية قد فقدت موقعها كمساهم يملك أكثر من نصف رأسمال الشركة. وينتظر أن تهبط حصة الدولة الى ما بين 43 و 41 في المائة من رأسمال فرانس تلكوم، فيما كانت تملك قبل البيع حصة 53 في المائة من رأس المال. ويشير خبراء السوق المالية الفرنسية بأن الدولة ستعمد في وقت لاحق الى بيع جزء إضافي من حصتها في شركة الاتصالات «الوطنية» بحيث تنزل الى 35 في المائة. وأعلن سركوزي، عقب الجلسة الاسبوعية لمجلس الوزراء صباح أمس، أن عملية البيع كانت منتظرة من قبل البورصة ووصفها بأنها «مهمة». مضيفا أن عملية البيع ستتيح خفض ديون الدولة الفرنسية وستوفر للشركة الليونة اللازمة التي تحتاج إليها من أجل تطورها. وأكد سركوزي ان اللحظة ملائمة لعملية البيع بعد أن نجحت الشركة في تحسين أوضاعها. وتبلغ ديون الدولة الفرنسية ألف مليار يورو. بالإضافة الى شبكة الهاتف الثابت التي تسيطر عليها فرانس تلكوم سيطرة شبه تامة في فرنسا، فإنها أول مشغل للهاتف الجوال في فرنسا والثاني في أوروبا عبر شبكة «أورانج» التي تمتلك ما يزيد على خمسين مليون مشترك في العالم. وكذلك فإن فرانس تلكوم تملك شركة «وانادو» ثاني أكبر مقدم خدمات الإنترنت في أوروبا، ناهيك عن موقعها في ميدان تقديم خدمات الاتصال للشركات والمؤسسات عبر شركة «أكوانت». وبحسب معلومات الشركة، فإن مشتركيها عبر العالم سيصل عددهم مع نهاية العام الماضي إلى 117 مليون مشترك. ويرى المحللون الاقتصاديون أن فرانس تلكوم شركة واعدة بسبب موقعها القوي في سوق الإتصالات الثابتة، والجوال مما يبشر بنجاح عملية البيع. لكنهم في الوقت ذاته يحذرون من نسبة الديون المرتفعة التي ترزح تحتها مالية الشركة.

ويرى المراقبون أن الوزير سركوزي حرص على إتمام عملية تخصيص الشركة قبل تخليه المنتظر قريبا عن وزارة الاقتصاد بسبب ترشحه المتوقع لمنصب رئيس حزب الإتحاد من أجل حركة شعبية، وهو حزب الأكثرية الرئاسية في فرنسا. وتنوي الحكومة الاستمرار في عمليات الخصخصة في الأشهر المقبلة، وينتتظر أن تتناول العمليات المقبلة، بداية، بيع شركتين لتشغيل وإدارة الطرق السريعة في فرنسا.