وجه اقتصادي .. محمد حسن العمران رئيس مؤسسة الإمارات للاتصالات

TT

بين قطاع الاتصالات ومحمد حسن العمران الرئيس التنفيذي لمؤسسة الامارات للاتصالات «عشرة عمر» بدأت عندما تخرج مهندسا للاتصالات من جامعة القاهرة عام 1977. ولم تكن هذه الدراسة نادرة في الامارات فحسب، بل في المنطقة ككل ولذلك لم يجد صعوبة في ايجاد العمل الذي يتناسب مع مؤهله العلمي وطموحه الشخصي.

وقصة اختيار العمران لهندسة الاتصالات هي جزء من ولعه المبكر بالرياضيات وكل ما له علاقة بالعلوم الطبيعية وهو امر نادر في تلك المرحلة التي كان التركيز فيها ينصب على العلوم الانسانية والتجارة والاعمال. وحسبما ما قاله العمران فإن ذلك وضعه امام تحد منذ تخرجه من الجامعة حيث كان قطاع الاتصالات في الامارات في مرحلة تحول من السيطرة الاجنبية الى السيطرة الوطنية، وكانت الحاجة ماسة للكوادر الوطنية التي ستتولى ادارة هذا القطاع، وكانت تلك الكوادر تعمل على اساس انها في مهمة وطنية فضلا عن اثبات المقدرة الفنية التي كانت حكرا على الاجانب.

وأشار العمران الى ان المنصب الذي تولاه كنائب لرئيس مؤسسة اتصالات لم يكن منصبا تشريفيا بقدر ما كان عبئا وتكليفا ثقيلا اقتضى في معظم الاحيان تجاوز الدور الاشرافي والقيادي الى الدخول في تفاصيل العمل اليومي والميداني وهو امر ساعده على الاحاطة بكافة احتياجات العمل.

وأكد ان الفضل في نجاح مؤسسة الامارات للاتصالات في تجاوز صعوبات التأسيس يعود بالدرجة الاولى الى الدور الذي لعبه الاب الروحي للمؤسسة وزير المواصلات السابق محمد سعيد الملا الذي كان اول من قاد المؤسسة ووضع فلسفتها وحدد ملامح مستقبلها من خلال مبادراته الشجاعة ومن خلال جرأته في اتخاذ القرارات الاستراتيجية التي كان لها اكبر الاثر في نمو المؤسسة وتطورها، مشيرا الى انه تعلم من الوزير الملا العمل بروح الفريق واعطاء تفويض كامل للمرؤوسين وتشجيع مبادراتهم ورعاية افكارهم وبث روح الابداع بينهم.

وأوضح ان مبدأ المشاركة بين القطاعين العام والخاص كان له اكبر الاثر في نجاح مؤسسة الامارات للاتصالات. فالمؤسسة لم تعد تحكمها قواعد الروتين الحكومي واصبحت مطالبة بالنجاح باعتبار ذلك ضمانة لتحقيق الربحية، مضيفا ان هذه المشاركة اعطت ادارة المؤسسة المرونة اللازمة لتنفيذ خططها وبرامجها.

ويعتبر الرئيس التنفيذي لمؤسسة الامارات للاتصالات المنافسة شرطا من شروط النجاح، باعتبار ان هذه المنافسة من العوامل المحفزة للابداع، إلا انه اشترط ان تكون المنافسة منضبطة من خلال وضع آلية عمل محكومة بأطر تشريعية تضمن الشفافية والعدالة.

ويبدي العمران تفاؤلا كبيرا ازاء مستقبل قطاع الاتصالات في المنطقة، مؤكدا ان هذا القطاع يتحول سريعا بحيث ينتظر ان يكون المحرك الاساسي لاقتصادات المنطقة. ولا يخشى العمران منافسة الشركات الاجنبية، مشيرا الى ان قطاع الاتصالات في المنطقة يتطور من ناحية القوة المالية والقدرة الفنية بحيث يمكن ان يكون ندا قويا للمؤسسات الاجنبية. ويرى ان الاستثمار في قطاع الاتصالات لم يعد يعرف الحدود الجغرافية، مبينا ان مؤسسة الامارات للاتصالات ادركت هذه الحقيقة وبدأت بالدخول الى اسواق الدول المجاورة والدخول في تحالفات استثمارية اقليمية وعالمية، موضحا ان دخول المؤسسة الى السوق السعودي يمثل نقلة نوعية في هذا الاتجاه نظرا لضخامة السوق من جهة، وتوفر رغبة مشتركة بين المستثمرين في المملكة والمستثمرين في الامارات لاستغلال كافة الامكانات المتاحة.

واذا كانت مؤسسة الامارات للاتصالات التي كانت قاعدة العمل الاولى التي بدأ منها العمران فإن شركة الاتصالات الفضائية الاماراتية المعروفة باسم الثريا هي الابن المدلل له، فهو الى جانب مساهمته في تطوير فكرة المشروع وتجسيده على ارض الواقع كان اول رئيس لمجلس ادارة الشركة التي مضى على بدء نشاطها حوالي 5 سنوات. وعن الثريا يقول العمران إنها نجحت في سوق لم تكن مواتية لشركات عالمية اكثر قوة واوسع خبرة، لكن توفيق الله والتحرك المدروس جعل شركة الثريا تقف على قدمين ثابتتين وجعلها ايضا اسما عالميا معروفا.

وعما اذا كان ذلك يشجع الثريا على التحول لشركة مساهمة عامة، قال العمران ان المسألة تتوقف على الشركاء، مشيرا الى ان المؤسسات المساهمة في رأسمال المؤسسة لها اعتبارات خاصة تجعلها حذرة في أي قرار تتخذه، الا انه أكد انه اذا توفرت معطيات مناسبة فإن الشركاء لن يترددوا في التجاوب مع تلك المعطيات.

ورئاسة مجلس ادارة الثريا ليست الا واحدة من عدة قبعات يتناوب محمد حسن العمران على ارتدائها فالى جانب عمله في اتصالات والثريا، فهو عضو في مجلس ادارة عربسات بالرياض وعضو في مجلس أمناء مجمع كليات التقنية العليا بالامارات وعضو في مجلس ادارة المؤسسة العامة للبريد في الامارات فضلا عن عضويته في مجلس ادارة شركة اسمنت الخليج برأس الخيمة.