«أوبك» تطمئن الأسواق وتقر زيادة سقف إنتاجها إلى 27 مليون برميل يوميا من مطلع نوفمبر

* النعيمي: هيكلة النطاق السعري تتطلب تغييرا في معادلة العرض والطلب * المنظمة تختار وزير الطاقة الكويتي رئيسا * الخام الأميركي ينتعش ويتجاوز 45 دولارا

TT

قال وزير البترول السعودي المهندس علي النعيمي ان «أوبك» قررت رفع سقف الإنتاج الرسمي بواقع مليون برميل يوميا ليكون 27 مليون برميل يوميا اعتبارا من بداية نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، وان الوزراء سيعودون للاجتماع في العاشر من شهر ديسمبر (كانون الأول) المقبل في المقبل. وأضاف الوزير النعيمي في تصريحات للصحافيين امس، ان هناك مليون برميل يوميا كطاقة انتاجية فائضة مقارنة بحجم الإنتاج الحالي، وان هناك خطة لرفع هذه الطاقة الإنتاجية الفائضة.

وقال الوزير النعيمي هدف «أوبك» من هذا القرار هو الرغبة في تقليص الفارق بين الإنتاج الفعلي وسقف الإنتاج الرسمي. موضحا ان ارتفاع الأسعار الحالي نتيجة لعدة أسباب بينها التوتر السياسي والأحداث التي استهدفت منشآت النفط العراقية، والعواصف التي تضرب بعض مناطق الولايات المتحدة، والنمو الكبير في الطلب على البترول.

وترك النعيمي الاحتمالات مفتوحة أمام القرارات التي يمكن ان تتخذ خلال اجتماع القاهرة في العاشر من ديسمبر بما في ذلك تغيير السعر المتسهدف، موضحا ان أي تغيير من هذا القبيل يتطلب التأكد من حدوث تغيير هيكلي في معادلة العرض والطلب، وان تقييم مثل هذا الامر يتطلب بيانات اضافية ستتم دراستها في حينها.

وقال النعيمي ان الارتفاع الحالي للأسعار لم يحدث تأثيرا ملحوظا في حجم الطلب العالمي على النفط سواء في الصين أو في غيرها من المناطق، مشيرا الى ان بلاده ستكون مستعدة لتلبية أي كمية من الزيادة في الطلب بمجرد التأكد من وجود طلب فعلي يبرر الزيادة في الطاقة الانتاجية، قائلا« ان السعودية قادرة على رفع الطاقة الإنتاجية ما بين 500 ـ 800 الف برميل يوميا خلال فترة 24 شهرا».

وكشف الوزير النعيمي ان مشروع تطوير حقلي القطيف وأبو سعفة الذي تصل طاقته الإنتاجية الإجمالية إلى حوالي 800 الف برميل يوميا، دخل فعليا مرحلة التشغيل وان الانتاج يتم حاليا بحوالي ثلاث ارباع الطاقة الانتاجية القصوى، وان المشروع سينتج بطاقته الانتاجية الكاملة بنهاية الشهر الحالي. ونفى الوزير النعيمي وجود قصور في تلبية الطلب المتزايد، مشيرا الى ان جميع الطلبات على البترول الخام تتم تلبيتها. وقال ان «أوبك» لا تريد الأسعار في مستواها الحالي فوق الاربعين دولار للبرميل.

من جانبه ارجع بورنومو يوسجيانتورو رئيس منظمة «أوبك»، وزير الطاقة والمعادن الاندونيسي الارتفاع غير المتوقع في اسعار النفط الى ثلاثة اسباب هي الارتفاع غير المتوقع في الطلب على النفط عالميا، وكذلك التوترات الجيوسياسية، وكذلك تأزم قضايا تكرير وتوزيع النفط، والمخاوف من حدوث قصور مستقبلي في الامدادات مما خلق ضغوطا على الاسعار وتسبب بارتفاع بين 10 ـ 15 دولارا من سعر البــرميل الحالي.

وقال ان وزراء «أوبك» كانوا قد قرروا خلال اجتماعهم في بيروت في الثالث من يونيو (حزيران) الماضي زيادة الانتاج بحوالي مليوني برميل ليرتفع سقف الإنتاج الرسمي منذ بداية يوليو (تموز) الماضي الى 25.5 مليون، كما شهد اجتماع بيروت قرار رفع الانتاج بواقع نصف مليون برميل اعتبارا من بداية اغسطس (آب) الماضي ليصل سقف الانتاج الى 26 مليون برميل، وبذلك تكون المنظمة قد تجاوزت كثيرا سقف انتاجها قبل اجتماع بيروت والبالغ في حينها 23.5 مليون برميل يوميا.

وقال الوزير الاندونيسي ان المنظمة تمتلك حاليا مابين مليون الى 1.5 مليون برميل كقدرة انتاجية احتياطية يمـكن ضخها في السوق بشكل فوري عند الحاجة، وان دول المنظمة لديها خطط لرفع طاقتها الانتاجية الفائضة بواقع مليون برميل جديدة بنهاية العام الجاري وبداية العام المقبل .2005 وفي قراءة لخلفيات القرار اكد الدكتور انس الحجي الخبير النفطي والاستاذ في كلية ادارة الاعمال في جامعة شمال اوهايو، ان القرار يعكس عدم اتضاح الرؤية حول حجم التجاوز التي تمارسه دول المنظمة على حصص انتاجها الرسمية، وانه تم اعتماد التقارير الاكثر محافظة والتي تشير الى زيادة بنسبة مليون برميل عن الحصص، في حين تشير تقارير اخرى الى وجود مليون ونصف مليون برميل اضافية زائدة عن الحصص فيما تصل بعض التقديرات الى مليوني برميل فوق الحصص الرسمية.

واستبعد الدكتور الحجي في حديث مع «الشرق الأوسط» امس في فيينا ان يحدث القرار تأثيرا في الاسعار وذلك لعدة اسباب بينها ان القرار لن يؤدي لضخ كمية اضافية من النفط في السوق، كما ان مصافي النفط لا تستطيع استقبال وانتاج كميات اكبر حيث تعمل غالبيتها بطاقتها القصوى، كما ان الفائض المطروح في الاسواق هو من نوع الخام الثقيل غير المفضل من قبل المصافي. ومن جانبه قال وليد خدوري رئيس تحرير نشرة «ميس» المتخصصة في شؤون النفط ان القرار يوجه رسالة لمستهلكي النفط مفادها انها على استعداد لتلبية الطلب المتزايد، وانها من خلال انتاجها الحالي البالغ 30 مليون برميل يوميا عند اضافة الانتاج العراقي ترغب المساهمة في لجم فورة الاسعار.

وفي نيويورك سجل سعر الخام الأميركي الخفيف ارتفاعا كبيرا في المعاملات الآجلة بسوق نايمكس امس بعد أن أظهرت بيانات حكومية انخفاضا أكبر من المتوقع في مخزون النفط الخام الأميركي في الوقت الذي يقترب فيه الاعصار ايفان من الساحل الأميركي على خليج المكسيك. وارتفع سعر الخام الأميركي الخفيف في عقود أكتوبر (تشرين الاول) 71 سنتا الى 10.45 دولار للبرميل متجاوزا مستوى المقاومة 45 دولارا.

ووصف وزير النفط الاماراتي القرار بكونه محاولة لتحسين مصداقية «أوبك» بالالتزام بسقف انتاج يصل الى 27 مليون برميل يوميا، مؤكدا ان بلاده تعمل على المدى القريب والمتوسط لزايدة انتاجها. مضيفا ان معظم دول «أوبك» وان كانت تنتج قريبا من طاقتها القصوى الانها تسعى للتطوير.

من جانبه كان الوزير الجزائري شكيب خليل اكثر صراحة عندما اكد ان قرار زيادة الانتاج هو محاولة لتأكيد زيادة انتاج «أوبك»، وان «أوبك» بهذا القرار تكون قد قننت فائض الانتاج التي سبق وان حددته رسميا بـ26 مليون برميل يوميا.

أما رئيس «أوبك» الوزير الاندونيسي فقد أبدى تفاؤله من عودة الاسعار لمستوها المعقول والذي حددته بـ25 دولارا للبرميل. من جانب آخر أكد مسؤول بمنظمة «أوبك» أمس انه تم تعيين وزير الطاقة الكويتي الشيخ أحمد فهد الصباح رئيسا للمنظمة بعد انتهاء ولاية الرئيس الحالي بورنومو يوسجيانتورو.

وقال المسؤول ان الوزراء لم يقرروا بعد ما اذا كان الوزير الكويتي سيضطلع أيضا بمنصب الامين العام بالانابة كما هو الحال مع بورنومو الذي يتولى كذلك منصب وزير النفط باندونيسا.