السعودية تطمئن الأسواق وترفع طاقتها الإنتاجية إلى 11 مليون برميل خلال أسابيع

النعيمي: غالبية الزيادة ستكون من الزيت العربي الخفيف * الأعاصير وتزايد الطلب يقفزان بأسعار النفط الى عتبة 50 دولارا

TT

كشف وزير البترول والثروة المعدنية السعودية المهندس علي بن ابراهيم النعيمي، ان بلاه سترفع طاقتها الانتاجية من النفط الخام الى 11 مليون برميل يوميا خلال الاسابيع القليلة المقبلة، وان اغلب الزيادة الجديدة في الانتاج ستكون من الزيت العربي الخفيف المرغوب من قبل المصافي، مشيرا الى ان الطاقة الانتاجية الفائضة لدى السعودية ستصل الى 1.5 مليون برميل يوميا.

الى ذلك أكدت مصادر نفطية مطلعة امس ان الزيادة الجديدة في الطاقة الانتاجية السعودية ستكون جاهزة خلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل, وان الزيادة الفعلية في الطاقة الانتاجية ستكون بحدود 650 الف برميل يوميا من اصل 800 الف برميل هي الطاقة الانتاجية الاجمالية في حقلي القطيف وابو سعفة بعد التطوير.

وأشارت المصادر إلى أن نسبة الزيت الخفيف من اجمالي انتاج الحقلين كبيرة وقد تصل الى 70ـ 80 في المائة من اجمالي النفط المنتج عبرهما، وان العمل سيجر كذلك على تنشيط عمليات حفر الآبار في الحقول المنتجة حاليا وان الجيولوجيين يعملون على تحديد الحقول التي ستجرى عليها مثل هذه العمليات.

وقال الوزير النعيمي في بيان رسمي صدر امس «إن السعودية ورغبة في توفير طاقة انتاجية كافية بأسرع وقت ممكن، سوف تستخدم حقلي ابو سعفة والقطيف اللذين بدأ الانتاج منهما حالياً من أجل رفع الطاقة الانتاجية للسعودية لتصل خلال الاسابيع القليلة القادمة إلى 11 مليون برميل يومياً، وسيتم في هذا الخصوص تنشيط عمليات حفر الآبار في الحقول المنتجة حالياً وبهذا تكون الطاقة الانتاجية الفائضة لدى السعودية حوالي 1.5 مليون برميل يوميا، علماً أن أغلب الزيادة الجديدة في انتاج السعودية ستكون من الزيت العربي الخفيف».

واضاف وزير البترول السعودي ان بلاده تراقب عن كثب التطورات المختلفة في السوق البترولية الدولية وتعمل من أجل استقرارها وعدم ارتفاع الأسعار بشكل قد يضر بالاقتصاد العالمي ونموه وبالذات اقتصاديات الدول النامية، وذلك على ضوء التطورات الأخيرة في السوق البترولية الدولية وتجاوز أسعار البترول حاجز الـ 50 دولاراً لزيت غرب تكساس. وتشير معلومات حصلت عليها «الشرق الاوسط» ان مشروع تطوير حقلي زيت وغاز القطيف وأبو سعفة الواقعين في شرق السعودية، مشروع ثنائي ضخم يهدف إلى تطوير حقل القطيف الواقع على اليابسة، وكذلك حقل أبو سعفة في الخليج العربي والذي يتم تقاسم ايراداته مناصفة بين السعودية والبحرين، لانتاج مرافق الحقلين المتجاورين بعد اكتمال المشروعين 800 ألف برميل من الزيت الخام، و370 مليون قدم مكعبة قياسية من الغاز الطبيعي المصاحب في اليوم. وتشير المعلومات الى ان حقل القطيف سيكون أول حقل تابع لأرامكو السعودية ينتج الزيت العربي الخفيف بمزج الزيت العربي الخفيف جداً بالزيت العربي المتوسط. واشارت مصارد في صناعة النفط السعودية الى ان غالبية انتاج السعودية هو الزيت العربي الخفيف «لايت» والخفيف جدا سواء «سوبر لايت، اكسترا لايت»، موضحا ان هذا النوع من الزيت الخام الذي يتم بيع ما بين 5ـ6 ملايين برميل يوميا في الاسواق العالمية يستخدم لانتاج مشتقات مثل الديزل والجازولين والنافتا. وعلى صعيد اسعار النفط دفعت سلسلة الاعاصير التي ضربت الولايات المتحدة وتصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الاوسط وفي نيجيريا متضافرة مع تزايد الطلب، اسعار النفط الى اعلى مستوياتها بحيث تجاوز البرميل عتبة الخمسين دولارا. ففي سوق نيويورك زاد سعر برميل النفط المرجعي «لايت سويت كرود» لتسليم نوفمبر 16 سنتا ليبلغ 49.80 دولار اثناء التبادلات الإلكترونية التي تلت اقفال الجلسة الرسمية. وبعد ذلك بوقت قصير بلغ مستوى الخمسين دولارا مسجلا اعلى مستوى منذ انشاء السوق النفطية النيويوركية في 1983 ليحطم بذلك مستواه القياسي السابق في جلسة الاثنين وهو 49.75 دولار.

وفي لندن سجلت اسعار النفط ارتفاعا بدورها، اذ تجاوز سعر برميل النفط من نوع برنت المستخرج من بحر الشمال ـ وهو نوعية مرجعية ايضا ـ للمرة الاولى عتبة الـ46 دولارا ليبلغ 46.28 دولار اثناء الجلسة قبل ان يتراجع الى 45.93 عند الاقفال. وفي آسيا سجل برميل النفط سعرا قياسيا جديدا أمس، اذ تخطى عتبة الخمسين دولارا بسبب المخاوف المستمرة بشأن الامدادات. وبلغ سعر برميل النفط المرجعي المتعاقد عليه في نيويورك «لايت سويت كرود» تسليم نوفمبر 50.18 دولار، مقابل 49.46 دولار أول من أمس في نيويورك. وواصل سعر سلة خامات أوبك الارتفاع أول من أمس الى 42.90 دولار للبرميل من 42.31 دولار يوم الجمعة. من جانبه اكد البروفيسور روبيرت مابرو، الخبير النفطي ورئيس مركز اكسفورد لدراسات الطاقة في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» ان سوق لا تزال بحاجة لزيادة في حجم الطاقة الانتاجية الفائضة لتصل الى 3 ملايين برميل، مشيرا الى ان السوق فيما يبدو غير مطمئنة بعد، لمستوى الطاقة الفائضة، مشيرا الى ان ضخ اية استثمارات جديدة لتوسيع الطاقة الانتاجية يتطلب وقتا، وأن دورة دخول أية طاقة انتاجية رئيسية جديدة يتطلب حوالي 3 سنوات ما بين بدء الاستثمار وحتى بدء الانتاج.

فمنذ اسابيع عدة يتفاقم الوضع في نيجيريا المنتج الاول للنفط في افريقيا والمصدر السادس في العالم، حيث تسعى عصابات متنافسة على السيطرة على مناطق الانتاج النفطي بهدف تهريب الخام. والى كل ذلك تضاف سلسلة الاعاصير المدمرة ومنها ايفان، التي تتسبب باضطراب مواقع التنقيب والتكرير في جنوب شرقي الولايات المتحدة، وادت تاليا الى تراجع جديد للاحتياطي النفطي الاميركي المنخفض اساسا بصورة استثنائية. وصرح رئيس منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) بورنومو يوسجيانتورو أمس، ان المنظمة لا تستطيع حاليا ان تفعل اي شىء لخفض اسعار البترول. مشيرا الى ان ارتفاع الاسعار حاليا يمكن ان يؤدي الى الانكماش. واكد وزير الطاقة القطري عبد الله العطية بدوره في حديث صحافي اليوم، ان اوبك لا يمكنها التدخل لخفض اسعار النفط التي تخطت الخمسين دولارا للبرميل.

الى ذلك قال المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية كلود مانديل أمس ان عوامل العرض والطلب لا تبرر ارتفاع أسعار النفط متجاوزة 50 دولارا للبرميل، وانه ليست هناك حاجة للسحب من مخزونات الطوارئ. وقال مانديل لرويترز على هامش مؤتمر «الوضع لم يتغير... فالمعروض أكثر من الطلب». ومضى قائلا «بالطبع هناك بعض المخاطر والسوق تتوقع أن تصبح هذه المخاطر واقعا.. لكن ما دامت هذه المخاطر لم تتحقق بعد فلست أرى ما يدعو للسحب من المخزونات».