يثار دائما سؤال عن الاستثمار وهل هو غاية أم وسيلة، وحقيقة الأمر أنه وسيلة لغاية في نهاية المطاف، فالهدف من الاستثمار النهائي هو مقابل التغير المفاجئ في حياة الفرد منا. ولتوضيح ذلك نذكر أن التغير المفاجئ ينقسم إلى نوعين، تغير سعيد وآخر غير سعيد، فالتغير السعيد على سبيل المثال لا الحصر أن يرزق الفرد بمولد سواء كان ذكرا أو أنثى، المولود الجديد من تاريخ ولادته إلى بلوغه ست سنوات قد لا يكون مكلفا اقتصاديا ولكنه، بعد ذلك سيكون مكلفا، إذ سيحتاج إلى التعليم والرعاية الصحية وغير ذلك من مستلزمات الحياة. وإذا لم يستعد الفرد لمقابلة هذا الاحتياج عبر الاستثمار لتحقيق هدف التعليم والصحة لابنه أو ابنته فإنه سيقع في مأزق. وقس على ذلك الرغبة في شراء سيارة أو بناء منزل. التغير الثاني، هو التغير غير السعيد كأن يعجز الفرد لا سمح الله عن العمل لأي سبب من الأسباب، ولو افترضنا أن الفرد موظف فإنه سيحظى براتب تقاعدي يوازي مدة خدمته، فإذا كانت خدماته الوظيفية عبارة عن سنوات قليلة فسيكون هناك فرق كبير بين دخله السابق وما سيتقاضاه بعد تقاعده، مما يجعل مستوى معيشته يتدنى إذا لم يكن قد استثمر في نوع معين من الاستثمار لمقابله هذا التغير. أما إذا كان قد استعد لذلك فإنه سيغطي فرق راتبه من نواتج الاستثمار، مما يجعله يحافظ على مستواه المعيشي السابق دون تغيير. وفي نهاية المطاف فإن الاستثمار يغطي أهدافا واستحقاقات مادية، أيا كان نوع هذه الأهداف، فلو خطط المرء للتبرع لجمعية خيرية بـ 375 ريالا (100 دولار)، فهذا الهدف مع نبله يبقى ماديا في نهاية المطاف ويجب أن يغطى عبر الاستثمار. ويجب أن نذكر هنا أن الاستحقاقات المادية لكل فرد في المجتمع تختلف من فرد لآخر حسب السن والجنس وظروف الفرد، ما يجعل التخطيط لمقابلتها يختلف من فرد لآخر، فشاب في مقتبل العمر ولنفرض أن عمره 18 سنة قد يخطط لامتلاك سيارة عند سن 25 سنة. وكهل في الـ 50 من عمره ولديه أبناء قد يخطط لايجاد حياة سعيدة لابنائه مع التخطيط لأن يعيش مرتاحا بقية عمره. من هنا يمكن تحقيق الأهداف متى ما خطط المرء لمجابهة الأهداف المادية في وقت مناسب عبر الاستثمار ولو بمبالغ قليلة في الصناديق الاستثمارية التي تطلقها البنوك السعودية من خلال الاشتراك في الصندوق ومن ثم شراء وحداته بعد ذلك وفق فترات زمنية (شهرية) ولو بمبالغ متدنية أو الاستثمار في الأسهم بطريقة الشراء المجزأ بعد سؤال متخصص عن السهم المراد الاستثمار فيه.