مركبات الدفع الرباعي تقتحم السوق الأردنية

TT

بعد غياب طويل للسيارات الأميركية عن السوق الأردنية لأسباب عديدة، أهمها استهلاكها الكبير للبنزين وارتفاع ثمنها، اقتحمت هذه السيارات السوق أخيراً ... وبقوة.

الا ان الاقتحام لم يتحقق هذه المرة عن طريق سيارات الصالون الصغيرة بل عن طريق المركبات الرياضية النفعية الرباعية الدفع، وأشهرها مركبات «جي ام سي» و«شيفروليه» بجانب ..«كاديلاك ـ سي آر اكس» الجديدة. الحقيقة ان سيارات الصالون الأميركية الأصغر حجماً من ماركتي «شيفروليه» و«فورد» وغيرهما لم تستطع منافسة مثيلاتها من السيارات الألمانية واليابانية، بسبب حداثة دخولها للسوق نسبياً. لكن مركبات الدفع الرباعي الأميركية استطاعت بما أحدثته من إضافات أن تدخل جدياً ميدان المنافسة، بعد سنوات عدة اقتصر فيها استخدام الأردنيين في قطاع المركبات الرياضية والنفعية الرباعية الدفع على مركبات الجيب والمركبات المماثلة من انتاج شركات تويوتا ونيسان وهوندا وسوزوكي وأيسوزو اليابانية ـ ومعظمها متوسطة الحجم ـ وأسعارها معتدلة نسبياً.

* إقبال على الأميركية

* مدير المبيعات في وكالة أبو خضر للسيارات وكلاء «كاديلاك» و«همر» و«جي إم»، قال إن الإقبال على المركبات الأميركية فاق كل التوقعات، وبخاصة الأنواع التي دخلت السوق لأول مرة، مثل «همر» الضخمة التي أشبه ما تكون بعربة عسكرية، فقد بيعت منها أربع مركبات فور وصولها. أما الكاديلاك «اس آر اكس» فقد شهدت إقبالا أكبر لأنها تحوي إضافات عديدة إذ أن لها سبعة مقاعد تنطوي حسب الحاجة كهربائيا وفيها فتحة للسقف وتتدرج مقاعدها من الأمام للخلف بنسب تتيح للراكب الرؤية الواضحة. كما انها تعج بالتجهيزات والكماليات الراقية كأجهزة الفيديو الرقمية (الدي في دي) والأقراص التسجيلية المرصوصة (السي دي) وناقل الحركة الأوتوماتيكي ويدوي بالإضافة إلى الكماليات الأخرى. ثم انها تتوفر بقوة 345 حصاناً (4600 سم مكعب) يؤمنها محرك ثماني الاسطوانات، أما سعرها فلا يزيد عن 74.000 دينار (حوالي 100 ألف دولار).

وعن أسباب الإقبال على اقتناء المركبات الرياضية النفعية الرباعية الدفع قال مهندس ميكانيكي مهتم بهذا القطاع «إن الموضة فقط هي وراء هذا الإقبال المفاجئ. فالطبيعة في الأردن لا تحتاج إلى مثل هذه المركبات، فلا صحراء ولا طرق صحراوية ولا ثلوج دائمة، وإنما هي نزعة التقليد والمفاخرة بامتلاك سيارة كبيرة، ونحن نلاحظ أن بعض السيدات يحرصن على اقتناء مثل هذه المركبات. هذه الموضة انتقلت إلينا من الغرب حيث يلاحظ الإقبال في السوق الأميركية على مثل هذه المركبات لأن الطبيعة هناك تقضي بتفضيل استعمالها حيث الثلوج الدائمة والمسافات الطويلة بين المدن ... أما نحن فلا نستخدم هذه المركبات إلا داخل المدن». وتابع المهندس ـ واسمه عبد الحميد ـ كلامه فقال «مع ذلك فإن الإقبال على مركبات الدفع الرباعي الصغيرة مثل بعض أنواع السيارات اليابانية مبرر نظراً لما تتمتع به من متانة، أما شراء الكبير منها فبالتأكيد للمباهاة أو أحيانا للهواية عند بعض الفئات المقتدرة».

* موضة جديدة

* من جهة أخرى، يرى محمود أبو الحلاوة، وهو صاحب معرض سيارات، ان انتشار مركبات الدفع الرباعي والحرص على اقتناء أغلى الأنواع سعراً «موضة جديدة»، ويقول إن المدن حالياً سواء في الأردن أو غيرها أصبحت عبارة عن «حجر وحديد»، قاصداً التوسع الكبير في إنشاء العمارات والمباني واقتناء السيارات والمركبات الكبيرة. كما يرى «أن السوق الأردنية متذبذبة ولكل نوع أو قطاع من السيارات هاوٍ ... واولئك الذين يمتلكون السيارات يشترون ما يوافق قدراتهم المالية، فانتشار السيارات الصغيرة اليابانية والكورية هو الغالب نظراً لمناسبة أسعارها للدخول المتوسطة وتدني استهلاكها للبنزين وتوفر قطع غيار، أصلية ومقلدة، بأسعار رخيصة نسبياً، بينما تكتظ السوق أيضا بالسيارات الغالية الثمن، وخصوصاّ في الآونة الأخيرة، عندما بدأت شركات صناعة السيارات تقيم معارض كبيرة مجهزة بأحدث التقنيات وتطرح طرازات جديدة تدخل السوق لأول مرة هذا العام مثل «كامري» من تويوتا و «اس آر اكس» من كاديلاك وأحدث طرازات المرسيدس والبي إم دبليو إضافة إلى السيارات السويدية (فولفو وساب) والكورية الرباعية الدفع.

ويشير محمد الرفاعي صاحب معرض للسيارات المستعملة أن الإقبال على مركبات الدفع الرباعي أصبح ملحوظا في الفترة الأخيرة «وإن كان الطلب عليها بالنسبة للمستعمل ازداد من قبل المشترين العراقيين والشركات العاملة في العراق، فهؤلاء يفضلون شراء مثل هذه المركبات، أما الأردنيون فهم يقبلون على شراء المركبات الرياضية النفعية اليابانية الصنع لكونها أرخص ثمنا من منافساتها الأميركيات والأوروبيات بالنسبة للمستعمل».

أحد مقتني المركبات الرباعية الدفع الدكتور غسان مفاضلة (طبيب) يقول إن سبب حرصه على اقتناء مركبة من هذا القطاع «ليس من أجل المناظرة أو المباهاة بل لأنها تلبي احتياجاتي بشكل دائم، فأنا مضطر للخروج ليلاً في حالات الطوارئ أو استدعاء من أي مريض، وأحياناً تكون الطريق وعرة أو تكون الحالة خارج المدينة. لذا فان المركبة الرياضية النفعية تساعدني على الوصول بأمان أكثر وبخاصة إذا كانت الطريق وعرة أو غير معبدة، أو في حال تساقط الثلوج، ثم ان إمكانياتي تسمح بشراء سيارة مرتفعة الثمن قليلا ولكنها عملية بالنسبة لعملي».