رئيس مجلس إدارة مصرف قطر الإسلامي: المصارف الإسلامية تجاوزت مرحلة التجربة ويمكن أن تستحوذ على نصف مدخرات العالم الإسلامي خلال 10 سنوات

خالد السويدي لـ الشرق الاوسط التجربة الماليزية في النظام المصرفي هي الأكثر تطورا في المراكز المالية

TT

يتزايد انتشار ونمو المصارف الاسلامية في مختلف البلدان العربية وخارجها حتى اضحت سمة خاصة لاقتصادات بعضها وقيمة مضافة لاقتصادات دول اخرى.

وتشير الارقام الى ان هناك اكثر من 267 مؤسسة مصرفية ومالية اسلامية تدير اصولاً يبلغ حجمها 262 مليار دولار بنسبة نمو سنوية بين 10 و15%، بينما يبلغ حجم الودائع ما يزيد عن 201 مليار دولار، في حين تنمو سنوياً بنسبة تتراوح بين 20 و25%. وتحقق هذه المؤسسات معدل نمو في صافي الارباح بالنسبة الى حقوق المساهمين بين 12 و14%. وتتوقع بعض الدراسات ان تكون المصارف الاسلامية مسؤولة عن ادارة ما بين 40 الى 50% من اجمالي مدخرات العالم الاسلامي خلال السنوات العشر المقبلة، خاصة بعد اتجاه العديد من المصارف التقليدية العريقة لفتح فروع او نوافذ اسلامية حتى لا تخسر بعض العملاء، مع تزايد الطلب على خدمات المصارف الاسلامية.

والتقت «الشرق الأوسط» رئيس مجلس ادارة مصرف قطر الاسلامي ورئيس مجلس ادارة بيت التمويل العربي خالد السويدي، خلال وجوده في بيروت، لترؤس احد اجتماعات مجلس ادارة بيت التمويل العربي في لبنان الذي انطلق العام الجاري وكان بنك قطر الاسلامي اكبر مساهم فيه.

* الى اي مدى ترون ان وضع المصارف الاسلامية نضج وتبلور وهل تخطى مرحلة التجربة؟

* رغم قصر عمر العمل المصرفي الاسلامي، الا اننا نثق بأنه قد نضج وتبلورت ابعاده في مجالات الخدمات المصرفية والاستثمارية، ولهذا يمكننا القول بأنه تجاوز مرحلة التجربة، فقد أثبتت المصارف الاسلامية بأنها تمضي بنجاح نحو مستقبل افضل. واحدث الارقام تشير الى ان هناك اكثر من 267 مؤسسة مصرفية ومالية اسلامية تدير اصولاً يبلغ حجمها 262 مليار دولار بنسبة نمو سنوية بين 10 و15%، بينما يبلغ حجم الودائع ما يزيد عن 201 مليار دولار، في حين تنمو سنوياً بنسبة تتراوح بين 20 و25%. وتحقق هذه المؤسسات معدل نمو في صافي الارباح بالنسبة الى حقوق المساهمين بين 12 و14%.

كما تشير الدراسات الى ان هذه المعدلات في نمو المصارف الاسلامية قابلة لأن تتكرر خلال السنوات المقبلة، لكن ذلك سيكون مرتبطاً بمدى قدرة المؤسسات المالية الاسلامية على تلبية احتياجات عملائها من خلال تعزيز الثقة وطرح منتجات جديدة تلبي تطلعات قطاعات اقتصادية كبيرة. وتتوقع بعض الدراسات ان تكون المصارف الاسلامية مسؤولة عن ادارة ما بين 40 الى 50% من اجمالي مدخرات العالم الاسلامي خلال السنوات العشر المقبلة، خاصة بعد اتجاه العديد من المصارف التقليدية العريقة لفتح فروع او نوافذ اسلامية حتى لا تخسر بعض العملاء، مع تزايد الطلب على خدمات المصارف الاسلامية.

* الى اي مدى من الممكن ان تصبح المصارف الاسلامية ضرورة لاقتصادات الدول العربية؟

* المصارف الاسلامية اصبحت ركيزة اساسية في السوق المالية العربية، بل اصبحت رقماً صعباً لا يمكن تجاوزه، فمعظم البلاد العربية توجد فيها مصارف ومؤسسات تمويل واستثمار اسلامية. وفي قطر، على سبيل المثال، فإن المصرفين الاسلاميين، مصرف قطر الاسلامي وبنك قطر الدولي الاسلامي يستحوذان على حوالي 15% من حصة السوق المصرفية القطرية، وهذه نسبة ليست بالهينة رغم اننا نعمل على زيادتها. ونحن في مصرف قطر الاسلامي نوجه نسبة 70% من انشطتنا التمويلية والاستثمارية الى السوق المحلية.

* سبق وذكرتم بأنكم بصدد تأسيس بيت التمويل الآسيوي ما افاق هذا التوجه؟

* قطع مصرف قطر الاسلامي شوطاً متقدماً في الاجراءات الخاصة بتأسيس بيت التمويل الآسيوي، وقد سبق ان وقع المصرف مطلع هذا العام على مذكرة تفاهم لتأسيس بيت التمويل الآسيوي الذي سيكون مقره في ماليزيا، وهو مصرف تجاري واستثماري يقدم كافة انواع الخدمات المالية الاسلامية. وسيشارك في رأسماله عدد من المؤسسات ورجال الاعمال القطريين والخليجيين والآسيويين. وتتوفر لهذا المصرف فرص نجاح كبيرة خاصة في ظل تنامي حجم التبادل التجاري والروابط الاقتصادية الكبيرة بين منطقة الخليج والدول الآسيوية.

* تشهد قطر مرحلة انتقالية في اقتصادها، ما تقييمكم للاقتصاد القطري وكيف ترون وضع القطاع المصرفي؟

* تعيش قطر حالياً طفرة اقتصادية جديدة وتشهد توسعاً كبيراً في قاعدتها الاقتصادية. فهناك توسع كبير في قطاع الصناعات النفطية وصناعة الغاز التي تعتبر العمود الفقري للاقتصاد القطري، فتشهد البلاد قيام العديد من مشاريع الصناعة البتروكيماوية وما يرتبط بها من صناعات اخرى. وهذا بلا شك يضيف قوة لحجم الاقتصاد، ويسهم في تعزيز دور القطاعات الاقتصادية الاخرى في قطاعات المقاولات والصناعات الخفيفة وصناعة الخدمات. وهذا التطور بدوره اصبح عاملاً اساسياً في تطور القطاع المصرفي الذي يشكل حلقة الوصل بين القطاعات الاخرى باعتباره قناة انسياب الدورة الاقتصادية.

* في اعتقادك اي بلد يعتبر نظامه المصرفي الاسلامي الاكثر تطوراً؟

* في تقديرنا ان تجربة المصارف الاسلامية بصفة عامة تكاد تكون متشابهة ومتقاربة مع اعتبار للفروق الزمنية في نشأة كل مؤسسة مصرفية، فهناك مصارف كان لها السبق في التجربة مثل بنك دبي الاسلامي. ثم شهدت بعد ذلك البلاد الاسلامية الاخرى تطوراً في تجربتها المصرفية الاسلامية مثل دول الخليج حيث هناك تجارب متطورة في البحرين وقطر والسعودية والكويت والامارات، وهناك تجارب متطورة في بعض الدول العربية الاخرى مثل مصر والسودان واليمن. وعلى الصعيد العالمي يمكن القول بأن التجربة الماليزية هي الاكثر تطوراً مما جعلها مركزاً مالياً هاماً للمصارف الاسلامية. وكل المصارف الاسلامية تتعاون فيما بينها ومن خلال عضويتها في «البنك الاسلامي للتنمية» من اجل الاستفادة من تجارب بعضها البعض والعمل على تطوير بنيتها المصرفية خاصة في ما يتعلق بالاجراءات والنظم المصرفية، وسعيها لايجاد سوق مالية اسلامية تتيح لها التطور والنمو نحو مستقبل افضل في ظل المنافسة التي افرزتها العولمة المالية.

* شهد القطاع المصرفي في عدد من الدول العربية عمليات دمج ما بين المصارف، الى اي مدى من الممكن ان يكون الدمج ضرورياً للمصارف الاسلامية ايضاً؟

* الاندماجات بين البنوك والمؤسسات المالية التي تشهدها الساحة العالمية احدى ظواهر العولمة المالية، وما حدث من اندماجات بين عدد من البنوك العربية له ظروفه ومقتضياته حسب كل مؤسسة، وقد لا تكون هذه المعطيات متوفرة الآن في قطر لأن السوق المالية القطرية ما زالت تحظى بفرص جيدة لعمل القطاع المصرفي والتوسع باستقطاب مؤسسات مالية جديدة مثل بنوك «الافشور» او شراء بعض البنوك من المنطقة لحصة في مؤسسات مالية قائمة، خاصة في ظل التوسع في مجال المشروعات الاستثمارية الضخمة التي تتعلق بصناعة الغاز، وما تتيحه من فرص للاستثمارات المصرفية.

اما بالنسبة للعمل المصرفي الاسلامي في قطر، فنحن نرى ان السوق لا تزال بكراً وتوفر فرصاً كبيرة للتوسع، حيث لا تتجاوز حصة المصرفين الاسلاميين في قطر نسبة 15% من هذه السوق، وان الفرص امام المصارف القطرية الاسلامية للنمو كبيرة، خاصة اذا ابتكرت ادوات تمويل جديدة تستوعب وتلبّي الطلب المتزايد على خدماتها. وفي ظل هذه المعطيات لا نرى حاجة للاندماجات في الوقت الحاضر.

*منذ متى تترأسون مجلس ادارة مصرف قطر الاسلامي، وما هي ابرز انجازاتكم؟

* توليت منصب رئيس مجلس ادارة مصرف قطر الاسلامي منذ عام 1996. طوال هذه الفترة استطعنا تحقيق انجازات كثيرة، من اهمها التطور الايجابي في ميزانية المصرف من حيث زيادة معدلات النمو بصورة كبيرة في الارباح والموجودات والودائع، والتوسع في انشطة المصرف الاستثمارية والمصرفية من خلال توسيع قاعدة الفروع، وتطوير شبكة الخدمات المصرفية الإلكترونية، وتأسيس الصناديق والمحافظ الاستثمارية، خاصة سلسلة محافظ بدر ومحافظ الريان. هذا، الى جانب توجيه انشطة المصرف لتعزيز استثماراته الداخلية التي اصبحت تشكل حوالي 70% من المحفظة الاستثمارية. ومن اهم الانجازات خلال العامين الاخيرين قيادة تأسيس بيت التمويل العربي في لبنان وتأسيس شركة سوليدارتي للتأمين التكافلي، والعمل حالياً على تأسيس بيت التمويل الاميركي في شيكاغو وبيت التمويل الاوروبي في لندن وبيت التمويل الآسيوي في ماليزيا.