انطباعات عن التصاميم للصانعين الفرنسيين في معرض باريس الدولي للسيارات

«مونديال 2004» مناسبة أوروبية بامتياز بالرغم من الحضور الأميركي والياباني والكوري الكثيف

TT

كالعادة، مرة كل سنتين، ترتدي باريس «مدينة النور» وحاضرة الجمال والأناقة في العالم حلة جديدة ربيعية الألوان وان كانت خريفية التوقيت. وخلال سبتمبر (ايلول) المنصرم تخلت العاصمة الفرنسية مؤقتاً عن عبق عطورها وشهية مطابخها ورومانسية انديتها ومقاصفها لتغرق في حبها القديم والمتجدد للسيارة. فالبلاد التي خرج منها عدد من أعظم صانعي السيارات وفنييها وسائقيها ومصمميها ما زالت في حالة حب أزلي مع هذه السلعة المعيشية التي تتحول أكثر فأكثر الى نمط عيش وهوية حضارة ومختبر تقنيات ... ورفيق مشوار لذيذ في منعرجات العمر. وتقليدياً كان معرض باريس للسيارات، وما زال، المناسبة التي تعرض فيها صناعة السيارات الفرنسية، المرتبطة حتى اليوم بأسماء اندريه سيتروين وأرمان بيجو ولويس رينو، أحدث ما لديها من أفكار ومشاريع. الواقع ان معرض باريس يأتي زمنياً بعد معرضين دوليين كبيرين في الروزنامة السنوية للمعارض العالمية هما «معرض أميركا الشمالية الدولي للسيارات» في ديترويت بولاية ميشيغن الأميركية و«معرض جنيف للسيارات» في سويسرا. ولئن كان الحدث الكبير في ديترويت يستهل الروزنامة العالمية في يناير (كانون الثاني) مركزاً على السيارات المبيعة في السوق الأميركية الضخمة، فان خبرة الصانعين الفرنسيين مع حالة العرض والطلب في السوق الأميركية ليست على ما يرام. فحالياً لا تصدر الشركتان الفرنسيتان الرئيستان، وهما رينو وبي اس آ بيجو ـ سيتروين، سيارات الى السوق الأميركية بنمط تجاري. وبالتالي السيارة الفرنسية تعد الغائب الأكبر عن أكبر أسواق العالم. في جنيف الصورة مختلفة جداً ، لأن جنيف على خط تماس مع اراضي فرنسا ولغتها الرسمية والشعبية الفرنسية، بل لأن المنافسين الأساسيين للفرنسيين في جنيف هم الألمان حيث في ألمانيا أقوى صناعة في القارة الأوروبية. وعموماً كما تتقاسم باريس مع فرانكفورت تنظيم معرضيهما سنة لهذه وسنة لتلك، تتقاسم الدولتان اللتان تطغي ثقافتاهما على سويسرا الأضواء في أول المعارض الأوروبية على الروزنامة العالمية. ولكن مع هذا عندما يكون دور باريس في التنظيم فان الصانعين الفرنسيين يجهدون جداً لجعل معرضهم في عاصمتهم المتألقة الحدث الأهم والأبرز.

* «مونديال 2004»

* هذا العام كان الدور لباريس، لا لفرانكفورت، وحقاً شمّر الصانعون الفرنسيون عن الأذرع وعرضوا سيارات فعلية ومفهومية ساحرة تؤكد ان صناعة السيارات الفرنسية بخير ... وتعرف تماماً ما تريده وما تتوقعه من جمهورها.

* رينو ... وبيجو وسيتروين

* في مقدمة الصانعين المتألقين في باريس رينو الطموحة التي عرضت سيارتها الصغيرة والأنيقة جداً «مودوس» التي تعد العدة لأن تغزو بها أسواق أوروبا. «مودوس»، التي سجلت 5 نجوم في اختبارات الصدم الاوروبية (يورو انكاب) ستلعب دوراً محورياً في استراتيجية رينو الأوروبية وهي مؤهلة لهذا الدور تماماً. فهي صممت بشكل الناقلات العائلية الصغيرة (الميني فان) الذي بات مألوفاً من مختلف الصانعين، ويتيح هذا الشكل أقصى درجات الرحابة الداخلية مع الحجم الصغير الذي يسهل معه التحرك والتوقف داخل شوارع المدن وأزقتها. مهندسو رينو زوّدوا «مودوس» بثلاثة محركات بنزينية ترضي جميع الأذواق سعتها 1.2 ليتر يولد قوة 75 حصاناً و1.4 ليتر يولد قوة 98 حصاناً و1.6 ليتر يولد قوة 113 حصاناً، ومحرك ديزل سعته 1.5 ليتر تتراوح قوته بين 65 و80 حصاناً.

في مواجهة «مودوس» تعرض بيجو طراز «1007» الصغير البديع ببابين جرارين عمليين للغاية، وستتوفر الـ«1007» بمحرك بنزيني سعة 1.4 ليتر يولد قوة 75 حصاناً ومحرك بنزيني سعة 1.6 ليتر يولد قوة 110 احصنة (مع علبة تروس روبوتية) ومحرك ديزل سعة 1.4 ليتر قوته 70 حصاناً.

أما اللاعب الفرنسي الثالث سيتروين، فانه يطل بأكبر عدد من التصاميم العملية الجديدة، بتغييره الراديكالي المتميز لملامح طرازه العائلي المتوسط الحجم «سي 5»، واطلاقه طراز «سي 4» الجميل جداً لملْء الفراغ بين «سي 5» وشقيقه الأصغر «سي 3». ولعل تصميم الـ«سي 4» الجديدة التي ستنافس مباشرة في السوق الفرنسية سيارتي بيجو «307» ورينو «ميغان»، وتحل محل طراز «زارا» في جعبة سيتروين، أحد اجمل وأجرأ التصاميم في المعرض. الا ان الجانب الأكثر جرأة عند الصانعين يتمثل بسيارتين مفهوميتين لفتتا الأنظار هما رائعة بيجو «907» ذات الملامح الشرسة الجذابة ...التي تتكامل مع محرك جبار بـ12 اسطوانة سعته 6 ليتر يولد قوة 500 حصان وتتحدى بالشكل والمضمون أروع ما يخرج من مصنع فيراري، ورينو «فلووانس» الانسيابية الشاعرية المزودة بمحرك سداسي الاسطوانات من انتاج نيسان (شريكة رينو) بنسق «في» سعته 3.5 ليتر ويولد قوة 280 حصاناً.

* التحدي الألماني .. ومرسيدس

* لا يكتمل عقد أي مناسبة أوروبية في عالم السيارات من دون حضور ألماني ثقيل. وحقاً في باريس كان الكل هناك.

مرسيدس بنز، القسم الالماني الاعرق في مجموعة دايملر كرايسلر، تصدر منصة السيارات الجديدة ثنائي لافت وعملي يوسع اطلالة مرسيدس على كل فئات السوق وشرائحه، هما النموذجان المفهوميان اللذان يجسران الفارق بين المركبة النفعية والستايشن واغن والناقلة الرياضية «فيجن آر غراند سبورتس تورر» و«فيجن بي كومباكت سبورتس تورر».

النموذج الأول والأكبر حجماً مألوف لمتابعي تفكير مصممي مرسيدس لكنه أطل هذه المرة برفقة شقيقه الأصغر. وهنا تجدر الاشارة الى ان مرسيدس الـ«فيجن آر» التي ازيح الستار عنها لأول مرة عام 2002، بمحرك ديزل سداسي الاسطوانات يولد قوة 218 حصانا كبحيا وعزم دوران يصل الى 510 نيوتن متر عند 1800 دورة في الدقيقة مع دفع رباعي وناقل حركة 7 جي ـ تروني اوتوماتيكي. اما الـ«فيجن بي» الصغير فزود بمحرك ديزل رباعي الاسطوانات يولد قوى 140 حصانا وعزم دوران يصل الى 300 نيوتن متر، ويتميز بأداء اقتصادي ونظافة بيئية من اعلى المستويات بفضل مصفاة جزيئات خاصة عالية النجاعة.

أيضاً عند مرسيدس كانت هناك الكوبيه الرباعية الأبواب «سي ال اس». وفي خبر سيسر عشاق هذه الماركة العريقة باشرت مرسيدس تطوير حلة الـ«آيه ام جي» (القسم المتخصص بانتاج المحركات العالية الاداء) لهذه الكوبيه وفي وقت مبكر لكي تفرض نفسها بسرعة على السوق. وسيتوفر للـطراز «ال اس 55 آيه ام جي" محرك ثماني الاسطوانات بشحن توربو مزدوج يولد قوة 476 حصاناً. وعلى الجانب الآخر من تشكيلة مرسيدس كان هناك الجيل الثاني البديع الشكل من طراز «الفئة آيه» الهاتش باك العائلية الصغيرة المتوفرة بثلاثة ابواب او خمسة ابواب.

* فولكسفاغن وآودي

* عند مجموعة فولكسفاغن أيضاً جديد مثير أبرزه النموذج المفهومي «كونسبت سي» الأنيق جداً والمرن جداً، ثم الـ«غولف جي تي آي» التي يولد محركها التوربو سعة 2 ليتر قوة 200 حصان. ثم هناك من آودي سيارتان رائعتان هما اودي «آيه 4» الجديدة التي تخوض بها ماركة آودي (التابعة لمجموعة فولكسفاغن) غمار المنافسة في فئة السيارات العائلية من الحجم دون المتوسط، منافسة بصورة مباشرة مرسيدس بنز «الفئة سي»، وبي ام دبليو «الفئة الثالثة»، وليكزس آي اس 200/300.

الموديل الجديد لطراز «آيه 4» انيق وجذاب تمتد اليه بوضوح الفلسفة التصميمية التي اعتمدتها آودي اخيراً لطرازي الـ«آيه 6» والـ«آيه 8» وعنوانها المظهري الابرز المقدمة بشعرية (مشبك امامي) اطارية Single-Frame Grille مع التوسع في استخدام الاطار هذا الى اماكن اخرى من السيارة بينها محور المقود.

مصممو آودي تحرروا ايضا من قيود الرتابة في تصميم منظومات المصابيح الامامية والخلفية، لا سيما حدودها مع المصدات، واضفوا على كل نسخ الـ«آيه 4» من الصالون والافانت (الستايشن واغن) وايضا الـ«اس 4» الشقيقة الجبارة المحرك.. العالية الاداء. اما فيما يتعلق بالمحركات، فقد زودت آودي طرازها العائلي بحلته الجديدة بما لا يقل عن عشرة محركات يفاضل بينها الزبون كل حسب ذوقه وحاجته وميزانيته، منها اربعة محركات جديدة تماما يولد اقواها قوة 255 حصانا كبحيا، يضاف اليها بالطبع المحرك الجبار الثماني الاسطوانات في نسخة «اس 4» الذي يولد قوة 344 حصاناً.

أيضاً عرضت آودي مركبتها الرياضية والنفعية المستقبلية «بايكس بيك» المثيرة، مع باقي تشكيلتها الغنية واللافتة.

* لأول مرة من بي ام دبليو

* بي ام دبليو من جهتها، أزاحت باريس الستار عن سيارة الـ«320 سي دي» المكشوفة من طراز«الفئة الثالثة» بمحرك ديزل.

السيارة الجديدة زودت بمحرك سعته 2 لتر يولد قوة 150 حصانا كبحيا عند 4000 دورة في الدقيقة وعزم دوران يصل الى 330 نيوتن متر عند 2000 دورة بالدقيقة، فضلا عن مزايا هذه السيارة الجديدة التي ستعزز بلا شك حضور بي ام دبليو القوي اصلا في حلبة السيارات الرياضية الشبابية قدرة الـ 230 سي دي المكشوفة على تحقيق تسارع من الصفر الى 62 ميلا بالساعة (100كلم/ساعة) خلال 9.7 ثوان فقط مع بلوغ سرعة قصوى تصل الى 131 ميلا بالساعة.

أيضاً احتل موقعاً بارزاً الجيل الجديد من طراز«أم 5» العالي الأداء المقتبس شكلياً وهيكلياً عن طراز «الفئة الخامسة» الذي أطلق العام الماضي، وقد زودت الـ«ام 5» بمحرك جبار ثماني الاسطوانات يولد قوة 400 حصانا. وعلى الجانب الآخر من التشكيلة كانت هناك الصغيرة «الفئة 1» بخمسة أبواب، وهي السيارة العائلية الصغيرة التي تنافس مباشرة مرسيدس بنز «الفئة آيه»

* اليابانيون.. والكوريون

*وفي ما يلي ابرز المعروضات الجديدة من الصانعين اليابانيين والكوريين مع العلم بتسليط الضوء قريبا على بعض هذه السيارات بالتفصيل.

> تويوتا / ليكزس: ليكزس «جي اس» (صالون) وليكزس «ال اف ـ سي» (كوبيه/ مكشوفة) وليكزس «آر اكس 400 اتش»، وتويوتا «بريوس جي».

> نيسان: «باثفايندر» و«تون» و«350 زد» و«مورانو».

> هوندا: «إف آر ـ في» والنسخة الديزل من «سي آر ـ في».

> مازدا: «5» (صالون وستايشن واغن).

> ميتسوبيشي: «كولت سي زد 3» (كوبيه بثلاثة ابواب).

> سوبارو: تطويرات وتحسينات على «فوريستر» و«ليغاسي».

> سوزوكي: «سويفت».

> دايهاتسو: «كوبن».

> ايسوزو: «دي ـ ماكس».

> هيونداي: «سوناتا».

> كيا: «سبورتادج».