الشركات الكويتية تتطلع لزيادة التعاون التجاري مع الصين وتعزيز الاستثمارات المشتركة بين البلدين

حجم التبادل التجاري بين بكين ودول الخليج تجاوز 16 مليار دولار خلال عام 2003

TT

الكويت -كونا: أبدت الاوساط التجارية الكويتية اهتماما ملحوظا بزيادة التعاون مع الشركات الصينية تأكيدا للنتائج الايجابية، وتجلى هذا الاهتمام في اللقاءات التي عقدها الوفد الصيني الذي زار الكويت أخيرا والتقى مع عدد من المسؤولين ورجال الاعمال والتجار الكويتيين للتعريف بمدينة «التنين الصيني» والمقرر افتتاحها في دبي في شهر ديسمبر المقبل والتي تعتبر بمثابة معرض دائم لاكثر من 3 الاف شركة صينية من مختلف المجالات والتخصصات. وتتيح المدينة الفرصة لرجال الاعمال والتجار من مختلف دول العالم لاسيما دول منطقة الشرق الاوسط للاطلاع على اخر هذه المنتجات وعقد الصفقات المختلفة مع الشركات الصينية. وقال نائب المدير العام لشركة شاينامكس مارت الشركة المسؤولة عن المعرض ديفيد شو في لقاء مع وكالة «كونا» أمس ان المعرض الدائم للمنتجات الصينية يعتبر الحل الافضل لأي تاجر او رجل اعمال حيث فرصة لقاء الاف الشركات من كافة التخصصات تحت سقف واحد. واشار ديفيد الذي زار الكويت ضمن جولة عربية وافريقية واوروبية للاعلان عن افتتاح المعرض في السادس من ديسمبر (كانون الاول) المقبل ان الوفد الصيني خلال زيارته الى الكويت التقى العديد من المسؤولين في وزارة التجارة والصناعة وغرفة التجارة والصناعة الى جانب عدد من رجال الاعمال والتجار.

واضاف قائلا ان الوفد لمس خلال الزيارة مدى الاهتمام من قبل الجميع بتطوير وتنمية العلاقات التجارية مع الصين مشيرا الى انه سيتم توجيه الدعوة لعدد من المسؤولين الكويتيين لحضور حفل افتتاح المعرض المقرر في 6 ديسمبرالمقبل الى جانب المئات من الشخصيات العالمية التي سيتم دعوتها للحفل. ويعتبر معرض التنين الصيني اول معرض من نوعه يتم افتتاحه خارج الصين حيث يبدو شكله الخارجي على هيئة تنين يمتد بطول 1.2 كم على مساحة 150 الف متر مربع. وسوف تتواجد في المعرض اكثر من3 الاف شركة صينية على مدار العام في الوقت الذي يضم فيه المعرض40 غرفة مخصصة للاجتماعات الى جانب مركز لرجال الاعمال والمكاتب الادارية والمقاهي بالاضافة الى المدينة السكنية المخصصة لاقامة العاملين في الشركات الصينية. واوضح شو ان الهدف من جميع هذه التجهيزات هو خلق مدينة صينية متكاملة بحيث يمكن للتجار العرب وغيرهم من التجار الشعور بأنهم كما لو كانوا في الصين. ويضم المعرض المنتجات الصينية من الملابس والمنسوجات والمواد الغذائية ومستحضرات التجميل والادوات والمعدات الكهربائية والإلكترونية والصناعات الجلدية والمفروشات والاثاث ومستلزمات الديكور الداخلي ومواد البناء والتشييد واجهزة الكومبيوتر وملحقاتها والصناعات الثقيلة وغيرها. واوضح شو ان هذا التوجه يأتي من منطلق السياسة الصينية التجارية المتجددة التي تعتمد على الانطلاق الى الاسواق العالمية من خلال اقامة مراكز اقليمية تتيح فرصا اكبر واكثر للتعريف بالصناعات والمنتجات الصينية. واشار شو الى ان معرض «شاينامكس» او التنين الصيني يعتبر اكبر معرض دائم تقيمه الصين خارج حدودها وهو مشروع مشترك تم توقيع اتفاقيته بين المركز الصيني لتنمية الاستثمار والتجارة في الشرق الاوسط وبين هيئة المنطقة الحرة لجبل علي في اطار رغبة الطرفين في زيادة معدلات التبادل التجاري بينهما من ناحية وبين الصين ودول المنطقة من ناحية اخرى. واضاف قائلا انه تم توقيع اتفاقية المدينة الصينية بين الطرفين حيث العمل جار من وقتها بكل جدية لافتتاح المدينة كما هو محدد في ديسمبر المقبل. وحول الشركات والمؤسسات الصينية المشاركة في المعرض الدائم قال شو «ان الحكومة الصينية حريصة على اختيار هذه الشركات وفق اعتبارات القوة التجارية والسمعة الطيبة والمستوى المميز من الانتاج لاسيما ان هذه الشركات ستكون بمثابة الصورة الحقيقية للانتاج الصيني.

وتعتبر الصين من ابرز شركاء الدول العربية التجاريين حيث بلغ حجم التبادلات التجارية بين الطرفين في العام الماضي 25.29 مليار دولار. وبلغ حجم التبادل التجاري بين الصين ودول الخليج العربية نحو 16.9 مليار دولار أميركي تمثل الصادرات الصينية منها حوالي 8 مليارات دولار. وخلال عام 2003 بلغ حجم التبادل التجاري بين الكويت والصين حوالي 1.188 مليار دولار بزيادة 63.4 في المائة عن عام 2002 منها 675 مليون دولار صادرات صينية الى الكويت. وترتبط الكويت مع الصين باتفاقية للتعاون الاقتصادي والفني منذ عام 1977 واتفاقية اخرى بنفس الاطار وقعت في عام 1989حلت محل الاتفاقية الاولى بموجب التطورات والمتغيرات الاقتصادية وعدة اتفاقيات اخرى تتعلق بالنقل الجوي وتجارية وقعت في عام 1980 وتعاون ثقافي واعلامي وتشجيع وحماية الاستثمار وتجنب الازدواج الضريبي منذ عام 1985 . وتملك دولة الكويت نحو 30 في المائة من رأسمال الشركة الصينية العربية من خلال شركة صناعات الكيماويات البترولية والذي يقدر بنحو 50 مليون دولار أميركي اضافة الى مشاركة شركة الاستكشافات البترولية الخارجية الكويتية في عمليات استكشاف حقول بترولية في الصين مع بعض الشركات العالمية. وساهمت انشطة وجهود الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية في جمهورية الصين الشعبية منذ عام 1982 في تقوية هذه العلاقات على النحو الذي وصلت اليه من تميز وتنام حيث ارتسمت بصمات الصندوق على كثير من المشروعات الانمائية في تلك الدولة الصديقة. وتشير احصاءات الصندوق الكويتي الى انه قدم 27 قرضا للصين حتى نهاية عام 2003 بلغ مجموع قيمتها حوالي 625 مليون دولار أميركي انفقت على مشروعات انمائية في قطاعات مختلفة.