ينظر الكثير من المستثمرين في دبي الى الزبائن القادمين من روسيا نظرة مختلفة. فالسياح والمتسوقون الروس أنعشوا أسواق الامارة ذات الأسعار الرخيصة في التسعينات حينما قاموا بغزوها بعد انهيار الاتحاد السوفييتي للحصول على منتجات وبضائع مطلوبة بشدة في روسيا الجديدة. ويأتي كثير من الروس الآن الى دبي للاستمتاع بجوها وانفاق ملايين الدراهم في عقد صفقات تجارية، فيما بدأ البعض منهم بشراء عقارات للمكوث فيها خلال عطلاتهم الموسمية. وتشير أرقام حكومية الى ارتفاع عدد السياح الروس في دبي خلال النصف الاول من العام الحالي بنسبة 10% ليصل الى نحو 160 الف سائح، مما يعد من اكثر نسب النمو اثارة مقارنة بالسياح الاوروبيين الآخرين وخاصة البريطانيين. ووفقا لارقام دائرة السياحة والتسويق التجاري الحكومية فقد ارتفعت نسبة شركات السياحة الروسية التي تضيف دبي على برامجها بنسبة 33% مما يدل على ارتفاع شعبية الامارة لدى مشتري الاجازات الروس. ويقول اصحاب فنادق في الامارة ان عدد السياح الروس الذين نزلوا في فنادقهم تضاعف ايضا خلال النصف الاول من هذا العام.
ويسعى مستثمرون في القطاع العقاري بدبي الى الاستفادة من الفورة الروسية الجديدة التي انعشت اسواق الامارة في التسعينات. وذكر بسام خوري مدير المبيعات في شركة «ايفا» الكويتية التي تطور عددا من المشروعات العقارية في دبي، ومنها مشروع في جزيرة النخلة، ان شركته تسعى الى دخول السوق الروسي «الغني بالفرص والواعد». وقال خوري «ان موسكو تضم اكبر نسبة من المليارديرات بين مدن العالم، لذلك نحن على ثقة بانها تشكل السوق المثالي لأعظم مشروع سكني في العالم»، مشيرا الى جزيرة النخلة.
وتستثمر الشركة الكويتية ما يزيد على مليار دولار في مشاريع عقارية بدبي تشمل فندق ومنتجع شاطئ النخلة الذي يحتوي على 300 غرفة، بجانب نادي النخلة للعطلات. وكذلك يوجد فندق ومنتجع من فئة الخمسة نجوم أيضا والذي يحتوي على 1000 غرفة والكائن في منطقة الهلال بنفس الجزيرة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الشركة تقف وراء مشروع «بالم ريزيدانس» الذي يضم أكثر من 1000 شقة ومشروع «الميل الذهبي» المشترك مع نخيل الاماراتية والذي بلغت تكلفته 300 مليون دولار ويضم 780 شقة بالإضافة إلى 220 محل بوتيك ومطعما ويطل على قناة بطول 1.5 كيلومتر. وقال خوري «تعاونّا في السابق مع مستثمرين روس وكُلل هذا التعاون بالنجاح، ولكننا نطمح الى تكثيف جهودنا واستقطاب المزيد من المستثمرين وخاصة بعد زيادة شهرة دبي في روسيا». وتعتزم هذه الشركة الكويتية شن حملة تسويقية كبيرة في السوق الروسي، حيث تعتزم المشاركة في معرض «دوميكسبو» للعقارات الذي يقام هذا الاسبوع في موسكو.
واشار خوري الى ان الجاذب الكبير الذي تتمتع به دبي في روسيا يتمثل في قيام عدة خطوط جوية بـ 15 رحلة اسبوعية من مطار موسكو الحديث «دوموديدوفو» الى دبي على متن 8 خطوط جوية، من ضمنها «طيران الامارات». وتعتبر اسعار العقارات الجديدة في دبي منافسة جدا حيث تتراوح اسعار شقق مشروع الميل الذهبي بين 400 ألف دولار اميركي للشقق ذات غرفة نوم واحدة مطلة على الحديقة، الى 850 ألف للشقة الفخمة ذات ثلاث غرف نوم ومطلة على البحر. وبالرغم من اعتقاد «ايفا» بان المستثمرين الروس سيتجهون نحو شراء بيوت للعطلات في دبي غير انها ستستغل الفورة الروسية في استقطاب مشترين لمشاريعها العقارية في جنوب افريقيا ايضا.
وتستثمر الشركة نحو 100 مليون دولار لتطوير مشروع تبلغ مساحته 7 ملايين متر مربع في منطقة زيمبالي بجنوب افريقيا. وقال خوري ان السوق الجنوب افريقي هو «السوق الافضل لاستثمار اموالنا بسبب تدني الاسعار فيه».