السوق العقارية السعودية تسجل مبيعات بقيمة 480 مليون دولار في 3 شهور والمنطقة الغربية الأعلى تداولا

عصام العبد الكريم: السوق العقاري يمر بمرحلة نقلة نوعية ويحتاج إلى تغير في الأسلوب المتبع في الاستثمار

TT

سجلت السوق العقارية السعودية خلال الثلاثة شهور الماضية مبيعات بأكثر من 1.8 مليار ريال (480 مليون دولار)، نفذت من خلال صفقات ومزادات وبيع أراض في مختلف مناطق السعودية. وتعتبر هذه الفترة بداية لموسم عقاري بعد فترة الركود النسبية التي شهدتها السوق العقارية في فترة الصيف، حيث جرت العادة أن يكثف العقاريين نشاطاتهم في هذه الفترة والتي تسبق شهر رمضان الذي يعتبر فترة توقف للسوق العقارية في جميع إنحاء السعودية باستثناء مكة المكرمة والمدنية المنورة والتي ترتفع فيها الإيجارات للشقق وتزداد فيها حركة الفنادق بشكل عام.

وقال عصام العبد الكريم رئيس مجلس إدارة شركة أساس وأرباح: «هذه الفترة تمثل فترة انتعاش عقاري نظراً لتكثيف أغلب العقاريين أعمالهم في ما يسبق شهر رمضان، الذي يعتبر فترة توقف لأغلب الأعمال العقارية وتتبعها فترة نشاط أخرى بعد رمضان، مبيناً أنه من عادات العقاريين في السعودية طرح مشاريعهم خلال هذه الفترة في السنوات الماضية، لكون كبار المستثمرين السعوديين يوجدون داخل البلاد، بالإضافة إلى بحث المستثمرين إلى فرص الاستثمار العقاري في الوقت الحالي والذي أثبت أنه أكثر الاستثمارات التجارية أماناً.

وأضاف رئيس مجلس إدارة شركة أساس وأرباح: «السوق العقارية في السعودية يمر بمرحلة نقلة نوعية في أساليب الطرح العقارية، حيث يسعى العقاريون إلى فتح قنوات استثمارية حديثة لتغير مفاهيم السوق العقاري التي تحتاج إلى تغير في الأسلوب المتبع في الاستثمار العقاري من خلال الطرح الموجود حالياً في فتح الاستثمار عن طريق المساهمات العقارية الحالية والتي تتبع منذ فترة طويلة. وذكر العبد الكريم إن دعم الحكومة للسوق العقاري من خلال ضخ 9 مليارات ريال (2.4 مليار دولار) لصندوق التنمية العقاري، توفر قروضا سكينة للمواطنين وتزيد من حركة العقارات في الفترة الماضية.

وسجلت المنطقة الغربية أعلى تداول لتوجه العديد من المستثمرين للاستثمار فيها كونها غنية بالفرص الاستثمارية خاصة في مدن مكة المكرمة والمدنية المنورة وجدة. وأبرمت مجموعة العمري للاستثمار العقاري صفقة شراء أرض بقيمة 88 مليون ريال (23.4 مليون دولار) في مكة المكرمة، فيما أعلن مستشفى التخصصي شراء جزء من قرية العمودية في جدة بقيمة وصلت إلى 670 مليون ريال (178 مليون دولار)، في حين باعت شركة طيبة للتنمية والاستثمار العقاري 650 أسبوعا من برنامجها في أبراجها في المدينة المنورة بقيمة وصلت إلى 35 مليون ريال ( 9.3 مليون دولار). بينا أعلنت شركة صكوك للاستثمار العقاري عن تنفيذ صفقتين بقيمة 38 مليون ريال (101 مليون دولار)، شملت أرضا في المدنية والمنورة وأرضا في المنطقة الجنوبية من السعودية.

واستطاعت شركة عبد اللطيف الحماد شراء أرض في مكة المكرمة بقيمة تجاوزت 100 مليون ريال (26.6 مليون دولار)، وفي حي اشترت مجموعة تنميات العقارية قطعتي أرض في جدة بمبلغ وصل إلى 220 مليون ريال (58.6 مليون دولار)، وبيعت أرض تقع على شارع فلسطين في جدة بمزاد علني بسعر 16.5 مليون ريال (4 ملايين دولار). فيما سجلت المنطقة الجنوبية ثاني أعلى تداول في الفترة الماضية وذلك لإقامة معرض عقاري في أبها سجلت صفقاته 140 مليون ريال (37 مليون دولار)، منها إبرام شركة متعب بن عبد العزيز المقبل وشريكه للاستثمار العقاري صفقة شراء أرض داخل النطاق العمراني بمحاذاة طريق الحزم وصلت قيمتها إلى 71 مليون ريال (18.9 مليون دولار)، بالإضافة إلى وجود مزادات عقارية لشركات تجاوزت مبالغها 150 مليون ريال (40 مليون دولار)، شركة متعب بن عبد العزيز المقبل في مخططها بأبها، وشركة موسى وسلطان أبناء عبد العزيز الموسى في مشروعها درة المنسك.

وشهدت العاصمة السعودية الرياض الحركة تحركا عقاريا جيداً خلال تلك الفترة حيث أبرم مكتب عبد الرحمن الحلافي صفقة شراء أرض في شمال الرياض بقيمة بلغت 90 مليون ريال (24 مليون دولار)، وطرحت شركة تنمية الرياض مخططها الياسمينة الواقع في شمال الرياض للاكتتاب العام الذي أقفل بعد أيام وذلك لإقبال المستثمرين على الاستثمار في شمال العاصمة السعودية، حيث تكثر الاستثمارات العقارية في تلك المنطقة.

إلى ذلك شهدت المنطقة الشرقية أقامة أكبر تجمع عقاري في السعودية وهو معرض العقار والإسكان الثاني الذي أقيم في الفترة من الرابع من أكتوبر (تشرين الثاني) وحتى الثامن من الشهر نفسه، وسجل المعرض مشاركات من قبل شركات سعودية وشركات من الإمارات والكويت لعرض مشاريعها في المعرض، وحققت مبيعات جيدة خلال فترة المعرض، وكانت شركة متعب بن عبد العزيز المقبل قد أبرمت عقد شراء أرض في المنطقة الشرقية بقيمة 190 مليون ريال (50 مليون دولار)، بالإضافة إلى طرح عدد من المساهمات العقارية للاكتتاب العام. وفي شمال السعودية وبالتحديد في مدينتي الجوف وتبوك، طرحت شركتا المقبل والعريفي، مشروعين عبارة عن مزادات عقارية على أراض وجدت إقبالا لدى المستثمرين، حيث تم بيع مخطط درة الجوف خلال يومين، فيما حقق درة تبوك لشركة العريفي أكثر من 100 مليون ريال (26.6 مليون دولار) خلال فترة لم تتجاوزت بضع ساعات.