قال الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية القطرية إن شركته تملك أسطولا يتكون من 35 طائرة وتتطلع إلى زيادته بـ22 طائرة جديدة، مبينا أن شركته تعد من ضمن أفضل ثلاث شركات في العالم، مؤكدا أن أسباب هذا النجاح تتمثل في استراتيجية محددة نسير عليها، وسلعة أفضل من غيرنا، إضافة الى انه لدينا نظام فعال لمعالجة كافة الشكاوي.
وأشار أكبر الباكر لـ «الشرق الأوسط» الى إن الشركة لا تفكر بالمنافسة بقدر ما تفكر بخدمة قطر وجعل مطار الدوحة الدولي مركزاً رئيسياً في عالم الطيران، لا سيما أن تكلفة المطار المنوي انشاؤه ستناهز 5 مليارات دولار. وأوضح انه في إطار تركيز سياسة الدولة حالياً على توجيه الانتباه نحو السياحة والطيران بدلا من جعل الاهتمام ينصب فقط على الغاز ومشتقات النفط، فإن الخطوط الجوية القطرية تعمل لتصبح محوراً عالمياً وليس فقط بين الخليج والشرق الأقصى، مؤكدا ان التركيز ينصب على الهند والصين وبلاد الشرق الأقصى عموماً.
وقال الباكر إن شركات الطيران ذات التكاليف المنخفضة لا تصلح لبلداننا لأنها لا تلبي حاجات سكان هذه المنطقة وليست بالنموذج الأمثل للسفر، متوقعا أن لا تلاقي هذه الشركات نجاحاً كبيرا على المدى الطويل.
بيروت: ريما نزيه صيداني
* قامت الخطوط الجوية القطرية أخيراً بتوسيع أسطولها، فأين وصلت في ذلك؟
ـ لدينا الآن 35 طائرة. الصفقة الأخيرة بلغت 162 مليون دولار. ومزايا طائرات «إيرباص» الجديدة أن مقاعد الدرجة السياحية فيها واسعة جداً، أما مقاعد درجة رجال الأعمال فتتحول بكاملها الى أسرة. وأسطولنا يتألف من طائرات «ايرباص A 300 - 600» و«إيرباصA 320 - 200 » اضافة الى طائرات رجال الاعمال «إيرباص 319» الطويلة المدى، كما ان هناك 22 طائرة ايرباص من فئات مختلفة تحت الطلب.
* من الواضح ان قطر حاليا على أعتاب طفرة اقتصادية، هل تتطلعون لأن تصبح قطر محوراً وصلة وصل للرحلات بين دول الخليج والشرق الأقصى، بحكم موقعها؟
ـ لسنا أول صلة وصل أو محور في المنطقة، فهناك شركات اخرى كالإماراتية والاتحاد تلعب هذا الدور حيث انهم لا ينقلون مسافريهم من نقطة الى اخرى فحسب، بل ان نشاطاتهم تمتد الى مختلف بلاد المنطقة ومن والى خارج دول الخليج. عدد سكان بلادنا قليل جداً ومن الطبيعي ان يكون هدفنا أكبر من ذلك.
* أليس من الصعب منافسة شركات سبقتكم في المنطقة؟
ـ لا اعتقد انه من الصعب منافسة أحد على الإطلاق، لأن المنافسة عامل جيد ويحفز على التقدم والتطور. نحن لا نفكر بالمنافسة بقدر ما نفكر بخدمة وطننا وجعل مطار الدوحة الدولي مركزاً رئيسياً في عالم الطيران، لا سيما ان تكلفة المطار المنوي انشاؤه تناهز 5 مليارات دولار.
* ألا ترى أن التنسيق سيصبح ضرورياً في المرحلة المقبلة بين شركات المنطقة؟
ـ لدينا علاقة وطيدة مع الاماراتية والاتحاد، الا اننا نخدم اسواقاً مختلفة ونوعية مختلفة من الزبائن، لذلك ما من مشاكل بتاتاً. خدماتنا تغطي وجهات لا تذهب اليها كل من الامارات والاتحاد. على سبيل المثال هم لا يقومون برحلات الى رانغون، وواحدة من رحلاتهم تذهب الى كولالمبور وسنغافورة، بينما نحن نغطي االمحطتين معا، اضافة الى جاكرتا.
* رجل الاعمال المصري سميح ساويرس البارز في المجال السياحي، قال لي ان سبب نجاح دبي سياحياً وأهميتها تكمن في أنها عملت كمايسترو مع جميع المؤسسات الحكومية، ما هو تعليقك؟
ـ اوافق هذا الرأي تماماً، هذا أهم عنصر للنجاح في مجال السياحة والطيران وأفضل طريقة للاستمرار. من المهم ان يسير عدد كبير من الاشخاص في سكة واحدة لتحقيق هدف واحد. وهذا ما نفعله اليوم.
*انطلقت منذ مدة شركات الطيران بتكاليف منخفضة، الى أي مدى سيشكل ذلك منافسة لكم؟
ـ مراراً وتكرارا ما يوجه لي هذا السؤال، وبرأيي ان شركات الطيران ذات التكاليف المنخفضة لا تصلح لمنطقتنا لأنها لا تلبي حاجات سكان هذه المنطقة وليست بالنموذج الأمثل للسفر. تقوم هذه الشركات بوضع الكثير من الناس في الطائرة وهذا ما لا نسعى اليه. كما ان هذه الشركات لا تهبط في المطارات الرئيسية للمدن انما في المطارات الثانوية كون تكلفتها اقل. وعادة ما لا تكون هذه المطارات على مستوى رفيع. هذه الشركات يهمها خدمة أكبر عدد ممكن من الناس بغض النظر عن النوعية. لا اعتقد ان هذه الشركات ستلاقي نجاحاً على المدى الطويل وما منافسة بيننا لأن لكل شركة استراتيجيتها وأهدافها ونحن استراتيجيتنا مختلفة ونتطلع لخدمة اشخاص مختلفين عن هؤلاء الذين تتطلع تلك الشركات لخدمتهم.
* يقال ان الاستثمار في قطر في أفضل أوقاته نظراً لحالة الازدهار المرتقبة فيها، برأيك أين تكمن أهمية السياحة والطيران في هذه المرحلة، وإلى أي مدى يمكنها لعب دور أساسي في هذه الفورة؟
ـ من الواضح ان هناك فرصة للجميع للاستفادة من هذه الفورة وكبرى رؤوس الاموال ستستثمر في قطر وستجني ارباحاً طائلة. وتركز سياسة الدولة حالياً على توجيه الانتباه نحو السياحة والطيران ولم يعد الاهتمام ينصب فقط على الغاز ومشتقات النفط، لما للسياحة من فوائد جمة على البلد والاقتصاد.
* وإلى أي مدى سيساعد موقع قطر كمحور بين الخليج والشرق الاقصى على لعب هذا الدور؟
ـ كثيراً، نحن نعمل لنكون محوراً عالمياً وليس فقط بين الخليج والشرق الاقصى.
* ألا تعتبر ان انجازاتكم تفوق العشر سنوات عمل؟
ـ بالأحرى هي ست سنوات، منذ ان أعدنا إطلاق الشركة، وخلال هذه السنوات تطورنا كثيراً ونحن اليوم في أوج نجاحنا.
* ما هي أبرز أسباب نجاحكم؟
ـ لدينا استراتيجية محددة نسير عليها، كما اننا نقدم سلعة افضل من غيرنا، اضافة الى انه لدينا نظام فعال لمعالجة كافة الشكاوى.
* قام العديد من شركات الطيران عقب احداث سبتمبر (أيلول) بتسريح موظفيها وإعادة النظر في هيكليتها، هل تعتقد ان هذه الاحداث اجبرتكم على اعادة النظر في استراتيجيتكم؟
ـ تداعيات سبتمبر أثرت في العديد من الشركات، إلا انها لم تؤثر فينا، بل على العكس نمينا خلال هذه الفترة لأن استراتيجيتنا لطالما كانت صحيحة. لكي تكون فعالاً يجب ان تغير من اهتماماتك حسب حاجة السوق، ولأن حجمنا ليس بكبير جداً فنحن نستطيع التحكم بأنفسنا.
* تركزون على الشرق الأقصى أكثر مما تركزون على أوروبا وأميركا؟
ـ ليس لدينا الكثير من الموجودات في أوروبا ولم نذهب بعد لأميركا. تركيزنا ينصب على الهند والصين وبلاد الشرق الأقصى عموماً.
* أطلقتم اخيراً خط سيشل، هل يأتي اهتمامكم بالشرق الأقصى نظراً لوجود عدد كبير من العمالة الآسيوية في الخليج؟
ـ ليس هذا هو الدافع فقط، بل ان النمو الاقتصادي في دول الشرق الأقصى أسرع مما ينمو في أوروبا، وتسجل اقتصادات دول الشرق الأقصى أكبر معدل للنمو في العالم.
* ألا تخشون من ان تواجهكم مشاكل من جراء التشجنات وعدم استقرار الوضع السياسي العربي؟ ـ المنطقة تنعم بالاستقرار، لكن مفهوم الغرب للاستقرار غريب، يصورون لك الحال بأنه اذا كان هناك مشكلة في العراق أو إيران ستعاني منها كل الدول المحيطة، وهذا ليس صحيح بتاتاً، عندما كانت الحرب قائمة في يوغوسلافيا والبوسنة، سويسرا أو ايطاليا لم تتأثرا البتة مع انهما أقرب إلى البوسنة مما نحن الى افغانستان. مع ذلك لم يورد الإعلام يوماً ان هذه البلاد تعاني ـ أو من الممكن أن تعاني ـ من ازمات من جراء الوضع السائد في البلاد المحيطة. الإعلام يعكس صورة مغلوطة.
* الملك حسين كان يقول انه كلما كبرت الخطوط الجوية الملكية الاردنية، كبر الاردن لأنها تحمل لواءها، إلى أي مدى تعتبر أن نمو قطر مرتبط بنمو الخطوط الجوية القطرية؟ وهل تسعى لأن تكون الشركة أكبر من قطر؟
ـ هذا القول صحيح تماماً، لأنه كلما كبرت الشركة جلبت الازدهار للبلد وللشعب، ومن الطبيعي ان تكون الخطوط الجوية القطرية أكبر من قطر.. «بريتش ايرويز» أكبر من انجلترا، كل شركات الطيران تعمل لبلدها ومحيطه، فضلاً عن ذلك يفترض انجاز مطار ضخم نهاية عام 2008، واليوم نعمل على توسيع مطارنا الحالي من أجل أن نكون بحجم تلك المقولة.
* هل تمت صفقتكم الأخيرة من خلال معرض لوبورجيه الفرنسي؟ ـ نعم، كما اشترينا طائرات من معرض دبي الأخير للطيران والصفقة بلغت 1.1 مليار دولار. غالبية أسطولنا تتألف من طائرات إيرباص كما اشترينا اخيراً بوينغ 7 E7 وقد أطلقت حديثاً.
* هل الخطوط الجوية القطرية تلقى دعماً حكومياً، وهل تفكرون بالخصخصة؟
ـ لا بتاتاً، نحن لا نتلقى أي مساعدة، نحن نؤمن مصاريفنا ولدينا شركات (تنبثق عن الخطوط) تدعمنا، وفي ما بعد نتطلع الى الخصخصة، والى طرح أسهم الشركة للاكتتاب في عام 2010 .
* من شركة الطيران الأولى في العالم؟
ـ نحن من ضمن أفضل ثلاث شركات في العالم.