مستثمرو حملات العمرة يتخوفون من تكبدهم خسائر كبيرة خلال الموسم الحالي

ارتباط الأسر بإجازة المدارس في 20 رمضان وارتفاع أسعار الفنادق يثيران قلق أصحاب الحلات من ضعف الإقبال

TT

أبدى عدد من المستثمرين السعوديين العاملين في نشاط حملات العمرة الداخلية تخوفهم من أن يتكبدوا خسائر كبيرة خلال موسم رمضان الحالي، الذي يعتبر من أهم وأفضل المواسم الربحية لهم، وذلك نظرا لتدني الأسعار التي بلغت أقل من التكلفة بنسبة تصل إلى أكثر من 10 في المائة. وأكد هؤلاء المستثمرون، أن هناك عوامل أخرى زادت من تخوفهم من هذا الموسم تتمثل في ضعف الإقبال على الحملات بسبب ارتباطات الأسر بالمدارس التي ستغلق أبوابها في 20 رمضان، وارتباط كثير من الناس بأعمالهم سواء كانت حكومية أو خاصة، وتفضيل غالبية الأشخاص الذهاب لأداء العمرة في فترة العشر الأواخر، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الفنادق بنسبة وصلت إلى 400 في المائة عن فترة ما قبل موسم رمضان، وكذلك الحال بالنسبة لإيجار الحافلات (البصات) الذي تحتكره حاليا الشركة السعودية للنقل الجماعي بعد قرار منع دخول الحافلات (البصات) من سوريا إلا بواسطة شركة سعودية خلافا لما كان مسموحا به في السابق، مما أدى هذا الإجراء إلى ارتفاع إيجار الحافلة (الحافلة) إلى 4 آلاف ريال (1.6 ألف دولار) لمدة ثلاثة أيام بدلا من ألفي ريال (533 دولارا) في المواسم السابقة، هذا إلى جانب استحداث رسم ضريبة راكب على كل حافلة (حافلة) متجه إلى مكة المكرمة قيمته 500 ريال (133 دولار).

ويرى مستثمرون آخرون في هذا النشاط، أن تدني نشاط حملات العمرة في الآونة الأخيرة يرجع إلى عدم مصداقية والتزام كثير من المكاتب العاملة في هذا النشاط البالغ عددها نحو 1200 مكتبا بالبرامج الموضوعة من قبلها تجاه المعتمرين سواء فيما يتعلق بالخدمات أو نوعية الحافلات أو الفنادق خاصة المسافة التي تبعد عن الحرم حيث يحدد غالبية المكاتب مسافة تقريبية تكون في الغالب غير واقعية لجذب المعتمرين فقط. مؤكدين أن معظم العاملين في هذه المكاتب هم في الحقيقة أشخاص ليس لهم علاقة بهذا النشاط، حيث يقوم أصحاب هذه المكاتب في مثل هذه المواسم بتأجيرها لأشخاص من خارج دائرة هذا النشاط مما يجعلهم يمارسون سياسة الإغراء. وأشار هؤلاء المستثمرين إلى أنه رغم توقعاتهم بزيادة الإقبال على الحملات خلال فترة العشر الأواخر مما يعوضهم عن الخسائر التي تكبدوها في بداية هذا الشهر، إلا أن تخوفهم سيظل في محله نظرا لاستمرار تصاعد أسعار الفنادق في مكة المكرمة وإيجار الحافلات مما يجعل هامش الربح قليل للغاية وبالكاد يذكر.

ولاحظت «الشرق الأوسط» في جولة لها في عدد من المكاتب العاملة في هذا النشاط ضعف الإقبال على هذه الحملات، وفي ذات الوقت بدأ على غالبية الأشخاص الذين يرغبون في العمرة إصرارهم في التدقيق على نوعية البرامج الموضوعة من قبل المكاتب، والمفاصلة في الأسعار، مما جعل المنافسة بين المكاتب مشتدة للغاية، حيث بلغ متوسط سعر الفرد لأداء مناسك العمرة (الرياض، مكة المكرمة، الرياض) 100 ريال (26 دولارا) شاملة المواصلات والسكن في إحدى الفنادق بمكة المكرمة ليوم واحد ووجبة إفطار مجانية. وينتظر أن تقفز الأسعار الأسبوع المقبل بمعدلات تتراوح ما بين 150 و200 ريال (40 و53 دولارا) للفرد الواحد حسب توفر الخدمات ومسافات الفنادق عن الحرم، فيما قد تصل الأسعار في العشر الأواخر إلى 300 ريال (80 دولارا) فأكثر للفرد.