36 مليون فقير ومشرد أميركي هم الغائب الأكبر عن الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة

TT

لوس انجليس (الولايات المتحدة) ـ أ.ف.ب: تشهد الولايات المتحدة تزايدا مطردا في عدد الفقراء والمشردين، غير انه من المستبعد ان يعبر افراد هذه الشريحة بحسب محاميهم عن غضبهم واستيائهم خلال الانتخابات الرئاسية الاميركية في الثاني من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، وهم منصرفون الى البحث عن سبل العيش. وفي حين يعد كل من الرئيس جورج بوش وخصمه الديمقراطي جون كيري الناخبين بان يجلب لهم الازدهار الاقتصادي في حال انتخابه، يشعر الاكثر فقرا من سكان الولايات المتحدة بانهم مهمشون في مجتمع من الوفرة.

وقال جورج هولينغ وهو مشرد في الواحدة والثلاثين من العمر مع انه يبدو اكبر سنا بخمسة عشر عاما، كان يعمل في الماضي نادلا في مطعم، «الانتخابات؟ الأمر لا يهمني اطلاقا». وأضاف وهو ممدد ارضا في شارع قذر ونتن خلف احد المباني التجارية الفخمة في هوليوود» لم اكترث للأمر؟ فهم (المرشحون) لن يمنحوا المشردين مسكنا. الانتخابات هي للأثرياء والجمهوريين وحدهم». وتقول زوجته تامكو الجالسة الى جانبه وهي تعاني من تشنج عصبي «لا يهم من سيربح، فهذا لن يبدل الاسلوب الذي تتعامل به الشرطة معنا وكيف يتحتم علينا ان نعارك للحصول على فتات او نرد عن انفسنا المغتصبين واللصوص». وتؤكد بنبرة من الاستياء والاستسلام في آن «انا لم اكسب شيئا يوما من الانتخابات».

وبحسب ارقام جمعية رؤساء البلديات الاميركيين، فان عدد المشردين يفوق 3.5 مليون شخص، ما يمثل 1.25% من سكان الولايات المتحدة ويوازي عدد سكان البانيا او الاوروغواي او ليتوانيا. كذلك ازداد عدد الاشخاص الذين يعيشون من دون عتبة الفقر بمقدار 1.3 مليون شخص العام الماضي في هذا البلد الذي يعتبر اغنى دول العالم، ليصل الى 35.9 مليون نسمة يمثلون 12.5% من عدد السكان الاجمالي، بحسب ارقام دائرة الاحصاءات الرسمية. ويؤكد محامو هذه الشريحة من السكان ان الفقر ازداد وطأة في عهد ادارة بوش على اثر الاقتطاع الصارم الذي اجرته في الموازنة الاجتماعية، فازداد عدد المشردين بمعدل 13% عام 2002 و19% عام 2003 .

وقالت كورتني فروغ المتطوعة في مجموعة تساعد المشردين في سان فرانسيسكو «تزداد صعوبة الاستمرار اليومي في هذا المجتمع الرأسمالي الى اقصى الحدود حيث المال هو الأهم. وإن كنتم لا تملكون المال، ايا كان السبب، فتجدون انفسكم منبوذين في المجتمع». وكلما ازداد وضع المشردين صعوبة، تقلصت قدرتهم على الدفاع عن حقوقهم.

من جهته، أشار بيل هارت مدير جمعية اخرى تساعد المشردين في سان فرانسيسكو حيث يتراوح عددهم بين 12 و16 الفا، ان «الذين يعيشون في الشارع لم يعودوا يؤمنون بان أحدا ما يمكن ان يساعدهم». وتقوم الجمعية بمساعدتهم على تقاضي المساعدات الاجتماعية الضئيلة التي تحق لهم. وهي توزع عليهم حاليا استمارات التسجيل على اللوائح الانتخابية حتى يتمكنوا من التعبير عن خيار الشريحة الأكثر فقرا في المجتمع الاميركي في الثاني من نوفمبر.