انقطاع الكهرباء ظاهرة تثير ضيق المواطنين والمستثمرين بأوغندا وسط مخاوف من الاستغناء عن العمالة

TT

كمبالا ـ رويترز: لا يستغنى أغلب الناس في كمبالا عاصمة اوغندا ابدا عن أعواد الثقاب والشموع ومصابيح الكيروسين نتيجة طول فترات انقطاع الكهرباء. فالناس يعيشون في ظلام دامس في بعض الليالي مع انقطاع الكهرباء عن الاف المنازل في اسوأ ازمة طاقة تشهدها البلاد الواقعة في شرق افريقيا من سنين.

ويناشد المستثمرون الحكومة من أجل حل الازمة وسط مخاوف من تدهور الموقف أكثر. وقال محمود سوماني مدير شركة (روونزوري) للمشروبات التي أجبرت على استخدام مولدات للطاقة باهظة الثمن خلال فترات انقطاع الكهرباء «يعني ذلك اننا مضطرون للاستغناء عن عمالة»، وتابع «سعر المياه المعدنية أيضا سيرتفع بنسبة تتراوح بين عشرة في المائة و15 في المائة، انني أحجم عن ضخ استثمارات جديدة». وتعيش الاحياء السكنية في المدينة في ظلام تام الان خلال فترات قطع امدادات الطاقة لتخفيف الحمل على شبكة الكهرباء. وعادة ما تستمر فترة الاظلام هذه من السادسة مساء الى الحادية عشرة مساء في ليال متناوبة. ومناطق كثيرة تنقطع عنها الكهرباء في أيام اخرى بين السابعة صباحا والسادسة مساء.

وتحتاج اوغندا لاكثر من 120 ميغاواط من الكهرباء خلال فترات الذروة في المساء عندما يعود الناس من أعمالهم ويبدأون في اشعال المصابيح الكهربائية وتشغيل اجهزة التلفزيون والاجهزة المنزلية الاخرى. ويكفي ميغاواط واحد من الطاقة الكهربائية لامداد الف منزل بالكهرباء. وبالرغم من أن أقل من خمسة في المائة من سكان البلاد البالغ تعدادهم 25 مليون نسمة هم المتصلون بالشبكة الكهربائية الا أن الشبكة تكافح من أجل تلبية طلب متزايد يرتفع سنويا بنسبة ثمانية في المائة.

وبدأ نقص الكهرباء يمثل عنصرا مسببا للخلافات في أعلى مستويات حكومة الرئيس يوويري موسيفيني. وقال موسيفيني للجماهير في احتفالات بيوم الاستقلال هذا الشهر انه مستعد لطرق أي باب لحل قضية الكهرباء. ويتم توليد الطاقة الكهربائية عن طريق المياه في اوغندا من سدين ينتجان الان 220 ميجاواط عند مدخل النيل الابيض الى بحيرة فيكتوريا. وتعثرت في العام الماضي خطط لبناء سد اخر بطاقة 250 ميغاواط على مسافة عشرة كيلومترات من شلالات بوجاجالي على مسافة عشرة كيلومترات وسط مزاعم عن رشي وحملة شنتها جماعة ضغط صغيرة لكنها قوية في مجال الدفاع عن البيئة.

ويواجه سيدا بومبا وزير الكهرباء الاوغندي مهمة صعبة لاحياء المشروع لكن الحكومة تقول انها جذبت اهتمام أربع شركات أجنبية للطاقة وانها تتحدث مع شركات اخرى حول خطط باقامة سد أصغر لتوليد 200 ميغاواط أقصى الشمال عند شلالات كاروما. ويتساءل المعلقون بشأن سبب تصدير اوغندا 30 ميغاواط من الطاقة الى كينيا المجاورة في ظل الوضع الحالي. ويجري بومبا محاولات لاعادة شراء بعض من هذه الطاقة.

ونفى هيلاري اونيك مهندس المياه والنائب في البرلمان الاوغندي ان يكون الجفاف هو سبب نقص الطاقة لان السدين مصممان بحيث تخزن مستويات من المياه للحد من اثار التغييرات الموسمية. وأضاف «الجفاف الحاد طوال ستة أشهر يمكن فقط أن يسبب انخفاضا بنحو نصف متر، مستوى المياه تراجع نتيجة العبث بالمخزون في السدين». ويعتقد انصار البيئة أن مزيدا من التراجع يمكن أن يسبب معاناة كبيرة لمجتمعات تعيش على البحيرة. الا انه اذا ارادت اوغندا تلبية احتياجات الطاقة للاقتصاد المتنامي بنسبة ستة في المائة سنويا فان المزيد من محطات توليد الطاقة بالمياه ستكون هي الحل الواقعي الوحيد. ويقول كونسورتيوم بريطاني جنوب افريقي انه سينفق 65 مليون دولار لتطوير الشبكة القومية على مدى خمسة أعوام.