السعودية: تزايد عمليات سحب أجهزة الصرف الآلي لبطاقات العملاء خلال فترة العيد

أخطاء في نظام الشبكة وتزايد الضغط على الأجهزة في أواخر شهر رمضان وراء ارتفاع الشكاوى

TT

كشفت مصادر مصرفية عاملة في بنوك السعودية لـ«الشرق الأوسط» عن تزايد الأخطاء في النظام الخاص بشبكة المدفوعات السعودية المعروفة بـ(سبان)، وأكدت ارتفاع عدد حالات سحب بطاقات العملاء من قبل أجهزة الصرف الآلي، وتزامن ذلك مع الضغط الشديد من قبل العملاء في الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك، مما زاد في حجم الشكاوى التي وصلت لفروع البنوك من جراء هذه الأخطاء وتضرر العملاء من فوضى الأجهزة.

وحذرت المصادر من استخدام أجهزة الصراف الآلي في أوقات الذروة التي تأتي بين الساعة الثامنة والثانية عشرة مساء بتوقيت السعودية خلال الأسبوع الحالي وحتى نهاية عيد الفطر المبارك، وأوضحت المصادر أن عددا من البنوك نصحت عملاءها شفهيا بالحذر من السحب في تلك الأوقات، وسحب المبالغ المطلوبة من البنك الذي يتعامل معه العميل مباشرة تحسبا لأي طارئ قد يحدث من جراء سحب البطاقة أو توقف عمل بعض الأجهزة خلال أوقات الذروة.

وحملت المصادر المصرفية النظام الهاتفي الذي يتحكم في عمل هذه الأجهزة المسؤولية في تكاثر الأخطاء التي تحدث للعملاء، من جراء عدم قدرة أجهزة الصراف الآلي على الاتصال بالبنوك التابعة لها للتأكد من معلومات البطاقة، بسبب الضغط الكبير من قبل العملاء الذين يتزايد استخدامهم للشبكة، إما عن طريق أجهزة الصرف الآلي أو عن طريق نقاط البيع التي تنتشر في غالبية المحلات التجارية السعودية، ويتسبب هذا الضغط الذي هو أكبر من قدرة الشبكة، في سحب البطاقة تلقائيا بحسب التعليمات المسجلة في تلك الأجهزة، أو عدم تنفيذ العملية المطلوبة من العميل فورا وإلغاء تلك العملية أو إعطاء معلومات خاطئة عن حساب العميل.

ووقفت «الشرق الأوسط» على عدد من الشكاوى التي وصلت لأحد البنوك الكبرى (تحتفظ الجريدة باسم البنك)، وهي تتعلق بعدم تنفيذ جهاز الصرف الآلي للعملية المطلوبة، ومن ثم يقوم الجهاز بسحب البطاقة وإشعار العميل بمراجعة الفرع التابع له لتسلم البطاقة الخاصة به، وفي حال كان استخدام العميل لأحد أجهزة الصراف التابعة للبنك العميل فإن ذلك معناه الانتظار ليومين حتى تعاد بطاقته، أما إذا كان قد استخدم جهازا تابعا لبنك آخر، فإن العميل سيضطر للانتظار لأكثر من يومين حتى تعود البطاقة اليه.

ويشير أحد العملاء الى أنه أضطر إلى الانتظار أكثر من ثلاثة أيام لاسترجاع بطاقتيه اللتين سحبهما جهاز الصراف الآلي، من دون أي تعويض ولو معنوي من قبل البنك لصالح عميله، بالرغم من تعطيل مصالحه وزيادة الأعباء عليه بمراجعة مستمرة للبنك. ووفقا لتقديرات رسمية فإن سحوبات الصراف الآلي تقدر خلال التسعة شهور الأولى من العام الجاري بأكثر من 120 مليار ريال (32 مليار دولار) باستخدام حوالي 6 ملايين بطاقة مصدرة من البنوك السعودية، في حين يبلغ عدد أجهزة الصراف الآلي التي وصلت إلى 3789 جهازا تنتشر في غالبية مناطق السعودية.

وطالبت المصادر المصرفية بضرورة ربط أجهزة الصراف الآلي مع البنوك بواسطة الأقمار الصناعية، بحيث يمنع ذلك تعطل الخدمة في حالة وقوع انقطاع للتيار الكهربائي أو الهاتف اللذين تعمل بواسطتهما تلك الأجهزة حاليا، أو حدوث ضغط كبير على الشبكة في أوقات الذروة التي تسبق الأعياد الدينية. وشددت المصادر على ان استخدام تقنية الربط بالأقمار الصناعية سيحمي عملاء البنوك من هذه الانقطاعات المتكررة.

وتشير الجداول الإحصائية التي أصدرتها مؤسسة النقد العربي السعودي عن الربع الأول من العام الحالي، إلى تزايد استخدامات المواطنين والمقيمين لبطاقات الصراف الآلي بشكل مطرد، وقد شهدت السحوبات النقدية للبطاقات من خلال أجهزة الصراف الآلي السعودي زيادات متتالية خلال الأعوام الستة السابقة، حيث كانت 71.7 مليار ريال (ما يعادل 19.1 مليار دولار) عام 1998، 103.9 مليار ريال (27.7 مليار دولار) عام 1999، 121.3 مليار ريال (32.3 مليار دولار) عام 2000، 136.9 مليار ريال (36.5 مليار دولار) عام 2001، 177.8 مليار ريال (47.4 مليار دولار) عام 2002، 171.6 مليار ريال (45.7 مليار دولار) عام 2003 .