رجل الاعمال يسلم بن لادن يؤكد لـ«الشرق الأوسط» اهتمامه بتطوير تجربته التجارية في عالم العطور

شركات كبرى تعمل على تسويق عطره الجديد

TT

لم يكن سهلا على الأخ غير الشقيق لاسامة بن لادن الذي عانى الكثير من اسم شقيقه ان ينطلق في عملية تجارية يثبت فيها ان هناك اوجها اخرى لعائلة بن لادن. وهو رجل اعمال سويسري يقيم في جنيف منذ عشرين عاما. ومنذ احداث الحادي عشر من سبتمبر (ايلول) بدأت تتوارد التساؤلات حول مستقبل ذلك الرجل الذي شاء القدر ان يولد اسمه بن لادن وهل يستطيع النهوض بتجارته واعماله نتيجة التصاق اسمه باسم اخيه، وقد امتنع على مدى سنوات ان يدلي بأي تصريح او حدث يذكره بذلك الحدث المشين، حتى جاءت احدى الشركات واقنعته بأن يفعل شيئا ما.

واخيرا قرر الشاب ان يطلق عطرا جميلا باسمه شخصيا «يسلم» وتعاقدت معه كبرى شركات انتاج العطر في بلدة جرايس جنوب فرنسا لاطلاق عطره الجديد. وفي حديث اجرته معه الصحافة الغربية، قال يسلم عن اخيه «لا استطيع ان اتلفظ باسمه، لقد دمر عائلتنا فكيف اطلق على العطر اسمه». ويسلم يعني بالعربية الحبور والسعاده.

وفي احد مقاهي جنيف تحدث يسلم لـ«الشرق الاوسط» عن عطره الجديد فقال: «من سيتذكر ان من بين افراد اسرة بن لادن من يعمل من اجل السعادة والرفاهية والأناقة، حيث سيكون العطر الجديد خليطا من خلاصات ازهار الياسمين والنرجس والعنبر وستعبأ الزجاجات الجديدة في اناقة في ثلاثة نماذج للرجال وللنساء بالنسبة للعطر وكولونيا للرجال وتباع الواحدة بنحو 85 يورو (حوالي 105 دولارات).

ويضيف يسلم عن فكرة ابداع هذا العطر بقوله: «كان حلمي ومنذ الطفولة ان اخرج للعالم بعطر خاص تفوح منه رائحة الأخشاب والأزهار، وقد تحقق هذا الحلم وانا سعيد جديا سيرافقني في ترحالى وسفري». ويضيف يسلم انه عطر من تركيبة جديدة «تذكرني بتلك الطفولة عندما غادرت بلدي الأصلي السعودية وكان عمري ست نوات، وتنقلت في بلاد الأرض الواسعة في لبنان واوربا والولايات المتحدة الى ان استقر بي المقام في سويسرا بلد الطبيعة الجميلة. ان هذا العطر يعكس شخصيتي واحلامي وافكاري».

وحول سؤال لماذا لم يطلق اسم عائلته عليه قال يسلم بن لادن: «لقد سجلت اسم العائلة كماركة تجارية. اني احب ان اثبت للعالم ان هناك وجها اخر لابن لادن، وجها تفوح منه روائح الياسمين والنرجس والعنبر، لقد قاسينا كثيرا من اسم العائلة، لقد كانت فكرة شخصية بدات تلوح افكارها بالنسبة لي منذ ان ابتليت بحادث شقيقي. وكما تلاحظون انه اسم جديد نادر، كما انه اسم عربي يعني الحبور والسعادة. من خلال هذا العطر انني ارسل رسالة حب وسلام للعالم متمنيا ان يلقى الرواج حيث ستقوم شركة كبرى بتوزيعه قريبا بالأسواق». يبلغ يسلم بن لادن 54 عاما من العمر وهو احد أخوة بن لادن الثلاثة والخمسين، الا انه أكد مرارا انه لم يره منذ عام 1981، مبينا انه اكتسب الجنسية السويسرية بداية عام 2001 أي قبل حادث الحادث عشر من سبتمبر (ايلول) بأشهر، ويعيش في جنيف ويدير شركة تجارية، مؤكدا انه تعرض للضغوط عندما قام كاتب صحافي بتأليف كتاب عنه روى فيه قصصا ملفقة، وقد تابعه يسلم في القضاء وحصل على ترخيص بمنع توزيع الكتاب الذي كان يحمل عنوان «بن لادن الحقيقة». ويقول يسلم في سيرته الذاتيه، «لقد عشت طفولتي في مدرسة خاصة لم يجمعنا مسكن واحد بأسامة وانا أعيش في جينف منذ عام 1985»، كاشفا ان الحكومة السويسرية قامت بتحريات كبيرة حول حياته الخاصة ولم تجد نتيجة التحقيق أي ربط بين اسم شركته - الشركة السعودية للاستثمار ـ والإرهاب، مبينا انه في فبراير (شباط) الماضي اعادت السلطات السويسرية وثائق كانت قد طلبت منه وتم تفتيشها في منزله وفي مكتبه وخلال ثلاث سنوات اثبتت التحريات الأمنية انه رجل مسالم وعمل الكثير من اجل جنيف.

وقال يسلم بمرارة واصفا تلك الفترة: «كانت قاسية بالنسبة لي، لقد تعرض منزلي للتفتيش مرتين وثماني مداهمات لمكتبي.. ضجرت كثيرا لهذه المعاملة حيث بدأ الناس بعد الحادي عشر من سبتمبر يشيرون نحوي بالأصابع، وشعرت ان الناس لا تريد فعلا التعامل معي لانني احمل اسم اخي».