ميريل لينش: مديرو الثروات يفضلون الأسهم على السندات ويختارون أسهم الطاقة والهاتف والضمان

يبتعدون عن الدولار ويحبذون اليورو والين والإسترليني

TT

ان الانطباع الاول الذي شعر به مديرو الثروات هو ان الاسهم قد تستفيد بعد مرحلة عدم اليقين التي سبقت الانتخابات الاميركية، فالمسح الذي اجرته شركة ميريل لينش لشهر نوفمبر (تشرين الثاني) اظهر تحسنا في القابلية تجاه خوض غمار المخاطر في مناخ من وفرة السيولة وتفضيل واضح للاسهم على السندات.

يقول دافيد باورز، كبير مصممي الاستثمار العالمي في شركة ميريل لينش: «في الاسابيع الاخيرة كان المستثمرون يركزون على نتائج الانتخابات في الولايات المتحدة اكثر من اهتمامهم بكيفية توظيف اموالهم. اما الآن فان الاكثرية تبدو مستمرة باهتمامها بمستقبل النمو العالمي وارباح الشركات وقيمة الدولار. فالمستوى العالي من السيولة في المحافظ الاستثمارية يجب ان يجد مكانا يوظف فيه. فاذا كان هناك اعتقاد واسع بان اسعار السندات هي اعلى من قيمتها الاساسية، فحريّ بالمستثمرين ان يتحولوا الى الاسهم في السياق القصير».

في ما يلي الخطوط العريضة للمسح بشيء من التفصيل:

1 ـ تحسن في قابلية ركوب المخاطر: ان سرعة اعلان نتائج انتخابات الرئاسة الاميركية ازالت من الاسواق مصدرا مهما من عدم اليقين، فالاكثرية من مديري الاستثمار الذين كانوا يتخوفون من الاقدام على مستوى من الخطر اقل من المستوى الطبيعي انخفضت من 16 %في اكتوبر (تشرين الاول) الى 8 %في هذا الشهر. ويبدو ان المستثمرين تصرفوا بطريقة ايجابية ازاء الاستمرارية التي يعتقدون بان انتصار بوش قد يوفرها. ويجدر بالذكر ان استطلاعاتنا الاخيرة كانت تفيد بان المستثمرين لم يكونوا في اكثريتهم، متحمسين لانتصار كيري.

2 ـ مستويات السيولة لا تزال عالية: يظهر من استطلاع نوفمبر ان معدل مستوى النقد في المحافظ الاستثمارية هو بواقع 4.6% مقابل 4.4% في اكتوبر، وان النسبة المئوية من المستثمرين الذين يحبذون الاوراق النقدية انخفضت من 18% الى 13% في نوفمبر عن الشهر السابق. فمستويات النقد ليست فوق المعدل الطبيعي وحسب، بل ان التدفقات الجديدة الصافية الى صناديق الاستثمار قد استقرت في الاشهر الاخيرة، مع انها لا تزال بعيدة عن المستويات التي شاهدناها في مطلع هذا العام.

3 ـ ان التآلف بين الانخفاض في عدم اليقين والتحسن بالقابلية نحو المخاطر يضغط على مديري الثروات ان يوظفوا النقد الفائض، فبالرغم من ان رأي مديري الاستثمار للشهر الرابع على التوالي يؤكد انه ليس هناك تحسن بالنمو الاقتصادي فهم في خوف من تدهور الاوضاع. لكن عندما يقابل المديرون في تقييمهم بين الاستثمار بالاسهم او بالسندات، ثمة اكثرية تبلغ 75% تعتقد بان مردود السندات سيكون اكثر ارتفاعا في غضون سنة من الآن من جراء تدهور اسعارها.

4 ـ الشعور بغلاء السندات يتزايد: ثمة 66% من الذين اشتركوا بالاستطلاع يعتقدون بان السندات هي غالية (أي ان مردودها منخفض كثيرا)، مقابل 3% من المديرين يعتبرونها رخيصة (أي ان مردودها في غاية الارتفاع). وعلى العكس من ذلك، ثمة 14% فقط من المديرين يعتبرون الاسهم غالية، بينما 24% يعتبرونها رخيصة، وهكذا، لما كانت هناك نظرة واسعة الى غلاء السندات والى رخص الاسهم فليس من المستغرب ان يكثف المديرون الاستثمار بالاسهم ويخففوا من توظيفاتهم بالسندات.

5 ـ اطمئنان المستثمرين المؤسساتيين في انحيازهم الى اسهم الصناعات الدورية: يستمر موزعو الاصول بالانحياز الى الاسواق الناشئة العالمية وبدرجة اقل الى الاسهم اليابانية، فبالرغم من اعادة انتخاب جورج بوش فان موزعي الاصول ومديري الثروات يحتفظون بسياسة الابتعاد عن الاسهم الاميركية وهو امر لم يسبق له مثيل منذ 5 سنوات. لكن اسهم الشركات الاوروبية هي التي تحبذها اكثرية تبلغ 42% من المستطلعين.

6 ـ يستمر المستثمرون العالميون في تحبيذ اسهم الشركات الصناعية والمواد الاولية واسهم شركات الطاقة. وفي الوقت نفسه يوصون بقطاع الهاتف الذي يأتي مباشرة بعد قطاع الطاقة في رأيهم. ويبتعدون عن اسهم صناعة السيارات وشركات البيع بالمفرق. ويرى مديرو الاستثمار ان اسهم التكنولوجيا لا تزال غالية. كما انهم يرون ان قطاعات المواد الغذائية والمرافق مسعرة فوق قيمتها الاساسية. ومن جهة القيمة، يحبذون النظر في شركات الادوية والضمان.

7 ـ يرى المستثمرون الدولار والاسترليني غاليين بينما يعتبرون الين الياباني مسعرا دون قيمته. ويوصى 28% من رجال الاستثمار بالابتعاد عن الدولار بينما 28% منهم يحبذون اقتناء اليورو. وهذا طبعا يطابق رأي اكثرية المديرين بتفضيل الاستثمار بالاسهم الاوروبية على الاسهم الاميركية. اما الجنيه الاسترليني، فان 24% من المديرين يعتبرونه غاليا. وتحبذ الين الياباني اكثرية تبلغ 33%.

ان مجموع مديري الثروات المؤسساتيين الذين اشتركوا بالاستطلاع عالميا واقليميا بلغ 302 من المديرين يشرفون على توظيف 931 بليون دولار اميركي.