استطلاع للرأي: انتعاش أسعار النفط يعزز مؤشر الثقة بأعمال الشركات في منطقة الشرق الأوسط

نمو الأرباح وارتفاع معدلات المعروض النقدي يثير ان التفاؤل بمستقبل حركة تجارية مقبلة

TT

أظهرت نتائج أحدث استطلاع للرأي تم إجراؤه بين مجموعة كبيرة من رؤساء الشركات والمراقبين في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، استمرار ارتفاع معدل الثقة بنمو الأعمال في المنطقة التي تشهد اضطرابات سياسية وأمنية مستمرة.

وساهم انتعاش أسعار النفط خلال العام الحالي وارتفاع الطاقة الإنتاجية إلى الذروة وارتفاع معدلات المعروض النقدي، في تعزيز تفاؤل رجال الأعمال بمستقبل شركاتهم في المنطقة. وسجل مؤشر «تش إس بي سي ـ ميد» للثقة في نشاط الشركات في الشرق الأوسط، استمرار تزايد الثقة في ذلك القطاع.

وقال بنك «اتش اس بي سي» أمس، انه تم إجراء الاستطلاع في الأسبوعين الأخيرين من شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي من قبل مؤسسة بريطانية.

وشمل الاستطلاع مديرين تجاريين ومسؤولي مشتريات ومسؤولي توظيف ومسؤولين ماليين بالإضافة إلى رؤساء تنفيذيين ورؤساء مجالس إدارة شركات محلية وعالمية.

ودلت نتائج الإستطلاع أن المؤشر، الذي تم تحديده على مستوى 100 نقطة عندما تم طرحه في يونيو (حزيران) الماضي وصل في الاستطلاع الثاني إلى 104.91 نقطة.

ويعتمد المؤشر على استبيان يتم إجراؤه من خلال شبكة الإنترنت للوقوف على آراء المسؤولين حول مجموعة كبيرة من القضايا التي تواجه الشركات في الشرق الأوسط. وتشمل تلك القضايا التوقعات الاقتصادية ودوافع التغيير والإمكانيات التجارية للعراق، والقيود والتحرر في اقتصادات المنطقة، والربحية وحجم العمل والتوقعات بالنسبة للتجارة البينية.

وقامت مؤسسة «يوغوف» البريطانية باستطلاع رأي 571 شخصاً عبر شبكة الإنترنت، أكثر من نصفهم يعمل في مؤسسات يوجد مقرها في الشرق الأوسط ويقيم الثلثان في المنطقة، حوالي 80% منهم في القطاع الخاص و11% في القطاع الحكومي.

أما البلدان الأساسية التي شملها الاستطلاع فهي الإمارات والبحرين وقطر وعمان والأردن والسعودية ومصر والكويت، والتي تعد من الأسواق الرئيسية لبنك «اتش اس بي سي».

وقالت «ميد» في تحليلها لنتائج الاستطلاع إن الدافع الأساسي للتحسن جاء من الارتفاع المستمر لمتوسط أسعار النفط خلال أربعة أشهر، بطاقة إنتاجية تقترب من الذروة، وارتفاع معدل المعروض النقدي، ورفع تقديرات برامج الاستثمار الرأسمالي للشركات الخاصة والقطاع العام.

كذلك أبرز الاستطلاع ثقة رؤساء الشركات الإقليميين في مقدرتهم على زيادة الأرباح، حيث يتوقع 38% منهم نمو الأرباح بأكثر من 15% خلال عام 2004 بأكمله، ويتوقع 25% منهم نموا إضافياً بأكثر من 15% مرة أخرى في عام 2005.

وشملت الأسئلة التي وردت في الاستطلاع مدى التأييد للعمل بعملة خليجية موحدة وتأثير تهديد الإرهاب على الأعمال. نصف من شملهم الاستطلاع تقريبا أيدوا استخدام عملة موحدة، بالإضافة إلى 36% آخرين يميلون إلى تأييدها. من ناحية أخرى، كان هناك إقرار بتأثير الإرهاب على الأعمال لا سيما بين المؤسسات الأجنبية. وقد قام ما يقرب من نصـف تـلك لمؤسسات بتشديد الإجراءات الأمنية لديها و 19% ذكروا نقل موظفيهم نتيجة لذلك. ولكن 4% فقط ممن أجابوا على الإستطلاع قالوا انهم أغلقوا مكاتبهم خوفا من النشاط الإرهابي. يذكر أن مؤشر «إتش إس بي سي ـ ميد» للثقة في نشاط الشركات في الشرق الأوسط، يتم تحديثه ثلاث مرات في السنة. وسيتم إجراء الاستطلاع التالي في شهر فبراير (شباط) من العام المقبل.