العملة الأميركية تواصل هبوطها لليوم الرابع على التوالي وسط توقعات أن تصل أونصة الذهب إلى 500 دولار العام المقبل

TT

سجل الدولار انخفاضا قياسيا أمام اليورو الاوروبي لليوم الرابع على التوالي أمس لكنه انتعش بسرعة وسط قلق المتعاملين من احتمالات تدخل البنك المركزي. وارتفع الدولار بنحو سنت ونصف السنت عن أدنى مستوياته أمام اليورو وانتعش من أدنى مستوى منذ أربع سنوات ونصف السنة الذي سجله في وقت سابق أمس أمام الين وسط شكوك حول تقرير صدر في وقت سابق اليوم عن احتياطيات الصين بالعملات الاجنبية. ويشعر المتعاملون بالقلق من التدخل سواء من جانب البنك المركزي الاوروبي أو بنك اليابان لخفض عملتيهما أمام الدولار بعد أن خفضت المخاوف المتعلقة بعجز ميزان المعاملات الجارية الأميركية، قيمة الدولار بنحو تسعة بالمائة امام اليورو والين منذ أوائل أكتوبر (تشرين الاول) الماضي.

وهبط الدولار الى مستوى قياسي أمام اليورو مسجلا 1.3329 دولار في التعاملات الاسيوية لكنه تراجع الى 1.3185 دولار في التعاملات الاوروبية. وقبل ظهر أمس سجل اليورو 1.3210 دولار بارتفاع بمقدار ربع درجة مئوية عن سعر اقفاله السابق في نيويورك. وسجل الاسترليني أعلى مستوياته منذ تسعة أشهر عند 1.9040 دولار في آسيا مقتربا من أعلى مستوياته منذ 12 عاما ثم تراجع من دون مستوى 1.90 دولار في أوروبا. وانتعش الدولار في أوروبا من أدنى مستوياته منذ تسعة أعوام على مؤشر للعملات وأمام الفرنك السويسري وعن ادنى مستوياته من 12 عاما أمام الدولار الكندي وأدنى مستوياته من 16 عاما أمام الدولار النيوزيلندي.

وانخفض الدولار في اسيا بعد أن نقلت صحيفة صينية عن عضو في لجنة السياسات النقدية بالبنك المركزي قوله ان البلاد خفضت ما بحوزتها من سندات الخزانة الأميركية في محاولة للحد من خسائرها من انخفاض قيمة الدولار. لكن الدولار ارتفع مرة أخرى بعد أن نقل عن هذا المستشار بالبنك المركزي قوله انه ليس على علم بهذا الاجراء.

وهذه التحركات المفاجئة أثارت قلق المتعاملين من احتمال حدوث تدخل من جانب بنك مركزي. وقال متعامل من بنك في لندن «كان مجرد تدخل وهمي». وتأثرت السوق كذلك بتكهنات باحتمالات رفع قيمة العملة الصينية خاصة قبيل اجتماع سنوي لكبار المسؤولين الاقتصاديين الصينيين في بكين في مطلع الاسبوع المقبل. وتعرضت الصين لضغوط مكثفة لترفع قيمة عملتها الثابتة عند مستوى 8.28 يوان للدولار. وشكت دول مثل الولايات المتحدة من أن هذا سعر منخفض للغاية يجعل صادرات الصين رخيصة بشكل غير عادل.

وأظهر استطلاع غير رسمي لاراء محللين في لندن أن سعر الذهب قد يصل الى 500 دولار للاوقية (الاونصة) في عام 2005 وسط توقعات باستمرار الدولار في الانخفاض لكن الذهب قد يتجه للانخفاض أولا. وتوقع سبعة من تسعة محللين اتصلت بهم رويترز هذا الاسبوع أن يصل سعر الذهب الى 500 دولار في الربع الاول من 2005، في حين لم يتوقع اثنان حدوث ذلك في أي وقت قريب. لكن يتعين انخفاض سعر الدولار بدرجة أكبر متجاوزا 1.40 دولار لليورو حتى يرتفع الذهب عن مستوى 500 دولار للاوقية لاول مرة منذ ديسمبر (كانون الاول) عام 1987 . وقال بول ميريك من ارزبي.سي كابيتال ماركتس «العالم الاساسي هو قوة الدولار الأميركي ليس هناك ما يؤثر عليه اكثر من ذلك». وتوقع أن ينخفض سعر الذهب الى نحو 435 دولارا في الربع الاول من عام 2005 قبل أن ينتعش ليصل الى 500 دولار في الربع الثاني مفترضا استمرار الولايات المتحدة في السكوت على عجز ميزان المعاملات الجارية وعجز الميزانية. وارتفعت قيمة الذهب بنسبة 77 بالمائة عن أدنى مستوى لها منذ نحو 20 عاما الذي سجل في عام 2001 عندما انخفض سعر الذهب بسبب مبيعات اجلة من جانب منتجين وبنوك مركزية.

وفتحت الاسهم الاوروبية على انخفاض طفيف أمس اذ اثر استمرار انخفاض الدولار على الاسواق لكن سهم سلسلة متاجر كارشتاتكويلا الالمانية ارتفع بعد أن أعلنت زيادة رأسمالها.

وتراجع مؤشر يوروفرست الذي يضم 300 سهم أوروبي بنسبة 0.2 بالمائة الى 1028 نقطة في حين هبط مؤشر يورو ستوكس الاضيق نطاقا بنسبة 0.4 بالمائة الى 2893.7 نقطة. وفي طوكيو انخفض مؤشر نيكاي الرئيسي للاسهم اليابانية في نهاية المعاملات أمس مع تراجع الدولار الى أدنى مستوى منذ نحو خمس سنوات مقابل الين الياباني مما أدى الى هبوط عدد كبير من الاسهم. وهبط مؤشر نيكاي الرئيسي المكون من أسهم 225 مؤسسة يابانية كبرى 0.61 في المائة الى 66.59 نقطة الى 10833.75 نقطة. وانخفض مؤشر توبكس الاشمل 0.30 في المائة الى 1091.21 نقطة.