المنافسة تستعر بين إيرباص وبوينغ مع طرح طائرة «إيرباص 350»

الكونغرس يهدد بالتدخل وسط اتهامات أوروبية أميركية بدعم ملياري

TT

أعلنت مجموعة «ايرباص» الجوية الاوروبية أمس عزمها على طرح طائرتها المنتظرة من طراز «ايه350» لمنافسة نظيرتها «7 اي7» التي تنوي شركة بوينغ الاميركية طرحها والتي تتميز بتوفير عال للوقود. وجاء الاعلان فيما يجتمع مجلس ادارة شركة الدفاع والفضاء الاوروبية التي تمتلك 80 في المائة من إيرباص، في أمستردام. وتمتلك «بريتيش ايروسبايس سيستمز» نسبة العشرين في المائة الباقية من إيرباص. ويعني هذا القرار انه اصبح بإمكان إيرباص تلقي الطلبات لشراء الطائرة المصممة على غرار طائرة أيه 330. ويتوقع ان تبدأ الطائرة رحلاتها في 2010.

وتتوقع الشركتان المالكتان لايرباص تلقي طلبات شراء قد تصل إلى 3100 طائرة من طراز «ايه350» خلال عشرين عاما. وتتسع لما بين 245 و285 راكبا.

استطاعت إيرباص الأوروبية تصدر المركز الاول في سوق طائرات الركاب متفوقة على منافستها الأميركية بوينغ. فباعت إيرباص 315 طائرة عام 2004 وباعت بوينغ 285 طائرة فقط. على أن المنافسة خرجت عن الإطار التجاري البحت لتدخل في صلب المنافسة التجارية عبر القارات. حيث اتهمت بوينغ منافستها الأوروبية بتسلم دعم مالي غير عادل من دول الاتحاد الاوروبي تقدر قيمته بـ15 مليار دولار. وبالمقابل اتهم الاتحاد الاوروبي بوينغ بتلقي مساعدات بقيمة 22 مليار دولار من وكالة ناسا الفضائية ومن عقود وزارة الدفاع الأميركية. وهدد الكونغرس بالتدخل لحماية بوينغ اذا لم يمتنع الاتحاد الاوروبي من تقديم الدعم المالي لأيرباص. وإذا نفّذ الكونغرس التهديد لن تستطيع إيرباص بيع طائراتها في الاسواق الاميركية. ولكن المنافسة بين العملاقين اتت بالفائدة للسوق والتي تجسدت في انتاج طائرات ذات تقنية عالية تتمتع بالراحة والأمان.

وباتت المنافسة التجارية تتركز بين موديل بوينغ 777 وموديل إيرباص ايه 380. واستطاعت إيرباص إدخال تحسينات تقنية ووفورات كبيرة عندما ادخلت تعديلات على قمرة القيادة حيث باتت كل الموديلات المختلفة تستعمل أنظمة توجيه موحدة. وهكذا حققا وفرا ماليا كبيرا في التدريب. كما أن توحيد المواصفات يؤهل الطيار لقيادة الموديلات المختلفة من دون الحاجة لتدريب إضافي خاص. بوينغ لم تستطع ان تواكب إيرباص في هذا المجال وظلت معتمدة على أمجاد الماضي. ورغم كل العوائق لا تزال «بوينغ» تزود السوق الاوروبية بالطائرات واستطاعت في عام 2000 بيع 23% من الانتاج لاوروبا. وللتنافس مع موديل ايه 380 تقوم بوينغ بتطوير موديل«7 إي 7» القادرة على حمل 250 راكبا لمسافة 15 الف كيلومتر من دون توقف. أما إيرباص فستستوعب 550 راكبا. وكلا الموديلان سيدخلان السوق عام 2008. ومن الجدير بالذكر ان قطاع الطيران ينمو بشكل مضطرد مع النمو الاقتصادي. ومن شأن تحسن الاجراءات الأمنية في المطارات وازدياد النشاط الاقتصادي العالمي تحقيق زيادة غير منظورة في الطلب على طائرات رجال الاعمال الصغيرة. وسيكون هنالك حاجة الى عشرة الاف طائرة من هذا النوع خلال العشر سنوات المقبلة. ولقد ارتفع عدد الطائرات الخاصة في أوروبا بنسبة 21% العام الماضي ليصل الى 1104 طائرات. ومن الجدير بالذكر أن أجمالي مبيعات إيرباص بلغت 5100 طائرة ليصل عدد الزبائن الى 198 من مختلف انحاء العالم، وتم تسليم 3722. وللتوصل الى حل سريع لمشكلة الدعم المالي اقترحت ادارة الرئيس بوش العفو عن كل الاخطاء السابقة والمساعدات المالية والبدء من صفحة جديدة. وقد تتحول القضية الى منظمة التجارة العالمية اذا لم يستطع الطرفان التوصل الى حل للخروج من هذا المأزق. الاتحاد الاوروبي يشكو من انخفاض قيمة الدولار وارتفاع اليورو الذي أدّى الى ارتفاع اسعار المنتجات الاوروبية مما سيقلل نجاح إيرباص في التصدير. ولذلك ستحتاج الى مساعدات مالية. ومن آثار هذا الموقف المتصلّب من الطرفين في النزاع انه قد يؤدي الى حرب تجارية بين أوروبا والولايات المتحدة وتكون شاملة لمواد زراعية وطبية وغيرها. وهذا سيناريو ستحاول الحكومات تفاديه لمصلحة الطرفين.