عزام أبا الخيل: المنافسة حافز للتطوير والجامدون سيخسرون حصة من السوق المصرفية

الرئيس التنفيذي لبنك البلاد لـ «الشرق الأوسط»: تشكيل مجلس الإدارة الجديد من أصحاب 8 مصارف سعودية يمثل تنوعا ولا يثير العقبات

TT

رخصت السعودية للبنك السعودي الحادي عشر تحت مسمى بنك البلاد وتنظر السوق السعودية طرح نصف أسهم البنك والبالغة 30 مليون سهم، بقيمة إجمالية بلغت 1.5 مليار ريال (400 مليون دولار) في النصف الأول من العام الجاري، في الوقت الذي يصر فيه عزام بن عبد الله أبا الخيل الرئيس التنفيذي للبنك، بأن الطرح يستوجب التنسيق مع هيئة سوق المال السعودية التي لم تحدد وقتا بعد. ويعد بنك البلاد آخر بنك سعودي يرخص، وجاءت فكرة تأسيسه بعد قرار وقف جميع مؤسسات الصرافة عن مزاولة الأعمال البنكية ومنحها الفرصة في المساهمة في بنك جديد يسمح لها بمواصلة تقديم الخدمات البنكية المتخصصة وفق الأنظمة والقوانين المعمول بها في السعودية. لذلك فان بنك البلاد لا يمثل اندماجا لمؤسسات الصرافة على الإطلاق وفق تعبير أبا الخيل، حيث يشير إلى انه تم السماح لمؤسسات الصرافة بمواصلة مزاولة أعمال الصرافة أما الأعمال البنكية فقد تم وقفها. وحرصاً من الحكومة السعودية على تشجيع الاستثمار وعدم الإضرار بتلك المؤسسات التي كانت تقدم خدمات بنكية فقد سمح لها بالمساهمة في بنك البلاد. وبالتالي قامت ثماني مؤسسات فقط من بين تلك المؤسسات بإبداء رغبتها في الإسهام في البنك وهي، شركة محمد وعبد الله إبراهيم السبيعي، ورثة عبد العزيز بن سليمان المقيرن، مؤسسة الراجحي التجارية للصيرفة، مؤسسة الراجحي للتجارة، مؤسسة محمد صالح صيرفي، شركة يوسف عبد الوهاب نعمة الله للصرافة، مؤسسة عبد المحسن صالح العمري، شركة علي هزاع وشركاه للتجارة والصيرفة. الشرق الأوسط» حاورت الرئيس التنفيذي لبنك البلاد عزام أبا الخيل فإلى التفاصيل: * انتم نتاج مساهمة 8 مصارف سعودية وورثتم عدة فروع بعضها ناجح والبعض الأخر لم يكتب له النجاح كيف ستتعاملون مع هذه التركة؟

ـ لدينا حالياً 187 فرعاً في جميع مناطق السعودية سيتم الاستفادة منها بشكل يخدم مصالح وأهداف بنك البلاد. أما الفروع التي نرى أنها لا تتماشى مع ذلك فسيتم استبدالها. وعموماً فإن هذا العدد ستتم زيادته بالتأكيد وفق خطة مدروسة أعدها البنك وهي قيد التنفيذ وهي تشمل الفروع الرجالية والنسائية ومراكز الخدمات البنكية في جميع مناطق السعودية.

* سيتشكل مجلس الإدارة من مصرفيين هم أصحاب المصارف السابقة، وكلٌ له تجربته الخاصة، ألا تعتقدون أن ذلك سيثير عددا من العقبات في التعاطي المستقبلي لبنك البلاد من خلال تعارض وجهات النظر؟

ـ أختلف معك في هذا، فعلى العكس تماما أنا أؤمن بأن هذا التنوع في الخبرات سيصب في بوتقة واحدة وسيجد من التناغم والتناسق ما يثري مسيرة البنك ويختصر عليها الكثير من الوقت والجهد. وكما تعرف فإن اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية بل إنه من وجهة نظري ومن خلال ما ألمسه يطور ويحفز وليس مثيراً للعقبات كما ذكرت.

* يتحدث الآخرون عن توجهكم للتعاملات الإسلامية التي باتت مربحة في الوقت الراهن لا سيما في سوق يتسم متعاملوها بالبعد العقائدي، إلى أي مدى ستتوجهون لمثل هذه التعاملات؟ ـ بفضل الله التزم البنك منذ بداية تأسيسه تطبيق الشرع المطهر في جميع معاملاته، ولتحقيق هذا الهدف السامي التزم في نظامه بوجود هيئة شرعية مستقلة عن جميع إدارات البنك، يعرض عليها البنك جميع أعماله للتأكد من مدى موافقتها لأحكام الشريعة الإسلامية. ونحن على أتم الثقة في نجاح هذا النظام، فهو كامل إذا روعيت فيه مقاصد الشريعة وغايات الاقتصاد الإسلامي.

* بصفتكم آخر بنك رخص له في السوق السعودية، الى أي مدى ستستفيدون من التجربة المصرفية السعودية السابقة؟

ـ التجربة المصرفية السعودية السابقة ثرية بكل معنى الكلمة وهي نتاج جهود وأبحاث وخبرات استغرقت وقتاً طويلاً لتصل بالسوق المالية السعودية إلى ما وصلت إليه من نجاح وقوة وثبات. ونحن في بنك البلاد وضعنا في اعتبارنا أن كل مفيد يمكن تطويره وكل سلبي يمكن تلافيه ووضع الحلول المناسبة له.

* كيف تخططون للاستفادة من التقدم التقني المصرفي في بنك البلاد؟

ـ سنبدأ من حيث انتهى الآخرون لضمان الحصول على أفضل النظم البنكية العالمية، حيث أن النظام الذي سيعمل البنك من خلاله هو خلاصة وأحدث ما توصلت إليه الشركات العالمية المتخصصة في مجال التقنية والنظم البنكية المتطورة.

* هل لديكم مخطط استراتيجي واضح في العمل؟ وهل لديكم شريحة تستهدفون خدمتها؟

ـ نسعى من خلال رؤيتنا أن نكون بنكا وطنيا في طليعة البنوك السعودية، المفضل لدى العملاء الأفراد والعملاء التجاريين عند اختيار الشريك المصرفي، في ظل التزامنا بالضوابط الشرعية كسمة أساسية للبنك، والتزامنا بمسؤوليتنا الوطنية لخدمة المجتمع. أما بخصوص الشق الثاني من السؤال فقد راعينا منذ البداية خدمة العملاء والمستثمرين بكافة فئاتهم، فكل فئة أو شريحة من المجتمع لها احتياجاتها ومتطلباتها الخاصة.

* ما هي خططكم في استقطاب عملائكم الجدد في ظل سوق مصرفية شديدة التنافس لا سيما ان تجربة المصارف السابقة قبل الدمج محدودة وعملاءها أيضا محدودون؟

ـ لدينا الكثير من الخطط التسويقية لاستقطاب عملائنا بكل فئاتهم، ونحن لا نستفيد من تجارب مؤسسات الصرافة السابقة فقط بل لدينا مجموعة كبيرة من الأفكار والأساليب التي ابتكرناها أو طورناها من حيث المنتجات أو الخدمات، هذا بالإضافة إلى استفادتنا من تجارب الآخرين، كما أسلفت.

* يشير المصرفيون الى انه على الرغم من جمالية الدمج بين المصارف وتوحيدها في بنك جديد إلا انها متأخرة، ما تعليقكم على ذلك؟ ـ أعيد التأكيد على أن بنك البلاد ليس نتاج دمج مؤسسات الصرافة بل مساهمة ثماني مؤسسات منها، وقرار مجلس الوزراء، بتأسيس بنك البلاد وفسح المجال لمؤسسات الصرافة للمساهمة فيه، قرار حكيم جاء في وقته المناسب ليضع الأمور في مسارها الصحيح.

* ما هي المناطق التي ستركزون فيها خدمتكم في بداية عملكم المصرفي؟

ـ تم اختيار مدينة الرياض كمقر رئيسي للبنك، وستكون للبنك فروع منتشرة في جميع مناطق المملكة وستشمل الفروع الرجالية، والفروع النسائية، ومراكز الخدمات البنكية.

* تعلمون أن السوق المصرفية السعودية ستكون مفتوحة من خلال الترخيص لبنوك أجنبية قد تكون أكثر عراقة في العمل المصرفي، ما تأثير ذلك على السوق المصرفية السعودية بصفة عامة وعلى قدرتكم التنافسية بصفة خاصة؟ ـ المنافسة دائماً ما تخلق الإبداع، والعمل المصرفي والسوق المالي في السعودية كبير جداً ولا يزال في طور النمو والتوسع، والمجالات المالية التي لم يتطرق لها السوق المحلي كثيرة. وأنا أرى في المنافسة حافزا لنا لتطوير أنفسنا، ومن لا يطور نفسه سيخسر الكثير من حصته السوقية.

* إلى أي مدى ستتمتعون بالمرونة لجذب عملاء جدد قد يكونون عملاء لبنوك أخرى مما يحد من خروجهم في حالة عدم وجود مميزات لديكم؟ ـ عملاؤنا سيحظون بكثير من المزايا وسيلمسون الفرق بمجرد تعاملهم معنا بمشيئة الله، ولن تقتصر جهودنا على جذب العملاء بل إن الجهد الأكبر يكمن في المحافظة عليهم وإرضاء طموحاتهم وتجاوز توقعاتهم.

* كيف ستبنون كوادركم الوظيفية التي يعول عليها تقديم الخدمة الجديدة ومن ثم السمعة الحسنة التي قد تستقطب العميل؟

ـ البنك لديه الآن أكثر من 1400 موظف، وهو عدد كبير قياساً بفترة وجودنا في السوق المصرفي السعودي. وبفضل الله فهم يشكلون تجانساً من الخبرات وأصحاب الشهادات الأكاديمية المتقدمة والدماء الشابة الطموحة. وفوق كل هذا فقد بدأنا بالفعل في تأهيلهم وإخضاعهم لعدد من البرامج والدورات التدريبية المتخصصة في عدد من المجالات المختلفة التي تخدم البنك.

* تتهم البنوك بأنها لا تقدم خدمة متكاملة لعملائها، ما هي الطرق التي ستستخدمونها لتقديم شبكة خدمات تحفز العميل للانضمام إليكم؟

ـ باختصار سيكون بنك البلاد حلاً نموذجياً لجميع عملائه وفق مبادئ وأسس الشريعة الإسلامية ويستمد منتجاته وخدماته من رؤية العميل للبنك.

* يشير البعض إلى سعيكم لاستقطاب موظفين ذوي خبرة في بنوك أخرى، ما مدى صحة ذلك، وهل ترون ذلك صحيا أم مرضيا في سوق عمل تنافسية؟ ـ لماذا لا تقول إن البنوك هي التي أصبحت هدفاً لهذا التنافس، أي أن ذوي الخبرة هم الذين يبحثون عن الفرصة الأفضل.

* البنوك السعودية متهمة بأنها لا تخدم العميل الصغير، إضافة إلى عدم تقديرها للسجل النظيف للعميل، هل ستغيرون هذه النظرة في بنك البلاد من خلال تقديم خدمة جيدة للعميل الصغير وتقدير السجل النظيف؟

ـ العميل الصغير، إن جاز التعبير، وإن كان بسيط الدخل إلا أنه يمثل جزءاً من شريحة كبيرة لا يمكن إغفالها. وعلى وجه العموم نحن في بنك البلاد نقوم على أساس خدمة العملاء بكافة شرائحهم بشكل يحقق طموحات كل فئة ويلبي احتياجاتها ومتطلباتها.

* سيتم طرح نصف أسهم البنك في اكتتاب عام، ما حجم الإقبال الذي تتوقعونه، وما نصيحتكم للمكتتب؟ ـ الإقبال سيكون كبيرا حسب المؤشرات التي لدينا بمشيئة الله. وأنصح المكتتب أن لا ينساق خلف الشائعات وأن يركز في الأمور التي يراها مفيدة له. وهنا أود أن أطمئن الجميع بان الاكتتاب سيسير بشكل نموذجي وانه سيحقق كثيراً من تطلعاتهم بإذن الله.

* ما حجم الربحية المتوقعة للبنك خلال السنة الأولى؟

ـ نتوقع بمشيئة الله تحقيق الربحية من العام الأول لبدء نشاطنا، ولكن لا يمكن تحديد رقم معين منذ الآن.

* بصفتكم حديثي التجربة، هل ستتحالفون مع بنوك سعودية للاستفادة من تجربتها الإدارية أو الفنية؟

ـ ليست هناك أي خطط أو توجهات للاندماج مع بنوك أخرى، وإذا ما ارتأينا مصلحة في ذلك فلكل حادث حديث.