ا لنعيمي : لدينا طاقة إنتاج فائضة تبلغ مليوني برميل وإمكانية زيادة الاحتياطي 200 مليار برميل

الأمير عبد الله رعى حفل تدشين معامل القطيف

TT

كشفت السعودية أنها تعمل حاليا على تنفيذ 150 مشروعا نفطيا مختلفة الاحجام بينها مشروع للانتاج من حقل حرض لانتاج 300 الف برميل يوميا. ويتوقع ان ينتهي العمل به في العام 2006 . بالاضافة الى مشروع عملاق اخر للانتاج من حقول الخرسانية والفاضلي وأبو حدرية بطاقة نصف مليون برميل يوميا. وهي حقول تحوي على الزيت العربي الخفيف تضاف إلى الطاقة الانتاجية الحالية للسعودية البالغة 11 مليون برميل يوميا منها مليونا برميل كطاقة انتاجية فائضة.

جاء ذلك خلال حفل اقيم بعد ظهر أمس في القطيف شرق السعودية برعاية الامير عبد الله بن عبد العزيز, ولي العهد, نائب رئيس مجلس الوزراء لتدشين معامل الانتاج بالقطيف القادر على انتاج 800 الف برميل يوميا بعد تطوير حقل القطيف الواقع على اليابسة ليصل انتاجه الى نصف مليون برميل يوميا، وكذلك حقل أبو سعفة في الخليج ليبلغ 300 الف برميل، بالاضافة الى 370 مليون قدم مكعبة قياسية من الغاز الطبيعي المصاحب في اليوم.

ومن جانبه اكد وزير البترول والثروة المعدنية السعودي المهندس علي بن ابراهيم النعيمي أن احتياطي السعودية الثابت القابل للإنتاج من النفط، يصل الآن إلى حوالي 261 مليار برميل، وهو يمثل نحو ربع الاحتياطي العالمي. وان السعودية تمكنت، خلال العشرين عاماً الماضية من تعويض ما أنتجته سابقاً عن طريق اكتشاف احتياطيات إضافية جديدة من البترول. فيما اكد الوزير النعيمي أن هناك فرصاً كبيرة لزيادة احتياطي بلاده من النفط القابل للإنتاج بحوالي 200 مليار برميل، إما باكتشافات جديدة، أو بزيادة نسبة البترول القابل للاستخراج من المكامن المعروفة.

واضاف وزير البترول السعودي أن السعودية استطاعت على مدى 30 عاماً الماضية زيادة إنتاجها كلما دعت الحاجة إلى ذلك. مشيرا الى ان ذلك حدث خلال أزمة الخليج الأولى في بداية الثمانينات، وخلال أزمة الخليج الثانية في بداية التسعينات، كما حدث هذا أثناء العام الماضي عندما حصلت عدة أزمات في إنتاج بعض الدول، وخلال هذا العـام أيضاً عندما زاد الطلب على الطاقة بشكل كبير وغير متوقع. وأضاف ان الطاقة الإنتاجية للسعودية تبلغ حاليا 11 مليون برميل يومياً، وبالتالي فإن لـدى السعودية طــاقة إنتاجية فائضة في حـــدود مليوني برميل، من الممكن استخدامها إذا ما دعت الحاجة. وقال النعيمي ان رفع هذه الطاقة الإنتاجية جاء بعد تطوير عددٍ من المشروعات العملاقة للإنتاج من الحقول البترولية الرئيسية في جنوب الرياض والشيبة وحرض. إضافة إلى مشروع معامل الإنتاج في القطيف. فيما كشف ان هنــاك خطـطا لتطوير حقول أخرى خلال السنوات القليلة القــادمة، لعل من أهمها مشروع الإنتاج من حقول أبوحدرية والفاضلي والخرسانية، وغيرها، وهي حقول تتميز باحتوائها على الزيت الخام الخفيف. ولا شك أن الهدف من مشروعات التطوير هذه هو مواجهة الزيادة المتوقعة في الطلب على بترول المملكة من ناحية، وتوسعة قاعدة إنتاج البترول في المملكة من ناحية أخرى. وكشف الوزير النعيمي انه يجري العمل حاليا على جذب الاستثمارات الأجنبية والوطنية لإنشاء مصاف لتكرير البترول في السعودية للتصدير والاستهلاك المحلي، كما يجري الآن توطين وجـذب الاستثمارات الوطنية والأجنبية في مجال خدمات الطاقة، مثل الحفر، والهندسة، وتصنيع المعدات، وغيرها. كما يتم توفير الإمدادات اللازمة من البترول والغاز لإنتاج كميات كافية من الكهرباء، والمياه المحلاة، ولتوفير الوقود واللقيم للصناعات البتروكيميائية. وستسهم هذه الجهود جميعها، في توسعة الاقتصاد السعودي وتعدد المجالات الإنتاجية فيه. موضحا ان السعودية ستصبح خلال السنوات القليلة القادمة، من الدول الرائدة في صناعات الأسمدة والألمنيوم، نتيجة لاستخدام خامات البوكسايت والفوسفات المتوافرة بكميــات كبيرة في شـمال المملكة، مع ربطها بالثروات الوفيرة من الغـاز والبترول والكبريت، وهكذا تحصل السعودية على القيمة المضافة من الاستثمار في هذا الميدان، وتجني ثمار الميزة النسبية التي تتجاوز الاقتصار على تصدير المواد الخــام من هذه الموارد الرئيسية.

وفي جانب اخر قال عبد الله بن صالح بن جمعة, رئيس ارامكو السعودية ان القطيف يعد مشروعِا عملاقاً بكلِّ المقاييسِ، إذْ غطىَ مِساحةً تبلغُ قُرابَةَ ستِّمائةِ كيلومترٍ مربعٍ، على اليابسةِ وتحتَ الماءِ، واستُخدِمَ في إنشائهِ أكثرُ من 30 ألفَ طُنٍّ من الفولاذِ، وحوالي 160 ألفَ مترٍ مُكعبٍ من الخَرسانةِ، وقُرابةُ ألفِ كيلومترٍ من الأنابيبِ، و300 الف كيلومترٍ من خطوطِ الأليافِ البصريةِ وشبكاتِ الاتصالاتِ، و4.5ُ الف كيلومترٍ من خطوطِ الكَهرَباءِ. وقال بن جمعة ان مشروع معاملِ إنتاجِ القطيفِ شهد تطبيق العديدِ من التَّقَنياتِ المتقدمةِ التي تزيدُ من فاعليةِ المشروعِ وتدعمُ الجدوىَ الاقتصاديةَ من إنجازهِ وتُعَدُّ فتحاً جديداً في مجالِ صناعةِ البترولِ. ومن هذهِ التِّقَنياتِ، حفرُ الآبارِ الأفقيةِ بعيدةِ المدىَ والآبارِ مُتعددةِ الاتجاهاتِ، وتركيبُ نظامٍ متكاملٍ يربِطُ جميعَ مُعَدَّاتِ المراقبةِ والقياسِ والتحكُّمِ في منظومةٍ واحدةٍ، واستخدامُ مزيجٍ متطورٍ من الأحماضِ يُعينُ على التحكُّمِ الإيجابيِ في مساميةِ صخورِ المكمنِ ويُعزِّزُ مُعدلاتِ الإنتاجِ منهُ، وكذلك تركيبُ توربيناتِ الغازِ المُطَوَّرةِ وشُعَلِ التصريفِ عديمةِ الدُّخانِ، واستخدامُ واحدٍ من أحدثِ نُظُمِ استخلاصِ الكِبريتِ وأكثرِهَا تطوراً وكفاءةً في العالمِ، إذ تبلغُ نسبةُ استخلاصهِ للكِبريتِ 99 في المائةِ. وتضم معامل الانتاج في القطيف عدة مرافق هي معملان لفرز الغاز من الزيت الى جانب مرافق مناولة وتثبيت الخام الرطب في القطيف, كما يضم المشروع معملا لفرز الغاز من الزيت على اليابسة ومرافق مناولة وتثبيت الخام الرطب في ابوسعفة. ويشمل المشروع ايضا مرافق تجميع الغاز وتجفيفه ومرافق تصدير الغاز بواقع 370 مليون قدم مكعبة قياسية في اليوم بالاضافة الى وحدة نزع المكثفات بواقع 40 الف برميل في اليوم, ووحدة تبريد البروبان بقوة 5300 حصان لكل منهما, ومرافق للتوليد المزدوج ومراجل بخارية مساندة ومعملين لحقن الماء يقومان بحقن 1.1 مليون برميل من الماء في اليوم وثلاثة معامل لفرز الغاز من الزيت تعالج 800 الف برميل في اليوم وخمس منصات جديدة وعشر منصات مطورة و151 بئرا على 34 جزيرة حفر اصطناعية بالاضافة الى الف كيلو متر من خطوط الانابيب وشبكة انابيب داخل المعامل.

وتطلب برنامج معامل الانتاج في القطيف وابو سعفة 1.8 مليون ساعة عمل للتصميم و70 مليون ساعة عمل للانشاء. وشارك في انجاز المشروع حوالي 16 الف عامل وحرفي ومهني.

يشار الى ان شركة ارامكو السعودية هي شركة بترول متكاملة مملوكة من قبل الحكومة السعودية وهي احدى الشركات الرائدة في مجال التنقيب والانتاج والتكرير والتوزيع والشحن والتسويق. وتدير الشركة احتياطات مؤكدة من الزيت تبلغ 260 مليار برميل وهو اضخم احتياطي لشركة في العالم، كما تحتل المرتبة الرابعة عالميا من حيث الغاز. وتملك ارامكو السعودية وتدير اكبر اسطول للناقلات في العالم لنقل انتاجها من الزيت الذي بلغ تقريبا 3 مليارات برميل في عام 2003 .

حقل القطيف: يبلغ طول حقل القطيف 50 كيلومترا وعرضه 10 كيلومترات ويؤمن 500 الف برميل في اليوم من مزيج الزيت العربي الخفيف من ثلاثة مكامن. وتعد معامل الانتاج في القطيف اول مرافق تدشنها الشركة لانتاج الزيت العربي الخفيف بمزج العربي الخفيف جدا بالزيت العربي المتوسط. وكان حقل القطيف قد اكتشف في العام 1945 شمال الظهران وهو يحتوي على سبعة مكامن حاملة للزيت (ثلاثة منها منتجة) وقد استمر انتاج الحقل من عام 1946 الى ان اوقف العمل فيه عام 1984 ثم اعيد الى الخدمة من عام 1990 الى العام 1993 .

حقل «أبو سعفة»: بدأ إنتاج حقل أبو سعفة البحري في عام 1963، وفي العام 1985 أبرمت السعودية والبحرين اتفاقاً يقضي باقتسام ايراداته لتحصل كل دولة على حصة تقدر بـ 70 ألف برميل لكل منهما. وفي عام 1996 أعلنت السعودية تنازلها عن نصيبها من إنتاج الحقل إلى البحرين. ومنذ ذلك أصبحت البحرين تحصل على إجمالي إيرادات إنتاج الحقل التي تقدر بنحو 143 ألف برميل يوميا، قبل أن يتم الإعلان عن خطة التطوير الحالية التي أدارتها شركة أرامكو السعودية. ويفوق إنتاج الحقل 300 ألف برميل من الزيت الخام، وبلغت تكلفة تطويره بـ 1.2 مليار دولار، ويحصل كل بلد على 150 ألف برميل يومياً.

توسعة معمل الغاز في البري: تشمل إقامة معمل استخلاص مادة «داي قليلول أمين» جديد منخفض الضغط، ومعملين جديدين لاستخلاص الكبريت، وشبكة تبريد إضافية إلى جانب تطوير وحدات استخلاص الكبريت الثلاث القائمة للوفاء بالاشتراطات البيئية التي حددتها الرئاسة العامة للأرصاد الجوية وحماية البيئة. ويسهم المشروع في رفع إنتاج معمل البري من الكبريت الذي ينتج 1600 طن متري في اليوم حاليا، إلى 3300 طن ويُعالج الكبريت في معمل في الجبيل ليصبح في شكل حبيبات تمهيداً لتصديره.