الاقتصاد الآسيوي يتعرض لأضرار بليغة نتيجة كارثة أمواج المد والزلازل

TT

سنغافورة ـ رويترز: أثرت موجات المد العارمة التي دمرت مناطق في آسيا وقتلت أكثر من 28400 شخص، على شركات واقتصادات وأسواق في شتى أنحاء العالم. وفيما يلي لمحات عن بعض الثار المالية للكارثة:

قال رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية ان الخسائر ستصل الى مليارات الدولارات. وقدر رئيس وزراء تايلند تاكسين شيناواترا حجم الخسائر بعشرين مليار بات (510 ملايين دولار) وان حكومته ستطلب تمويلا اضافيا من البرلمان. وقدرت مؤسسة «اي.دي.اي.ايه. جلوبال» ان الكارثة ستخفض اجمالي الناتج المحلي في تايلند بنسبة 0.5% في العام المقبل وتضغط على ميزان المدفوعات في الربع الاول. وتابعت أن الكارثة ستخفض اجمالي الناتج المحلي لاندونيسيا بنسبة 0.2% في عام 2005 وتضغط على ميزانية البلاد. ودمرت موجات المد شبكات المواصلات في سري لانكا من كولومبو الى المواقع السياحية في الجنوب. وقال ارجونا ماهندران الاقتصادي بـ«كريدي سويس» والرئيس السابق لمجلس الاستثمار في سري لانكا ان الكارثة ستؤدي الى تراجع الاقتصاد عاما كاملا وربما تؤدي الى انكماش.

ويقول اقتصاديون ان السياحة في تايلند التي تمثل 6% من اجمالي الناتج المحلي لن تتعرض لأضرار دائمة. ومن المتوقع ان يكون الضرر أقل مما تسبب فيه مرض التهاب الجهاز التنفسي الحاد (سارز) واعمال العنف السياسية في جنوب البلاد هذا العام. ولم يتوقع وزير المالية الهندي اثارا مالية كبيرة للكارثة. مما حدا بزمياه وزير الدولة لشؤون الانفاق لاحقا الي القول انه لا توجد خطط لفرض ضرائب او الحصول على قروض اضافية بسبب موجات المد لتغطية تكلفة أعمال الإغاثة. وتتوقع وكالة «اي.سي.ار.ايه» الهندية للتصنيف الائتماني أن تبلغ نفقات الدولة فيما يتصل بمواجهة اثار أمواج المد 20 مليار روبية (456 مليون دولار). وقال المستشار ساوميترا تشودري: «سيكون هناك بعض الانفاق على إعادة بناء البنية الاساسية وتقديم مساعدات للمتضررين ولكن لا اعتقد انه سيكون بالضخامة التي تؤثر على النواحي المالية». فيما يقول اتحاد غرف التجارة والصناعة في الهند ان النشاط الاقتصادي لن يتضرر باستثناء الشحن والسياحة في كيرالا وجزر اندامان ونيكوبار. السلطات الاندونيسية قالت انها ستحاول مواصلة السيطرة على العجز في الميزانية رغم الكارثة، ولم يذكر مسؤول كبير بوزارة المالية أية تفاصيل عن الآثار سوى أن التمويل يمكن تدبيره. وعلى مستوى الشركات العاملة في آسيا او معها قال سوان تيك كين الاقتصادي في «او.سي.بي.سي» ان المنتجعات في جنوب شرقي آسيا ربما تحتاج فترة تصل الى ستة اشهر لإصلاح الأضرار التي أصابتها في الوقت الذي بدأت فيه شركات الطيران الاقتصادي مؤخرا تقديم خدماتها. بينما قالت مجموعة التأمين الاسترالية «انشورانس استراليا» أكبر شركة تأمين عام في استراليا ان فروعها في استراليا ونيوزيلندا قدمت خدمات تأمين على السفر ولكن حجم الاعمال محدود. واستبعد متحدث باسم الشركة أن يكون هناك تأثير كبير على عمليات الشركة. وقالت شركات التأمين اليابانية «ميليا هولدينجز» و«ايوي» و«ميتسوي» و«سوميتومو» التي لا تعمل في مجال التأمين على الحياة وان عملاءها لم يبلغوها بأي خسائر بعد. وقالت شركة «سومبو» اليابانية للتأمين ان من السابق لأوانه تقييم الآثار. وتوقعت «هانوفر ري» أن تكون تعويضات الخسائر الناجمة عن موجات المد أقل بكثير من تعويضات الأعاصير الأربعة التي ضربت الولايات المتحدة وبلغت نحو 300 مليون يورو (400 مليون دولار). اما في قطاعي الطاقة والبضائع فقد استأنف ميناء مدراس الهندي العمل امس اثر اغلاقه يوم الاحد، ومن المتوقع أن يستقبل الميناء نحو 190 الف برميل يوميا من الخام ومنتجات النفط هذا العام.

ولم يتأثر انتاج اندونيسيا من النفط المقدر بنحو مليون برميل يوميا وكذلك الصادرات، لكن منشأة «ارون» لانتاج الغاز الطبيعي المسال في اقليم اتشيه قرب مركز كارثة موجات المد توقفت لفترة قصيرة يوم الأحد غير أن البنية الاساسية للمنشأة لم تصب بأضرار. واندونيسيا اكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم.

في جزيرة سومطرة تأجلت بعض شحنات المطاط بسبب الاضرار التي لحقت بالبنية الاساسية. ولم تعلن تايلند أكبر مصدر للأرز في العالم عن أي تعطل لشحناته، علما ان معظم الشحنات تصدر من شمال شرقي البلاد وهي منطقة لم تتأثر بموجات المد.