بيل غيتس: ملامح المستقبل تتمثل في تعاون الأجهزة الإلكترونية المبتكرة لخدمة الإنسان

التلفزيونات تختطف الأضواء في معرض لاس فيغاس للإلكترونيات الاستهلاكية

TT

اهم ملامح المستقبل تتمثل في أن الاجهزة الالكترونية المبتكرة «تتعاون سوية أكثر فأكثر لمساعدة الانسان على التفاعل مع وسائط الاعلام المتعدد داخل منزله وخلال تنقلاته». هذا ما اعلنه بيل غيتس رئيس شركة «مايكروسوفت» لبرامج الكومبيوتر، لدى افتتاح معرض الالكترونيات الاستهلاكية في لاس فيغاس الذي ينعقد بين السادس والتاسع من الشهر الحالي. وطرح في المعرض الذي تمتد مساحته على 1.5 مليون قدم مربع (140 الف متر مربع تقريبا) 50 الف جهاز جديد، ويتوقع ان يزوره 120 الف شخص.

ونوه غيتس ببروز ما أسماه «النظام البيئي للتكنولوجيا» الذي يشهد ميلاد نظم الكترونية مثل التلفزيونات عالية الدقة واجهزة عرض الفيديو الرقمية التي تعمل عبر توصيلة النطاق العريض للانترنت لتقدم عروضا متناهية الوضوح وسريعة للبرامج التلفزيونية. واضاف غيتس ان جهود العام المنصرم انصبت على دراسة سبل استخدام الاجهزة المتنوعة، خصوصا اللاسلكية الجوالة، ومواءمتها مع بعضها البعض للتشارك بنفس مضمون الملفات التي تعرضها لأصحابها. وازداد عدد الناس الذين يمارسون الألعاب الكترونيا عبر العالم وهذا أحد مؤشرات المستقبل، بعد ان اصبحت الالعاب جزءا لا يتجزأ من الحياة الاجتماعية. واشار الى اهمية تحويل النمط التكنولوجي للحياة اليومية الى نمط شائع. الا ان غيتس خيب آمال الكثير من عشاق الالعاب الالكترونية لعدم اشارته الى الجيل المقبل لجهاز ألعاب «أكس بوكس» الذي طورته «مايكروسوفت».

وقال غيتس ان بإمكان العالم الدخول الى مرحلة متقدمة تكنولوجيا بعد النجاحات الكبرى في الاتصالات اللاسلكية التي تضمن انتشارا هائلا للبريد الالكتروني والرسائل الفورية وكتابة اليوميات (المذكرات) الانترنتية والملفات الترفيهية. وأصر غيتس على المكانة المتميزة للكومبيوتر في عالم اليوم لأنه يظل محور المعلومات بالنص والصورة والصوت، الا انه اكد ان «تعاون او تفاعل الاجهزة الالكترونية هو الذي سيحدد ملامح المستقبل».

وظهر غيتس قبل القاء خطابه وهو يحمل جهاز «آي ريفير إتش ـ 10» ( iRiver H -10) للعروض الموسيقية، وهو جهاز صغير جدا لعرض ملفات «أم بي 3» الموسيقية الذي يتوقع له ان يحتل مركز الصدارة في الترفيه الالكتروني، ويحتوي على ذاكرة سعتها 5 غيغابايت.

وشهدت أجنحة المعرض عروض أحدث الاجهزة الالكترونية الجوالة والمكتبية من أجهزة تصوير وألعاب، وتلفزيونات ونظم التواصل السريع بالانترنت اضافة الى وسائل خزن المعلومات.

* نظم تلفزيونية

* وخطفت التلفزيونات الكبيرة الاضواء في هذا المعرض الرئيسي للتكنولوجيا في الولايات المتحدة، اذ أزاحت «سوني» و«باناسونيك» اليابانيتان، و«تومسون ار.سي.ايه» الفرنسية و«ال.جي» الكورية الجنوبية وغيرها، الستار عن عشرات من الاجهزة الجديدة من تلفزيونات وأجهزة تشغيل الموسيقى وغيرها. وتتسابق هذه الشركات مع شركات أخرى تعرض منتجاتها الرقمية المتنوعة، لاقتناص حصة من السوق الاميركية الضخمة. واقتحمت شركة «هيوليت باكارد» المنتجة لأجهزة الكومبيوتر والطابعات والحاسبات، السوق بطرح 17 جهازا من أجهزة التلفزيون والعرض التلفزيوني.

وتقول شركات أخرى في صناعة التكنولوجيا انها تركز على تصنيع شاشات أكبر حجما وأوضح صورة تستخدم أساليب ذكية في توجيه الفيديو والموسيقى من غرفة لاخرى في البيوت أو السماح للمستهلكين بالتمتع بهذه الامكانيات في السيارة أو الاجهزة الجوالة أو الهواتف. وأشار مسؤول بشركة سامسونج الكورية الجنوبية الى نجاح تكنولوجيا دي.ال.بي (ديجيتال لايت بروجكشن) التي بدأت الشركة استخدامها للشاشات الكبيرة بسعر أربعة آلاف دولار للشاشة وهو ما يعادل مثلي سعر شاشة البلازما أو شاشات الكريستال السائل. وباعت «سامسونغ» 130 ألفا من هذه الاجهزة في الولايات المتحدة العام الماضي. وقال ديفيد ستيل رئيس قسم تسويق المنتجات الرقمية بشركة «سامسونغ» ان الاقبال فاق كل التوقعات رغم ارتفاع الاسعار. وتفضل شركات أخرى مثل «باناسونيك» شاشات البلازما بينما تفضل شركات مثل «سوني» التركيز على شاشات الكريستال السائل.

وتعتزم «باناسونيك» مضاعفة طاقتها الانتاجية من شاشات البلازما الى 300 ألف وحدة شهريا بحلول مارس (آذار) عام 2006 بينما قالت «سوني» انها ستطرح ما لا يقل عن 14 جهازا تلفزيونيا جديدا بشاشات الكريستال السائل هذا العام. وللتحوط من ضغوط الاسعار تعمل الشركات الكبرى على طرح أجهزة مدمجة تلغي الحاجة لشراء أي ملحقات أخرى ربما تكون غالية الثمن. ومن أبرز الاجهزة بين عشرات من أجهزة التلفزيون الجديدة التي طرحتها شركة «ال.جي» شاشة بلازما قياس 71 بوصة تعد أول شاشة من نوعها يدمج بها جهاز استقبال للبث الفضائي وجهاز تسجيل مع تجهيزات تغني عن اضافة جهاز آخر لاستقبال بث قنوات المشتركين. وقالت شركة «توشيبا» اليابانية انها ستتوسع ليشمل نشاطها الاجهزة التلفزيونية الكبيرة باستخدام تكنولوجيا «سيرفس كوندكشن الكترون ايميتر ديسبلاي» لشاشات تقول الشركة انها تعرض صورا أوضح من شاشات البلازما والكريستال السائل. وقال تيد شادلر المحلل بمؤسسة فورستر للابحاث ان استطلاعا الكترونيا للرأي أجرته مؤسسته في أغسطس (آب) الماضي ولم تنشر نتائجه بعد يوضح أن 50 في المائة من المستهلكين الاميركيين يتطلعون لشراء تلفزيون بشاشة مسطحة كبيرة عندما يفكرون في تغيير الجهاز القديم، وأضاف «المذهل أن هذا الاتجاه ينتشر بين أصحاب جميع شرائح الدخل». وتوقعت رابطة الاجهزة الالكترونية الاستهلاكية ازدهارا كبيرا في المستقبل وقدرت أن ايرادات الصناعة في عام 2004 نمت بنسبة 11 في المائة الى 113.5 مليار دولار وأنها ستنمو 11 في المائة أيضا في 2005 لتصل الى 125.7 مليار دولار. وهذه هي أول مرة يتحقق فيها نمو بمعدل يزيد على عشرة في المائة في عامين متتاليين منذ عشر سنوات.

لكن وسط هذا الكم الكبير من المنتجات الجديدة التي تخطف الابصار تكمن مخاوف لدى العديد من المحللين من أن يدير المستهلكون العاديون ظهورهم لهذه المنتجات بسبب الاسعار المرتفعة التي تتقاضاها الشركات المنتجة. وترى «سوني» أن معركة طويلة الاجل تلوح في الافق على سوق الاجهزة الالكترونية الموجهة لصالة المنزل. وقال ديك كومياما رئيس «سوني الكترونيكس» ومديرها التنفيذي «نحن في الشوط الاول فقط من مباراة من تسعة أشواط». وقال مديرون من شركة «تي.تي.اي» الصينية الفرنسية لتسويق الاجهزة الالكترونية، انهم مستعدون لخفض الاسعار بشدة لجذب حصة من السوق، بينما قالت «تومسون ـ تي.سي.ال» انها ستخفض أسعار الاجهزة العادية شديدة الوضوح لأقل من 1099 دولارا هذا العام وفي وقت نفسه ستطرح مجموعة من الاجهزة الخفيفة ذات الشاشات الرقيقة الرقمية بتكنولوجيا «دي.ال.بي» بأقل من 2000 دولار.