خطوط الطيران الأميركية الكبرى تصارع من أجل البقاء في الجو وسط مخاطر خسائر تفوق 4 مليارات دولار

الغموض يخيم على مستقبل 5 شركات في ظل صعوبة تكيفها مع المنافسة

TT

لا يزال الغموض يخيم على الاجواء. خمس شركات طيران اميركية مهددة بالافلاس وهي: «اميركان إيرلاينز» و«يونايتد»، و«يو اس ايرويز»، و«دلتا» «وكونتيننتال» وجميعها غارقة في الديون ومعرضة للافلاس. ويتوقع أن تبلغ الخسائر 4.5 مليار دولار وهذا فوق مبلغ 23 مليار دولار خسرتها الشركات منذ عام 2001 .

خسرت الشركات الكبرى مئات آلاف الزبائن من المسافرين لشركات منافسة صغيرة تميّزت بمرونة التعامل وقلّة التكاليف واسعار تذاكر منافسة ورخيصة.

وتعاني الشركات الكبرى من تضخم فاتورة الرواتب ومن تأثيرات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) عام 2001 ومن تصاعد أسعار وقود الطائرات.

واستطاعت «أميركان إيرلاينز» الهروب من الافلاس بتخفيض كلفة التشغيل بمبلغ 2.2 مليار دولار وتوقفت عن تقديم وجبات مجانية للزبائن على متن طائراتها.

وتخسر شركة «دلتا ايرلاينز» 5 ملايين دولار يوميا، رغم أنها استطاعت التخلّص من 16 ألف موظف خلال الاعوام الثلاثة الاخيرة. وتتوفع أن تتخلص من 7000 موظف في الاسابيع القليلة القادمة في محاولة يائسة لتخفيض الانفاق. وكذك تمكنّت «كونتيننتال» من التخلص من 25 بالمائة من العاملين في الشركة منذ الحادي عشر من سبتمبر 2001 .

ويتوقع المراقبون أن الهزّات التي ستعصف في صناعة السفر والطيران ستؤدي إلى افلاس عدد من هذه الشركات.

وتخضع شركة «يونايتد إيرلاينز» و«يو أس إيرويز» لعملية انقاذ من الافلاس ومن المتوقع أن تواجه «دلتا» نفس المصير.

وتواجه «يو اس إيرويز» امتحانين صعبين خلال الاسبوعين المقبلين: الاول انها ستواجه في السادس من هذا الشهر مشكلة التوصل الى اتفاق مع العاملين لخفض التكاليف خاصة الرواتب وإذا فشلت ستقوم المحكمة بفرض ما تراه مناسبا من اقتطاعات وتقدم منهجا جديدا للعمل. والامتحان الثاني: يتعين على «يو اس ايرويز» أن تضع بتاريخ 14 يناير (كانون الثاني) مبلغ 100 مليون دولار أو ما يعادلها من تخفيضات في الانفاق لتستطيع الايفاء بالتزاماتها مع شركة جنرال اليكتريك التي قدمت قروضا لها. ولا يوجد دلائل تدعو للتفاؤل حيث أن العلاقة بين ادارة شركة «يو اس ايرويز» والعاملين سيئة جدا خاصة بعد أن تغيب أكثر من ثلث الموظفين عن العمل بحجة المرض خلال موسم عطل اعياد الميلاد وتزامن ذلك مع طقس رديء مما أدّى الى الغاء اكثر من 400 رحلة جوية واختفاء اكثر من 10 آلاف حقيبة سفر وامتعة شخصية مما خلق فوضى عارمة في المطارات.

وزادت مشاكل خطوط الطيران الكبرى عندما حرّرت الحكومة عام 1978 قوانين وانظمة الطيران التجاري وفتحت ابواب المنافسة على مصراعيه ودخل الحلبة شركات صغيرة تعمل بتكاليف أقل. ولا شك أن أحداث 11 سبتمبر 2001 وارتفاع أسعار الوقود عقّدت الأمور.