بعد ان ضاقت قاعة التداول في سوق دبي المالي بالمتعاملين الباحثين عن تحقيق أرباح سريعة في تجارة الاسهم التي اصبحت حديث رجل الشارع الاماراتي خلال العام 2004 بعد النتائج القياسية التي حققتها، وجد مستثمر في دبي الفكرة التي تساير مستوى الخدمات في دبي: قاعة تداول مستقلة تقدم للمتعاملين خدمات خمسة نجوم ومشروبات منعشة مثل الكابتشينو والقهوة، حتى أن تدخين السيجار والسجائر سيكون مسموحا. وستكون هذه القاعة الفريدة من نوعها في الامارات وربما منطقة الخليج جزءا من شركة وساطة مالية أعلن عنها امس شهاب قرقاش الذي تدير شركته «الضمان للاستثمار» عدة محافظ نشطة في أسواق الاسهم الخليجية والعراق. وفضلا عن خدمات الخمسة نجوم تلك في القاعة التي ستفتتح مطلع العام القادم في الدور السادس من برج مركز دبي التجاري العالمي، والذي تحتل سوق دبي المالي فيه جزءا من دوره الارضي، يعد قرقاش زبائنه من متداولي الأسهم بتوفير خدمات تمويل شراء الأسهم وتوفير تقارير ودراسات تحليلية يومية مفصلة لحركة أسواق الأسهم الاماراتية. ويبلغ عدد شركات الوساطة في الامارات حاليا 57 شركة فيما من المنتظر الاعلان عن ثلاث شركات أخرى في دبي العام المقبل. وقد تعرض بعض الوسطاء غير الاماراتيين للانتقاد خلال فورة السوق في الربع الاخير من العام الحالي على خلفية تجاهلهم لصغار المستثمرين والتركيز على كبارهم ما فوت الفرصة على الصغار لتحقيق ارباح. وأطلق معلق اماراتي في صحيفة محلية تعبير «وسطاء السوء» على مديري تلك المكاتب متهما اياهم بالجشع وطالب الحكومة بإحلال العنصر الاماراتي محل الاجنبي في هذه المهنة. وقد استقطبت اسواق الاسهم في الامارات خلال العام الحالي اهتماما غير مسبوق حيث حققت نموا بلغ 100% مقارنة بعام 2003 .
ووصل حجم القيمة السوقية لسوق دبي المالي الى نحو129.127 مليار درهم (35.1 مليار دولار) مقارنة مع 52.51 مليار درهم (14.3 مليار دولار) خلال العام 2003. كما شهد اجمالي قيمة المعاملات أيضا معدلات نمو قياسية خلال السنوات الثلاث الماضية مرتفعا من 980.55 مليون درهم (267 مليون دولار) خلال العام 2001 ليصل إلى مستويات قياسية بلغت 35.256 مليار درهم (9.6 مليار دولار) بنهاية الشهر الماضي. كما استقطبت سوق الاصدارات الاولية سيولة هائلة كان اكبرها على الاطلاق الاكتتاب على شركة الدار العقارية في ابوظبي الشهر الماضي حيث جمعت ما يزيد عن 100 مليار دولار. ومن جهة اخرى توقع قرقاش في مؤتمر صحافي أمس بداية نشطة لاسواق المال الاماراتية قائلا إن المستثمرين بدأوا باتخاذ مواقعهم منذ الآن رغم أن هذه الفترة من السنة كانت تاريخيا تعتبر هادئة. واعتبر أن أغلب أسعار الاسهم في السوق «ليست رخيصة». وان بعض الاسعار «مبالغ فيها» متوقعا حدوث حركة تصحيح للاسعار في وقت من العام 2005. وقال ان «الانتقاء مهم في المرحلة المقبلة. الا ان الوضع الحالي للسوق لا يستدعي اطلاق اجراس الخطر»، معتبرا ان اغلب اسعار السوق غير مبالغ فيها.