بدون قيود أفضل

علي المزيد

TT

كنت وما زلت وسأستمر أنادي هيئة سوق المال السعودية ومن قبلها جهات الإشراف على السوق حينما كانت وزارة المالية ووزارة التجارة ومؤسسة النقد العربي السعودي «ساما» قبل إنشاء الهيئة بعدم تقييد أي سهم في أول يوم تداول له في سوق الأسهم السعودية سواء حددت افتتاحية السهم بالقيمة الاسمية أو بالقيمة الاسمية مضاف إليها علاوة الإصدار.

وكان كثير من الزملاء يردون علي بأن السوق غير ناضجة وعمل مثل هذا قد يكبد المتعاملين خسائر فادحة نتيجة انسياقهم وراء مضاربة محترفة، وكنت أواجه هذه المقولة بأنه يجب توعية السوق من دون الوصاية عليها، ودعنا نفترض أن ما ذهبتم إليه صحيحة فسيكون ذلك في أول مرة لطرح سهم شركة للتداول ولكن في الأخير سيكتسب المتعاملون الخبرة وسيؤسس لأي طرح جديد تأسيس تاريخي بمثل يمكن الاستشهاد به مما يكسب السوق خبرة واحتراف تبعدها عن زلة أخرى. وإذا استعرضنا تاريخ السوق فإننا سنجد السهم المقيد بـ 10 في المائة صعودا وهبوطا لا يتم التداول عليه مثل ما حدث لسهم مجموعة الاستثمار الصناعي حينما طرح للتداول لتستمر المفاوضات بين الجهات المشرفة وبين ملاك السهم لتفتح النسبة وفق مرآة ملاك السهم عدلا ليتم تداوله عند 200 ريال (53.3 دولار)، ووفق تداول نشط. وفي حالات أخرى رأينا السهم المقيد والذي لم يستطع ملاكه التفاوض مع الجهات المشرفة يرتفع 10 في المائة وفي مرات متتالية وبكميات تداول محدودة حتى يصل السهم للسعر العادل وفق نظرة البائعين والمشترين فيبدأ تداول الكميات الكبيرة. وفي حالات أخرى نرى السهم يفتح بنسبة مرتفعة ولكنها في الأخير مقيدة مثل ما حدث لسهم اتحاد الاتصالات حيث حدد سعر الافتتاحية بـ 50 ريالا (13.3 دولار) وأعطي نسبة تذبذب عالية ليتداول عند 300 ريال (80 دولارا) في أول يوم تداول وهي النسبة القصوى المسموح بها للتذبذب ليرتفع السهم عدة أيام متتالية 10 في المائة وصولا الى 400 ريال (106.6 دولار)، مما سمح بدخول كميات الطلب الوهمية على اعتبار أن السهم إذا ارتفع 10 في المائة فسيحجم البائعون عن البيع باعتباره سيصعد 10 في المائة أخرى اليوم التالي، ورأينا ذلك واقعا إذ أنه في رحلة هبوط السهم لم نستطع كمتابعين متسمرين أمام الشاشة متابعة تحرك السهم من حيث الكميات حتى أن الوسطاء أحجموا عن إعطاء التفاصيل نتيجة سرعة التحرك. ولكن في الأخيرة استجابت هيئة سوق المال الاثنين الماضي وأثناء طرح سهم التعاونية للتأمين بفتح النسبة بدون قيود ورأينا أن السهم المحدد أساسه بـ 205 ريالات (54.6 دولار) يطلب عند 2250 ريالا (600 دولار) وقبل بدء عمليات السوق بدا سعر السهم بالتراجع ليتم افتتاحة عند 410 ريالات (109.3 دولار)، وهذا أفضل رد لمن اعتبر أن السوق غير ناضجة، ومثل هذه التجارب رائعة وجميلة وتتفق مع مطالبنا، ولكن ما أخشاه أن تكون هذه حالة خاصة تعود بعدها الهيئة لسابق عهدها من التقييد بنسبة 10 في المائة أو التقييد المشروط بنسبة معينة كنسبة 300 في المائة و500 في المائة أو أقل أو أكثر.

ما أرجوه أن تكون النسبة غير المقيدة تقليدا متبعا في السوق بحيث يعرف المتعاملون أن أي سهم سيبدأ التداول سيكون غير مقيد بنسبة معينة مهما علت. وفي حالة تعذر ذلك أو أن سهم التعاونية حالة اسثنائية أقترح على الهيئة تحديد أساس الافتتاح مع نشرة الاكتتاب وكذلك نسبة التذبذب حتى لا يكون المتعاملون عرضة لأسئلة لا يمكن الإجابة عليها بحكم أنها من اختصاص الهيئة، مع تأييدي الشخصي لفتح النسبة بدون قيود بحكم أنها الأفضل من وجهت نظري حتى وأن ارتفعت الخسائر المؤقتة. [email protected]