إطلاق جمعية ناشري دول مجلس التعاون الخليجي لـ«تذليل العقبات والارتقاء بالصناعة»

الأمير فيصل بن سلمان تبرع بمبلغ 200 ألف ريال والدخيل يرأس لجنة التأسيس

TT

انتخب الدكتور عزام الدخيل رئيسا للجنة التأسيسة لـ«جمعية الناشرين في دول مجلس التعاون الخليجي»، خلال الاجتماع الذي عقد أمس في مدينة دبي على هامش مؤتمر الشرق الأوسط للنشر والذي اختتم أعماله.

وأكد الدكتور عزام الدخيل نائب الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للمجموعة السعودية للابحاث والتسويق والمدير العام للشركة السعودية للابحاث والنشر، أن صناعة النشر في العالم العربي لا تزال تعاني العديد من المعضلات التي تعرقل تطورها لبلوغ المستوى النوعي الذي عرفته غالبية أسواق النشر خارج المنطقة.

وقال «من هذا المنطلق تحرص وتسعى الشركة السعودية للابحاث والنشر على دعم المبادرة التي اطلقت في مؤتمر الشرق الاوسط للنشر والتي تخص دول مجلس التعاون وتعنى بإنشاء جمعية الناشرين في دول مجلس التعاون الخليجي العربي والتي تشرفت بترشيحي كرئيس للجنة التأسيسية للجمعية».

ووعد بالحرص على انشاء هذه الجمعية في اقرب وقت ممكن وتفعيل دورها من اجل مساندة الرغبة السائدة لدى الناشرين في هذه المنطقة بالانتقال الى العمليات التطويرية التي من شانها دعم صناعة النشر، ومنحها مزيدا من الاهتمام، لتظهر بالصورة التي يطمح اليها القارئ في العالم العربي.

وجاء اختتام المؤتمر الأول للنشر في الشرق الأوسط في قرية المعرفة في دبي أمس، ليشكل نقطة تحول محورية لعالم النشر في المنطقة بالإعلان عن تشكيل اللجنة التأسيسية لأول تجمع للناشرين فيها والذي من المتوقع أن يضم بين أعضائه أبرز دور نشر المجلات والصحف إقليمياً.

وخلال اجتماع عقده عدد من أبرز الناشرين في المنطقة في اليوم الأخير للمؤتمر، اتفق المجتمعون على الإعلان عن تأسيس التجمع وإنطلاقه فعلياً خلال المائة يوم المقبلة. وتم هذا الإعلان بدعم من شركاء منظمي المؤتمر، الاتحاد الدولي للصحف (WAN) والاتحاد الدولي للمبطوعات الدورية (FIPP).

وتم في الاجتماع، الاتفاق على توفير منظمو مؤتمر الشرق الأوسط للنشر، التسهيلات اللازمة لتشكيل هذا التجمع وإتاحة الموارد والدعم الإداري المطلوب لانطلاقته بهدف تمكين التجمع من تولي مقتضيات العمل بنفسه.

وكشف الدكتور عزام الدخيل خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده أمس في ختام اعمال مؤتمر الشرق الاوسط للنشر في دبي عن تبرع شخصي من الامير فيصل بن سلمان رئيس مجلس ادارة المجموعة السعودية للابحاث والتسويق مقداره 200 الف ريال لهذه الجمعية لدعمها ومساندتها في تنفيذ مشاريعها التأسيسية. كما اعلن عن تبرع منطقة دبي العالمية للانتاج الاعلامي بمقر هذه الجمعية حيث ستكون دبي هي المقر الرئيسي لها.

وعن أعضاء الجمعية الاساسيين وأبرز أهدافها قال: ستكون الشركة السعودية للأبحاث والنشر في مقدمة هؤلاء الاعضاء، إضافة إلى مؤسسة الامارات للاعلام ومؤسسة البيان للطباعة والنشر والوطن الكويتية والوطن السعودية وعكاظ ، وسيتم خلال الثلاثة اشهر المقبلة العمل على إشهار الجمعية وتقديم الدعوات للناشرين الراغبين في الانضمام الى هذه الجمعية.

وبين ان اهم اهداف الجمعية هي تنظيم صناعة النشر وايجاد حلول لجميع المعوقات التي تحول دون تطورها ودعم وتدريب وتهيئة الجيل المقبل لهذه الصناعة المهمة والمؤثرة من خلال الدورات التي يدخل فيها كل جديد في عالم التقنية المتطورة.

وقال الدكتور الدخيل، إنه نظرا للتقدم الكبير الذي يشهده قطاع الاعلام والخدمات في الامارات والتسهيلات المقدمة لوسائل الاعلام فقد قرر مجلس ادارة الشركة السعودية للابحاث والنشر نقل مطبوعات الشركة (الرجل، سيدتي، الجميلة، هي) من لندن لتصدر من مدينة دبي للاعلام وسيتم ذلك خلال هذا العام، علما بانه يتم حاليا تسوية عملية الانتاج من جدة والرياض. كاشفا، عن وجود مباحثات جارية بينهم وبين المنطقة العالمية للانتاج الاعلامي بدبي ليكون هناك مقر خاص بالشركة للتوزيع والطباعة، من خلال مطابع مشتركة في دبي مع بعض الجهات الاعلامية الكبرى.

واضاف، ان كل ما تم من مفاوضات واتفاقيات مع مؤسسة الامارات للاعلام ومؤسسة دبي للاعلام سيكون من شأنه رفع الاداء والاسراع في انجاز العمليات بطريقة احترافية ومهنية عالية. وقال الدخيل إن المجموعة السعودية للابحاث والتسويق حققت أرباحا عالية في العام المنصرم وسيتم الاعلان عنها لاحقا.

وردا على سؤال يخص التعريف بالمجموعة السعودية للابحاث والتسويق قال، «تضم المجموعة اكثر من شركة ، منها الشركة السعودية للابحاث والنشر والتي يصدر منها 17 مطبوعة يومية واسبوعية وشهرية بلغات مختلفة ، ابرز هذه المطبوعات الصحف اليومية «الشرق الاوسط» و«عرب نيوز» و«الاقتصادية». والمجلات تشمل «سيدتي» و«الرجل» و«المجلة». وتطبع هذه المطبوعات في انحاء متفرقة من العالم مثل واشنطن وبغداد وقريبا سنطبع «الشرق الأوسط» في فلسطين. وقال إن صحيفتي «الشرق الأوسط» و«الاقتصادية» ستطبعان قريبا في مطابع مؤسسة الامارات للاعلام.

واضاف أن المجموعة ، الشركة السعودية للتوزيع، وهي الاكبر من نوعها بالمنطقة، تشارك في ملكية «الشركة الكويتية للتوزيع» وتمتلك «الشركة الاماراتية للتوزيع» التي توزع مطبوعات مؤسسة الامارات للاعلام ابتداء من هذا العام في دولة الامارات العربية المتحدة وفي السعودية والكويت. وكشف أن التفاوض جارٍ لتوزيع مطبوعات مؤسسة البيان خلال زيارة محمد القرقاوي الرئيس التنفيذي لشركة دبي القابضة لمقر الشركة السعودية للابحاث والنشر بالرياض في رمضان الماضي.

وتحدث عن شركة المدينة للطباعة فقال، «لدينا من خلال هذه الشركة أكثر من مركز طباعة في جدة والدمام ولندن. وتوجد لدينا ايضا شركة الخليجية للاعلان والعلاقات العامة، الاكبر من نوعها في المنطقة».

وتطرق المدير العام للشركة السعودية للابحاث والنشر عن الائتلاف المتفق عليه بين المجموعة السعودية للابحاث والتسويق ومؤسسة الامارات للاعلام. فقال، «تم توقيع اتفاقية في الصيف الماضي بلندن تتعلق بالنشر والتوزيع والتسويق وتشمل الاعلام الجديد. وجرى حتى الان تنفيذ عقد التوزيع على ان تنفذ الخطوات المتبقية لاحقا. وهي تخص التسويق الاعلاني والنشر الإلكتروني من قبل شركات المجموعة لمؤسسة الامارات للاعلام.

من جهته قال محمد بن غالب مدير عام المنطقة الاعلامية للانتاج الاعلامي سنوفر في المنطقة العالمية للانتاج الاعلامي مقرا خاصا بجمعية الناشرين بدول مجلس التعاون وستكون تحت المظلة القانونية للمنطقة. وسيتم توفير كافة متطلباتها من خلالها حفظ حقوق الناشرين.

واضاف، ستكون هناك آلية خاصة لدعم هذه الجمعية عن طريق التبرعات الشخصية ودعم الاعضاء والشركات والافراد والرعاية للمناسبات الاعلامية. كما سيجري الاعلان عن جائزة تتعلق بصناعة النشر وسيتم ذلك فور اتمام عملية تأسيس الجمعية.

وهنأ أحمد المنصوري رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر الناشرين بهذه المبادرة البناءة قائلاً: إن الجمعية الجديدة سوف تلعب دوراً رئيسياً في الارتقاء بالمعايير والممارسات المتبعة في هذا القطاع إقليمياً. وأضاف المنصوري: بما أن اتحادي (WAN) و (FIPP) يمثلان العديد من الجمعيات المماثلة في دول متعددة ، فإن دعمهما لهذه المبادرة سيضيف قيمة كبيرة جداً. لدينا إيمان كبير بأن التجمع الجديد الذي جاء نتيجة لهذا الحشد الكبير من الناشرين الذين جمعهم مؤتمر الشرق الأوسط للنشر، سوف يحقق نتائج مشابهة ويترك بصمات واضحة على عملية تطوير صناعة النشر في المنطقة ونقلها إلى مستويات جديدة من المعايير والممارسات الاحترافية الراقية المطبقة عالمياً».

وأكد المنصوري أنه مع انبثاق وتفعيل هذا التجمع، سوف تتوفر أمام القراء مطبوعات أفضل. في حين ستتاح الفرص لأقطاب الصناعة بالتباحث دورياً فيما بينهم والتكلم بصوت واحد حول أبرز القضايا التي تشكل عالمهم، مثل مسائل حرية الرأي والتشريعات القانونية وحقوق الملكية الفكرية وتطوير القدرات البشرية وغيرها من القضايا التي تؤثر على تطور هذه الصناعة بمختلف أوجهها.

وكان شارك في الاجتماع ممثلون لعدد كبير من أبرز دور النشر من مختلف دول المنطقة، حيث ضمت اللجنة التأسيسية 12 عضواً وكلفت بمهمة الإشراف على إطلاق التجمع الجديد.