تحسن الأوضاع الاقتصادية في العراق وتقلبات سعر الدولار وراء عودة النساء لشراء الذهب

الذهب المقبل من الإمارات يلقى أقبالا كبيرا

TT

يبدو ان عرسان بغداد ليسوا وحدهم الباحثين عن الاجمل والاغلى في اسواق الذهب ببغداد، فجولة بسيطة في تلك الاسواق تجعل الناظر يدرك ان تحسن الاوضاع الاقتصادية للكثير من قطاعات الشعب العراقي هو الذي جعل الكثير منهم وخصوصا النساء يتوجهون لشراء الذهب. وهذا ما أكده لـ«الشرق الاوسط» عبد الله محمد صاحب محل لصياغة الذهب في جانب الكرخ، الذي قال ان الاقبال هذه الايام كثير على الشراء ولا يقتصر على العرسان الذين يقدمون لبعضهم خواتم الخطوبة او الهدايا للعروس، فقد كان هذا الوضع سائدا خلال الفترة التي سبقت تحسن الاوضاع المادية للكثير منهم، لكن اليوم يقدم العريس الكثير من تلك الهدايا معتبرا ان هذه المصوغات (زينة وخزينة) كما يقول اهل بغداد.

وتقول العروس نادية عبد الهادي انها قررت ان تشتري لخطيبها خاتمين مع سلسلة ذهب لانه كان قد سبقها بتقديم هدية ثمينة جدا اثناء الخطوبة حيث قال لها انه متفائل بها خصوصا بعد ان تحسنت اوضاعه المادية بعد خطوبتهما، مشيرة الى انها اشترت من راتبها الخاتم وستقدمه له في ليلة زفافهما. من جهته، أكد صاحب محل في منطقة الكاظمية ايضا توافد الكثير من الزبائن على محله والسبب كما يقول تحسن الاوضاع المادية، موضحا ان الكثير من زوار العتبات المقدسة في الكاظمية وخصوصا من ايران يأتون ايضا لشراء تلك المصوغات لان الذهب العراقي وصياغتة يعد من افضل الموجود في العالم، اضافة الى دخول بعض المصوغات من الخارج وخصوصا الاماراتي الذي يرغبه الزبون العراقي لانه جميل وثقيل. وتقول ولاء عادل انها جاءت الى سوق الذهب بعد ان تسلمت راتبها، فقد خصصت نسبة منه لهذا الامر وكانت في السابق لا تقوى على النظر الى واجهات المحال التي تعرض تلك المصوغات، مبينة انها سعيدة بهذا الامر لان الذهب يبقى محافظا على سعره، وهذا الامر اكده لنا صباح وهو من أبناء الطائفة الصبية في العراق التي اشتهرت بالعمل في صناعة الذهب، حيث يقول ان اسعار الذهب تعتمد على اسعار الدولار وعندما يقوم احدهم ببيع قطعة ما فلا ينقص منها سوى سعر الصياغة التي لا تتجاوز العشر في المائة. وفي محل آخر في شارع النهر الموازي لنهر دجلة حيث يعتبر صاغة الذهب هناك انفسهم هم الاصل في الصناعة، او كما يقول احدهم انه سوق جملة الذهب. وفي هذا السياق قال ناجي وهو صاحب محل منذ ثلاثين عاما ان الزبائن تكاثروا هذه الايام نتيجة الاوضاع المالية للكثير منهم، الا ان هذا الامر لا يلغي ان هناك الكثير بدون عمل او بيت لحد الان، لكن الصورة تبدو الان اكثر اشراقا بالنسبة للمستقبل خصوصا ان حالات البيع للذهب اقل بكثير عما كانت عليه سابقا فقد تحملت العوائل العراقية الكثير وباعوا كل مقتنياتهم ومن حقهم الان ان يعيشوا برخاء. الجولة في اسواق الذهب في بغداد متعددة الجوانب لكنها في مجملها تقول ان هناك حركة فيها لم تشهدها من قبل.