أسعار النفط تدخل موجة صعود جديدة نتيجة البرد وتوافق بيانات المخزون الأميركي مع التوقعات

النعيمي: الأسعار ستتحرك ضمن هامش 40 و50 دولارا خلال العام الحالي

TT

ارتفعت اسعار النفط الخام أمس الخميس لأعلى مستوى لها في اربعة اشهر بعد ان اظهرت بيانات للحكومة أميركية زيادة مخزونات الولايات المتحدة من النفط الخام والبنزين وزيت التدفئة.

وفي بورصة نيويورك التجارية نايمكس وصل سعر العقود الآجلة للنفط الخام الأميركي الخفيف لشهر ابريل 52.05 دولار للبرميل. وفي بورصة البترول الدولية بلندن زاد سعر عقود مزيج النفط الخام برنت لشهر ابريل (نيسان) 20 سنتا الى 48.71 دولار للبرميل.

وارتفعت الاسعار حوالي ستة دولارات في الاسبوعين الماضيين بينما أدى استمرار النمو القوي في الطلب على الخام وتوقعات مخيبة للامال عن الامدادات واشتداد برودة الطقس في نصف الكرة الشمالي الى تجدد موجة الشراء من صناديق المضاربة الكبيرة. وزاد سعر الخام الأميركي الخفيف 58 سنتا الى 51.75 دولار للبرميل مسجلا أعلى مستوى منذ اوائل نوفمبر (تشرين الثاني) ليصبح على مسافة خمسة دولارات من المستوى القياسي الذي بلغه في اكتوبر(تشرين الاول) الماضي. وارتفع سعر برنت في بورصة البترول الدولية 49 سنتا الى 49 دولارا للبرميل.

كما صعد وقود التدفئة الأميركي في عقود مارس (اذار) 19 نقطة الى 1.4850 دولار للجالون بعد وصوله الى أعلى مستوى في ثلاثة أشهر عند 1.4880 دولار للجالون. وتقل امدادات وقود التدفئة تسعة بالمائة عن مستوياتها قبل عام ويخشى المتعاملون أن يؤدي استمرار الطقس البارد في شمال شرق الولايات المتحدة الى الضغط على الامدادات. من جانبها قالت وكالة أنباء أوبك «أوبكنا» أمس ان سعر سلة خامات أوبك واصل الارتفاع امس ليصل الى 44.72 دولار للبرميل من 44.28 دولار يوم الثلاثاء. وتخلت منظمة أوبك رسميا عن النطاق السعري المستهدف بين 22 و28 دولارا للبرميل والذي حددته في مارس عام 2000 .

الى ذلك اعتبر وزير البترول السعودي علي النعيمي في مقابلة مع شبكة «ان بي سي» الاميركية أمس بان سعر برميل النفط الخام سيتراوح ما بين 40 و50 دولارا طيلة العام 2005 .

وقال الوزير السعودي الذي يعتبر من الاكثر نفوذا داخل منظمة الدول المصدرة لنفط «اوبك» «ان السعر السائد اليوم بين 40 و50 دولارا هو الذي سيسود على الارجح طيلة العام 2005».

واضاف «اني أتحفظ دائما على الادلاء بتوقعات حول السعر المقبل لكن بالنظر الى العرض والطلب ورغبة العالم اجمع في سوق نفطية مستقرة، اعتقد ان السعر سيتحرك ضمن هذا الهامش».

من جانب آخر أعلن وزير الطاقة الكويتي الشيخ أحمد الفهد أن مؤسسة البترول الكويتية ستضخ 10 مليارات دولار في السوق المحلي خلال الأربع سنوات المقبلة مما سيكون له الأثر الكبير في نهضة الاقتصاد الكويتي بشكل عام. جاءت تصريحات الفهد خلال افتتاح رصيف الزيت الجديد في ميناء الأحمدي الذي افتتحه رئيس الوزراء الكويتي أخيرا، مشيراً إلى مشروعين رئيسيين هما تحديث البنية التحتية لخطوط الأنابيب وتحديث مرافق التصدير وكلفة المشروعين ملياري دولار.

وأوضح الفهد أن المؤسسة بصدد الاتفاق مع هيئة الصناعة لإنشاء مصانع لتشغيل المشتقات النفطية لتحقيق التوازن بين أطراف العملية الصناعية كلها، مضيفاً أن إستراتيجية 2020 تهدف لإنتاج أربعة ملايين برميل يومياً وأن تزيد صادرات الكويت إلى الصين إلى 300 ألف برميل، لاسيما بعد افتتاح مكتب المؤسسة في بكين في نهاية الشهر الجاري.

الا ان تقارير وردت امس بان واردات الصين انخفضت من النفط الخام في يناير (كانون الثاني) الماضي للمرة الاولى منذ عامين ونصف العام مع اعتماد مصافي التكرير على المخزونات الكبيرة، لكن محللين يقولون ان من السابق لاوانه البت فيما اذا كان نمو الطلب يشهد تراجعا.

ومن المتوقع أن يتباطأ نمو الواردات في الصين ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم بعد ارتفاعه في العام الماضي الذي ساعد على دفع الاسعار للارتفاع الى مستويات قياسية.

من جانب آخر قال محلل بارز في صناعة النقل البحري أمس ان متابعة حركة استئجار ناقلات النفط تظهر ان صادرات اعضاء منظمة اوبك من النفط الخام ارتفعت 250 الف برميل يوميا خلال فترة الاربعة اسابيع التي تنتهي في 12 مارس بفضل الطلب القوي من آسيا. وقال روي ماسون المحلل في مؤسسة اويل موفمنتس الاستشارية ان مجمل صادرات دول اوبك الاحدى عشرة المحمولة بحرا من النفط الخام في فترة الاربعة اسابيع قفزت الى 23.99 مليون برميل يوميا من 23.74 مليون ب ـ ي في فترة الاربعة اسابيع حتى الثاني عشر من فبراير (شباط).

الى ذلك نفى مسؤول بأوبك ردا على سؤال لـ«الشرق الاوسط» ان تكون المنظمة تتعرض لضغوط خارجية تطالبها بالتدخل السريع بما يهدئ اسواق النفط التي تعيش عدم استقرار ادى لارتفاع الاسعار الى ما فوق الخمسين دولارا للبرميل.

واستطرد ان اوبك لا ترضخ لاية ضغوط وانها انطلاقا من مسؤولياتها لخلق توازن بين العرض والطلب تدخل بزيادة الانتاج او خفضه ان كانت الظروف موائمة. ويمضي المسؤول بالقول ان ما يحدث الآن من ارتفاع مفاجئ من الاسعار اسبابه واضحة بسبب استمرار موجة البرد بالاضافة للانخفاض الحاد للدولار مقابل العملات الاخرى هذا مع توقع المزيد من الطلب مما يؤدي لانخفاض من المخزون.

لكن الملاحظ وهو الاهم عند اوبك ان كل هذه العوامل وقتية مما لا يحتم التدخل الفوري لاوبك والتي ستظل تتابع التطورات التي قد تمر بها الاسواق خلال الايام المقبلة مع التأكيد على ان المنظمة ستعقد مؤتمرا وزاريا كاملا في الايام القادمة.