أطلق أمس بنك «لويدز تي أس بي» أحد أكبر ثلاث مؤسسات مالية في بريطانيا بالتعاون مع بنك المؤسسة العربية المصرفية «بي إل سي» المعروفة، منتجا جديدا يتوافق مع أحكام الشريعة الاسلامية، وصمم بشكل يناسب احتياجات الجالية المسلمة في بريطانيا التي يصل عددها الى نحو مليوني نسمة، وسيتم تسويقه وتوزيعه من خلال 5 فروع لبنك «لويدز تي أس بي» في مدن بريطانية تتركز فيها الجالية الاسلامية مثل لندن ولوتون وبيرمنغهام.
وبدلا ان يطور البنك منتجا خاصا به، فإنه لجأ الى استخدام منتج «البراق» الذي يعتبر ماركة مسجلة للمؤسسة العربية المصرفية «بي إل سي»، وعبر مؤسسة «بريستول آند ويست» العقارية البريطانية احدى المؤسسات التابعة لمجموعة «بنك اوف ايرلندا» في لندن، وهو طريقة جديدة تتبع اصول التمويل الاسلامي، القائم على نظام المشاركة. ويقدم شروط منافسة ومرنة يمكنها ان تنافس المؤسسات المالية غير الاسلامية العاملة في السوق البريطاني. لكن المنتج الجديد لا يهدف الى منافسة المؤسسات العقارية غير الاسلامية، بل يهدف الى تلبية حاجات المسلمين الذين يبحثون عن تمويل لا يتعارض مع عقيدتهم الاسلامية. وفي إطار شروط الخدمة الجديدة، فإن بنك لويدز لن يقدم قروضا، بل سيدفع 90% من القيمة الشرائية للعقار في سياق نظام (المشاركة)، حيث يتم التسجيل مباشرة في العقد على أن البنك يمتلك 90% من العقار، والنسبة الباقية هي ملك العميل، ويقوم العميل بدفع اقساط لزيادة حصته في العقار، وفي نفس الوقت يدفع ايجارا للعقار الذي يسكنه حسب مدة يتفق عليها الطرفان.
يشار الى ان بنك «لويدز تي أس بي» كان قد اطلق في الشهر الماضي خدمة الحساب الجاري الذي يتوافق مع احكام الشريعة الاسلامية، وهي خطوات تدلل على تزايد شعبية المنتجات المالية الاسلامية وتوجه البنك نحو تقديم خدمات اسلامية متكاملة للجالية الاسلامية في بريطانيا. ووفقا لتقديرات بنك «إتش أس بي سي» فإن حجم التعاملات الاسلامية في القطاع العقاري بلغت العام الماضي حوالي ملياري جنيه استرليني (حوالي 3.6 مليار دولار)، وفي السياق ذاته توقعت مؤسسة «داتا مونيتر» في لندن ان تصل قيمة التعاملات في القطاع العقاري المتوافق مع احكام الشريعة الاسلامية الى 4.5 مليار جنيه استرليني (حوالي 8.1 مليار دولار) في بريطانيا لوحدها مع حلول عام 2006 .