حريق تكساس يصعد بأسعار البنزين في أميركا إلى أعلى مستوياتها وسط مخاوف من نقص الإمدادات

الانفجار في ثالث أكبر مصفاة في الولايات المتحدة ينعش الأسعار في أسواق النفط

TT

واصلت اسعار النفط الأميركي ارتفاعها للتعاقدات الآجلة في التعاملات المبكرة في بورصة نايمكس بنيويورك أم مع بقاء اسعار البنزين للعقود الآجلة قرب أعلى مستوياتها على الاطلاق بعد أن اثار انفجار في مصفاة نفطية في تكساس مخاوف بشأن الامدادات قبل ذروة الموسم الصيفي لقيادة السيارات. وكان سعر الخام الخفيف للعقود تسليم مايو (ايار) مرتفعا 47 سنتا عند 54.28 دولار للبرميل بعد ان انهى التعاملات الإلكترونية عبر نظام اكسيس مرتفعا 49 سنتا عند 54.30 دولار.

وفي بورصة البترول الدولية بلندن صعد سعر خام القياس الاوروبي مزيج برنت 56 سنتا الى 53.60 دولار للبرميل رغم تراجعه عن بعض مكاسبه.

وقفزت اسعار البنزين لعقود ابريل (نيسان) في التعاملات المبكرة في نايمكس 1.61 سنت الى 1.5910 دولار للغالون بعد ان أنهت تعاملات اكسيس مرتفعة 2.01 سنت عند 1.595 دولار للغالون. وسجلت اسعار البنزين مستوى قياسيا مرتفعا الليلة قبل الماضية بلغ 1.608 دولار عقب انباء انفجار المصفاة.

وكان الانفجار الذي وقع في مجمع تكرير النفط التابع لشركة بي بي في تكساس اول من أمس قد خلف 14 قتيلا ومائة جريح بعضهم في حالة حرجة. ولم تتمكن الشركة من أن تحدد على الفور سبب الانفجار في مجمع التكرير الضخم الذي تبلغ طاقته 470 ألف برميل يوميا في تكساس سيتي ثالث أكبر مدينة في الولايات المتحدة.

لكن الشركة استبعدت أن يكون سبب الانفجار هجوما ارهابيا. وقال هيو ديبلاند المتحدث باسم الشركة «ليس لدينا ما يدعو للاعتقاد بأن هذا شيء سببه عامل خارجي». وقال من دون باروس مدير الموقع في شركة بي.بي للصحافيين «نعتقد أن 14 شخصا لقوا حتفهم بسبب الحريق». وفي متابعة للتطورات في سوق النفط استطلعت «الشرق الأوسط» خبراء أكدوا بأن مستوى الأسعار الحالية لا يعكس بالضرورة توازن العرض والطلب، وهو ما يؤكده براد بورلاند، كبير الاقتصاديين في مجموعة سامبا المالية في السعودية بالقول «إن السوق تتوافر فيها القدرة الكافية من الامدادات، الا انه أضاف أن النمو الكبير في الطلب وخصوصا في الصين ساهم في دفع الاسعار نحو الصعود». وقال «إن الاوبك اعلنت انها تعمل بشكل واضح على خلق توازن للسوق، وان السعودية وهي اكبر منتج ومصدر للنفط في المنظمة اعلنت بشكل متكرر انها ستعمل ما تسطيع لضمان أمن امدادات النفط».

وقلل براد بورلاند من تاثيرات الحريق الذي تعرضت له مصفاة تابعة لشركة «بي بي» النفطية بولاية تكساس الاميركية، مشيرا الى ان هذا الحريق ساهم في الصعود بسعر «الجازولين» في الولايات المتحدة ليوم امس لكون هذه المصفاة هي ثالث اكبر مصفاة في الولايات المتحدة بطاقة انتاجية تصل الى 460 الف برميل يوميا الان اشار الى ان لا احد يعلم بعد تاثير ذلك على سعر النفط الخام. وفي سياق تاثيرات المستوى الحالي للاسعار على اداء الاقتصاد السعودي للعام الحالي قال براد بورلاند ان العام الحالي مرشح لأن يشهد أفضل سنواته من حيث الأداء، حيث يرشح ان يتواصل نمو الايرادات نحو تحقيق فائض في الموازنة، وأن يحقق القطاع الخاص أفضل نمو له على مدى 25 عاما، مع توقع استمرار انخفاض في سعر الفائدة، كما توقع ان يستمر سوق الاسهم في ادائه القوى على مدى العام 2005 .

وفي سياق آخر نفى مصدر نفطي خليجي لـ«الشرق الأوسط» وجود نقص في الامدادات من النفط الخام قائلا ان الامدادات مستقرة حاليا عند مستويات فوق متوسطها للسنوات الخمس الماضية لمثل هذه الفترة من العام، كما انها تعد مرتفعة عند قياس عدد الايام التي ستغطيها تلك المخزونات، حيث يتراوح مستوياها حاليا مابين 50 ـ 52 يوما.

وأضاف المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، ان الاوبك قامت بامرين مهمين بغرض خفض التوتر في السوق وهما ضخ زيادة في الانتاج لتلبية حاجة السوق، وهو مهم حيث يهدف ذلك اقناع السوق بان دول الاوبك لا تهدف الى خفض الانتاج بهدف رفع الاسعار. أما الأمر الثاني فإن وزراء الاوبك وزراء الاوبك اعلنوا بشكل مستمر الالتزامهم بضمان استقرار الامدادات.

وحول عدم وجود كيمات كافية من النفط الخفيف قال المصدر ان الوضع الحالي لسوق النفط يؤكد وجود كمية كافية من الزيت الخفيف مقارنة بالوضع خلال الربع الرابع من العام الماضي حينما تراكمت عدة عوامل ساهمت في شح امدادات النفط الخفيف وبينها أعاصير خليج المكسيك واعمال الصيانة المكثفة لعدد كبير من المصافي وايضا نمو الطلب ما اسهم في الحد من شراء المصافي للنفط الثقيل او المتوسط والذي يتم مزجه بالنفط الخفيف للوصول لتركيبة تستخدم في عدد من المصافي سواء في أميركا أو في مناطق مختلفة أخرى.

ومن جانبه قال الدكتور انس الحجي، الخبير النفطي والاستاذ في جامعة شمال اوهايو ان هناك علاقة طردية بين أسعار النفط وأسعار البنزين في الولايات المتحدة، ففي حال ارتفاع سعر النفط دولار واحد ترتفع اسعار البنزين مابين 2 ـ 4 سنتات للغالون، إلا أنه لوحظ في السنوات الأخيرة أنه مع بلوغ المصافي لطاقتها الإنتاجية القصوى فإن الولايات المتحدة تشهد كثرة في الانفجارات والحرائق والمشاكل الفنية. واضاف الدكتور الحجي ان البيانات توضح أن العلاقة بين أسعار البنزين والنفط أصبحت تنفصل في أشهر الصيف حيث ترتفع أسعار البنزين بغض النظر عما يحدث في أسواق النفط. ومن الواضخ أنه لن يتم بناء مصافي جديدة، ولكن قد يتم توسيع المصاقي الحالية كما تم خلال العقود الثلاثة الماضية بسبب القوانين البيئية الصارمة. واشار الى ان الولايات المتحدة تقوم حالياً بالتعويض عن الفرق بين الطلب المتزايد على البنزين والمعروض الثابت منه عن طريق الاستيراد من أوروبا وفنزويلا.

وحول تاثير المستويات القياسية لأسعار النفط على اداء اقتصادات الدول الاقل نموا قال الدكتور انس الحجي «في الوقت الذي تؤثر فيه أسعار النفط على اقتصادات الدول النامية علينا أن لا ننسى دور دول أوبك ودور أوبك كمنظمة في توفير الإعانات لهذه الدول.