كل الأنظار في أسواق الاستثمار باتت تتركز على مستقبل الفائدة الأميركية التي تتزايد احتمالات رفعها بوتيرة سريعة كلما دلت بيانات على تصاعد التضخم في أكبر أسواق العالم. لذا ارتفع الدولار الى أعلى مستوى منذ ستة اسابيع مقابل الين واليورو أمس وسط رهان على زيادة العائد على الإيداع به. وجاء تراجع الين الياباني بعد بيانات أظهرت أن الشركات اليابانية الكبرى أقل تفاؤلا بشأن ظروف الاعمال وانها تعتزم خفض الانفاق الرأسمالي، ما يزيد المخاوف بشأن الاقتصاد الذي يعاني بالفعل من انحسار الصادرات.
وقال متعاملون ان الدولار الذي استقر قرب أعلى مستوى منذ خمسة اسابيع مقابل اليورو يلقى دعما أيضا من البيانات التي صدرت أول من أمس وأظهرت أن أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة ارتفعت بأسرع معدل سنوي منذ عام 2002. وبرزت أهمية هذه البيانات لصدورها بعد يوم واحد من قرار مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي) زيادة أسعار الفائدة للمرة السابعة على التوالي، وتحذيره من تزايد الضغوط التضخمية. وارتفعت العملة الاميركية الى 106.27 عقب فتح السوق الأميركية بعد أن وصل في أوروبا إلى مستوى يزيد على 106.50 مسجلا أعلى مستوى منذ ستة أسابيع وارتفاع متواصل لستة أيام متتالية. وانخفضت العملة اليابانية ثلث نقطة مئوية الى نحو 138.15 ين مقابل العملة الاوروبية الموحدة. واستقر اليورو الاوروبي على 1.2980 دولار لكنه ظل غير بعيد عن أدنى مستوياته منذ خمسة اسابيع والذي سجله الاربعاء الماضي دون 1.2960 دولار. وبذلك انخفضت العملة الاوروبية الموحدة أكثر من ستة في المائة عن المستوى القياسي الذي بلغته في أواخر ديسمبر (كانون الاول). ومنذ بداية العام ساهم النمو الاقتصادي القوي في الولايات المتحدة وارتفاع أسعار الفائدة في دعم الدولار بعد هبوط استمر ثلاث سنوات بسبب المخاوف بشأن قدرة الولايات المتحدة على تمويل العجز المتزايد في ميزان المعاملات الجارية والميزانية.
ومع تحسن قيمة العملة الأميركية صعدت الاسهم عند الفتح في بورصة وول ستريت بعد أن رفعت شركة جنرال الكتريك العملاقة توقعاتها للارباح في الفصل الاول من العام، وهو ما أشاع جوا من التفاؤل في السوق. وارتفع مؤشر داو جونز الصناعي لاسهم الشركات الاميركية الكبرى 14.63 نقطة أي بنسبة 0.14 في المائة الى 10470.65 نقطة فيما زاد مؤشر ستاندارد اند بورز الاوسع نطاقا 1.35 نقطة أو 0.12 في المائة الى 1173.88 نقطة. وصعد مؤشر ناسداك المجمع لاسهم التكنولوجيا 5.70 نقطة أو 0.29 في المائة الى 1995.92 نقطة.
وقبيل عطلة الفصح، ارتفعت الأسهم البريطانية مستمدة زخما من قطاع المصارف بعد إعلان مصرف برودينشال خطة لتشكيلات في إدارته، وارتفعت اسهمه بنسبة 5 في المائة بعد الاعلان مباشرة. على أن اسهم قطاع الطاقة تأثرت سلبا بانفجار مصفاة النفط في هيوستون ولاية تكساس، وانخفض سهم بريتيش بتروليوم (بي.بي)، صاحبة المصفاة، بنسبة واحد ونصف في المائة. ووصل مؤشر فايننشال تايمز إلى 4928.1 مرتفعا 17.7 نقطة. وفي فرانكفورت ارتفع مؤشر زيترا داكس لأكبر ثلاثين سهما المانيا إلى 4341.18 بزيادة 24 نقطة. فيما راتفع مؤشر كاك ـ 40 الفرنسي في بورصة باريس 44 نقطة ليصل إلى 4075.77. البورصات الأوروبية استفادت بشكل عام من هبوط قيمة اليورو الذي يكبل الصادرات وجعل الاقتصاد الأوروبي يعاني من تباطؤ شديد ومن تفاقم أزمة البطالة. إذ أظهرت بيانات صدرت في روما أمس انكماش الاقتصاد الايطالي بنسبة 0.4 في المائة في الاشهر الثلاثة الاخيرة من العام الماضي، أي بما يتجاوز التقدير المبدئي البالغ 0.3 في المائة الذي وصفته الحكومة بانه كان «مفاجأة سيئة». وأظهرت بيانات رسمية أن انخفاضا بنسبة 4.7 في المائة في صادرات ايطاليا صاحبة ثالث أكبر اقتصاد في منطقة اليورو ساهم في تسجيل أكبر معدل انكماش اقتصادي فصلي للناتج المحلي الاجمالي منذ أربع سنوات على الاقل وقال محللون انه لا يبشر بالخير على صعيد الاداء الاقتصادي هذا العام.
ويمثل تعدل بيانات الناتج المحلي بالخفض من جانب وكالة الاحصاء الايطالية اليوم نبأ سيئا آخر للحكومة التي تواجه انتخابات اقليمية رئيسية يومي الثالث والرابع من ابريل (نيسان) وانتخابات عامة في العام المقبل.
وفي الوقت نفسه أظهرت بيانات اخرى انخفاض الثقة بالاقتصاد على مستوى الشركات في مارس (اذار) الى أدنى مستوى لها منذ 20 شهرا.
وفي طوكيو، أغلق مؤشر نيكي القياسي للاسهم اليابانية على ارتفاع طفيف امس بعد أن بدد انخفاض كبير في أسعار النفط تأثير سلسلة من الانباء السلبية فيما يتصل بأسهم التكنولوجيا مثل سوني كورب وسانيو الكترونيك وتوشيبا كورب. وصعد مؤشر نيكي لاسهم الشركات اليابانية الكبرى 0.06 بالمائة أو 6.85 نقطة ليغلق على 11745.97 نقطة بعد هبوطه في الجلستين السابقتين ليصل الى أدنى مستوى اغلاق في أربعة أسابيع. لكن مؤشر توبكس الاوسع نطاقا هبط 0.45 بالمائة لينهي اليوم على 1188.44 نقطة.