البضائع الصينية تغزو الأسواق الفلسطينية وتحل جزئيا مشكلة الفقر

المصدّر الإسرائيلي يبقى الأقوى في فلسطين

TT

الخليل (الضفة الغربية) ـ أ.ف.ب: تغزو البضائع الصينية معظم شوارع المدن الفلسطينية من مسابح وكوفيات فلسطينية وجلابيب وسجادات صلاة وساعات للآذان، وتحل جزئيا مشكلة الفقر الذي يعاني منه اكثر من خمسين في المائة من الفلسطينيين. وتنتشر البضائع الصينية على البسطات باسعار بخسة من الملابس والاحذية وحتى فناجين القهوة، ينادي الباعة عليها لجذب المشترين: «لبس ابنك بشاقلين» (حوالي 40 سنتا اميركيا) و«حذاء العيد بعشرة شواقل» (حوالي دولارين و30 سنتا).

وبين الهتافات تعلو اصوات الدمى والعاب الدببة والكلاب باحدث الاغاني العربية. وتشكل البضائع الصينية الرخيصة حلا للعائلات الفقيرة للحصول على ملابس لاطفالها وخصوصا في الاعياد بدلا من اللجوء الى اسواق الملابس المستعملة. وتحمل الاطباق والزجاج وفناجين القهوة عبارة «الخليل ـ صنع في الصين»، وهي تبدو مربكة للوهلة الاولى، اذ توحي وكأن في الصين مدينة تدعى الخليل.

ويتندر سكان الخليل لدى سؤالهم عن ذلك بقولهم ان «السفير الصيني عندما جاء الى فلسطين كان يسأل اين تقع جمهورية الخليل؟». ولكن هذه البضائع اثرت سلبيا على الصناعات الفلسطينية وخصوصا النسيج والاحذية وغيرها من الصناعات الصغيرة التي اغلقت ابوابها، كما اوضح رئيس الغرفة التجارية الفلسطينية هاشم النتشة.

وقال النتشة لوكالة الصحافة الفرنسية ان «الخليل اكثر منطقة في فلسطين يستورد تجارها من الصين»، موضحا ان هناك نحو 6700 تاجر مسجلين في الغرفة التجارية الفلسطينية. ويتراوح عدد التجار المستوردين في مدينة الخليل بين 220 إلى 320 مستوردا، معظمهم من الشبان الصغار، وتتراوح الاصناف المستوردة بين الرديئة التي تصلح للاستعمال مرة واحدة والممتازة.

وقال رئيس الغرفة التجارية الفلسطينية ان «الحركة الاقتصادية التجارية في محافظة الخليل نشطة اذ تشكل نحو 30% من النشاط الصناعي والتجاري الفلسطيني ككل رغم الحصار ووجود المستوطنات المحيطة بها وسنوات الانتفاضة»، وقال «نما اقتصاد محافظة الخليل بشكل كبير حيث يوجد فيها نحو 5000 مليونير بالدينار الاردني من ملاكي العقارات، ونحو 200 مليونير بالدينار الاردني من اصحاب السيولة المالية». وتابع النتشة «ان عددا لا بأس به من اصحاب البسطات باتوا من كبار التجار حتى ان البعض منهم يتحدث بالملايين»، ولكنه شدد على ضرورة ان «يضمن الاستيراد جودة البضائع».

ويشكل سكان محافظة الخليل 23% من السكان الفلسطينيين اي نحو نصف مليون نسمة وفق مكتب الاحصاء المركزي الفلسطيني، وهي اكبر محافظة. وفي الصناعات مثل صناعة الحجر تحتل الخليل 60% من تلك الصناعة و40% من صناعة الاحذية رغم الاستيراد.

وكان ممثل جمهورية الصين يقوم بمنح تأشيرات الدخول الى الصين في الغرفة التجارية الفلسطينية في الخليل، لكن التجار باتوا يحصلون عليها من السفارة الصينية في الاردن في طريقهم الى الصين.

واكد هاشم النتشة ان التاجر يمكنه ان يحصل على التأشيرة في اليوم نفسه مقابل 25 دينارا اردنيا (5.37 دولار). وتقيم الصين اربعة معارض صناعية في السنة في الضفة الغربية وتعلن عن تنظيم الرحلات اليها عبر الصحف المحلية. ومن جهة اخرى قال احمد عبد الحق احد مسؤولي الجمارك في وزارة المالية الفلسطينية لوكالة الصحافة الفرنسية ان «اقتصاد الضفة الغربية كان قبل الانتفاضة يتمركز في مدينة نابلس لكنه انتقل بعد الانتفاضة الى محافظة الخليل». وقال عبد الحق «لقد استوردنا سنة 2001 من الصين بنحو 194 مليون شاقل (46 مليون دولار) وفي سنة 2003 بمبلغ 210 ملايين شاقل فقط الى الضفة الغربية اضافة الى نحو 10 ملايين دولار لقطاع غزة».

واضاف عبد الحق «تبقى اسرائيل هي المورد رقم واحد الى الفلسطينيين اذ بلغت قيمة الاستيراد من اسرائيل ثمانية مليارات و72 مليون شاقل (نحو ملياري دولار) سنة 2004 .

اما صادرات فلسطين لاسرائيل فهي تعادل 1 في المائة من واردات اسرائيل حيث بلغت سنة 2003 ما قيمته 677 مليون شاقل (148 مليون دولار) من السلع ومن ضمنها الخدمات التي تتضمن اجور الفلسطينيين الذين يسمح لهم بالعمل في اسرائيل.