تكتل صيني ـ هندي عملاق لنقل المحور الاقتصادي إلى الشرق

تحالف اقتصادي استراتيجي يضم 2.3 مليار نسمة

TT

توصلت الصين والهند أمس لاتفاق بتشكيل «شراكة اقتصادية للسلام والازدهار» بعد تفاهم بين الدولتين اللدودتين يرمي إلى فض النزاع الحدودي، وتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والارتقاء في العلاقات إلى مستوى التعاون التكنولوجي لا سيما في تكنولوجيا المعرفة. ومن شأن التعاون بين أكبر دولتين في العالم من حيث عدد السكان (تضمّان معا ثلث سكان الكوكب) تبديل خريطة الأسواق والمراكز الصناعية الدولية العالمية حسب رأي خبراء. وفي هذا الخصوص، قال رئيس الوزراء الصيني وين جياباو للصحافيين في نيودلهي أمس، «تستطيع الهند والصين أن تبدلا معا صورة النظام العالمي».

وجاء الاتفاق الاقتصادي بمناسبة زيارة رئيس الوزراء الصيني وين جياباو الى الهند ليومين حيث أجرى محادثات مع نظيره الهندي مانموهان سينغ في نيودلهي تم التوصل في نهايتها إلى تفاهم بشأن ترسيم الحدود بين الدولتين المتنازعتين منذ الستينات على الحدود في هضبة التيبت. وقال سينغ إن العلاقات بين الدولتين «اكتسبت طابعا استراتيجيا عالميا». ويشمل الشق الاقتصادي من التفاهم، التعاون في قضايا متنوعة تمتد من الطيران المدني، والشؤون المالية والتربوية والعلمية والتكنولوجية، إلى السياحة والتعاون الثقافي.

وجاء في البيان الختامي المشترك للزيارة أن الدولتين اتفقتا على زيادة التعاون في «السباق الجاري لامتلاك حصص للفوز بمشاريع النفط والغاز في الخارج».

ورغم النزاع الطويل بين الجارتين العملاقتين، فقد قامت بينهما علاقات اقتصادية على مر السنين مبنية على المصالح المشتركة، ورأت الدولتان أن التبادل التجاري من شأنه تسريع حل المشاكل السياسية. واتفقت الدولتان أمس على زيادة حجم التبادل التجاري إلى 20 مليار دولار بحلول 2008 من مستوى 13.6 مليار دولار العام الماضي. ولقد حققت الهند فائضا تجاريا مع الصين بلغ العام الماضي 1.75 مليار دولار وفقا للبيانات الصادرة عن وزارة التجارة الهندية. ودعا الزعيم الصيني في حديث مع رجال الأعمال إلى زيادة تعاون الدولتين الجارتين في المنظمات والمؤتمرات المتعددة الأطراف، على غرار منظمة التجارة العالمية، «بهدف بلورة مواقف موحدة تخدم مصالح دولتينا».

واتفق رئيس الوزراء الصيني وين جياباو ونظيره الهندي مانموهان سينغ على تشكيل لجنة مشتركة من الخبراء لدراسة جدوى إقامة منطقة تجارة حرة مشتركة. وكان رئيس الوزراء الصيني قد زار أول من أمس الأحد مدينة بنغالور في جنوب الهند، والتي تتمركز فيها شركات التكنولوجيا الراقية، وقال أثناء زيارته إنه يتعين على الدولتين نسيان العداوة والتنافس وتوحيد الطاقات لقيادة العالم في حقل التقنية والصناعة لإيجاد «قرن آسيا»، وأكد أن الهند والصين تستطيعان معا قيادة العالم على المستوى التقني.