اجتماعات مجلس الأعمال السوري ــ السعودي تنطلق بالتركيز على الاستثمارات السياحية والخدمات

TT

تركزت مناقشات مجلس رجال الاعمال السوري ـ السعودي امس على كيفية تفعيل وتنشيط التبادل والتعاون الاقتصادي بين سورية والسعودية بأسرع وقت ممكن وبأقل كلفة ممكنة مع تحقيق أفضل النتائج. وتناول الاجتماع موضوعات الاستثمار في كل من سورية والسعودية اخذا بالاعتبار ان قواعد الانتاج المشتركة هي افضل وسيلة لتفعيل التعاون بين البلدين وخاصة في الوقت الحاضر.

وأكد الاجتماع ضرورة معرفة كل جانب للجانب الآخر في مجالات الاستثمار وإمكانيته، والعمل على ازالة العقبات والعراقيل التي تعيق انسياب البضائع وعناصر الانتاج وأصحابه بين الجانبين.

وراجع مجلس رجال الاعمال السوري السعودي النقاط التي تم تفعيلها بعد ان تمت معالجتها في العام الماضي، ورأى انها مرضية على اساس ان اجتماعات المجلس ستستمر، وستكون هناك لجنة لتفعيل الاهداف التي يصبو اليها البلدان.

وتم الاتفاق في الاجتماع على عقد ندوة سورية ـ سعودية موسعة حول موضوع النقل وموضوع الاستثمار او التمويل في البلدين، وتم التوافق على ان يكون هذا الاجتماع نقطة انطلاق وخطوة جديدة على طريق الاهداف التي يسعى إليها البلدان.

انطلقت في دمشق مساء أمس ولمدة ثلاثة أيام اجتماعات مجلس الأعمال السوري السعودي التي ستتركز المداولات خلالها حول الاستثمارات السياحية والخدمات المالية والصناعية والصحية.

ووصف الأمير الوليد بن طلال رئيس مجلس إدارة شركة المملكة القابضة ، القرارات الهيكلية والمدروسة التي اتخذتها سورية لجذب الاستثمارات العربية والأجنبية مشجعة جدا.

وأوضح في تصريح للصحافيين عقب انتهاء حفل افتتاح سوق الاستثمار السياحي الليلة قبل الماضية ، أن القرارات الاقتصادية والتسهيلات وتبسيط إجراءات المعاملات الاستثمارية تدل على أن سورية تسير بخطوات واضحة وقوية لتطوير الاقتصاد الوطني، معلنا أن شركته لم تتعرض لأي عقبة في عملياتها الاستثمارية في سورية.

ونوه الأمير بن طلال بأهمية سوق الاستثمار السياحي الذي أقامته وزارة السياحة في جذب المستثمرين الإقليميين والعالميين ، مشيرا إلى أن شركته ستقوم بتحليل الفرص الاستثمارية التي سيقدمها السوق للمشاركة فيها، وأشار إلى أن فندق «الفور سيزينز» الذي سيفتتح خلال الأشهر المقبلة سيكون محطة أولى لاستثمارات فندقية وسياحية تقوم بها شركته في سورية. وقال الأمير بن طلال إن المتابع للوضع السياحي في سورية والانفتاح الاقتصادي الذي تم في الأشهر الماضية يبشر بالخير، وإن ما رأيناه من قرارات هيكلية مدروسة اتخذت لجذب الاستثمار الأجنبي هو أمر مشجع جداً، وأنا ادعو المستثمر العربي الإقليمي قبل العالمي للاستثمار في سورية، والأهم من ذلك، فإنني أدعو المستثمر السوري الذي نجح في الخارج للاستثمار في سورية لأن الدولة بحاجة له.

وحول استثماراته في سورية قال الوليد «نحن بدأنا بفندق الفور سيزنز أكبر المشاريع السياحية بسورية ولن نتوقف هنا، فسورية بصدد عرض فرص استثمارية عديدة وكبيرة لمستثمرين إقليميين وعالميين وبطبيعة الحال نحن سنكون من أول المشخصين والمحللين لتلك الاستثمارات، وإن استثماراتنا في الوطن العربي تتعدى 8 مليارات دولار وهي نسبة كبيرة جداً من مجمل استثماراتنا العالمية والإقليمية والمحلية في السعودية، ففي سورية بدأنا في استثمار 100 مليون دولار، حيث يعتبر فندق الفور سيزنز مشروعاً متكاملاً فيه فندق وشقق سياحية في نطاق المبيعات وفيه متاجر ومطاعم ومكان لإقامة الحفلات، واعتقد أنه كمشروع أولي في سورية يعتبر جيدا جداً، وأن هذا الفندق هو من أكبر وأهم الشركات لإدارة الفنادق في العالم، ونحن كمستثمر لم نر أية عقبة في استثمارنا في سورية.

وقال لـ«الشرق الاوسط» الرئيس التنفيذي لشركة BMG المالية رئيس الجانب السعودي في المجلس باسل الغلاييني إن مجلس الأعمال السوري السعودي سيناقش القضايا ذات الأهمية الفائقة في مجال التعاون التجاري والاستثماري والصناعي والزراعي، ويتابع بحث السبل الكفيلة بتذليل الصعوبات والعوائق التي تؤثر سلباً على تنشيط عملية التبادل التجاري السوري السعودي.

وأضاف الغلاييني أنه سيطرح على المجلس موضوع تحرير الاستثمارات البنكية ودراسة إمكانية تحويل عائدات الأرباح من دون قيود أو تحفظات، مشيراً إلى أن المجلس سيناقش بهذا الصدد المسائل ذات الصلة بالأمور الجمركية ومدى تطبيق لوائح الإعفاءات الجمركية العربية وخاصة السورية والسعودية. وقال إن المجلس سيناقش كذلك القطاع الصحي، لافتاً إلى وجود رغبة كبيرة من قبل رجال أعمال سعوديين لإنشاء مستشفيات خاصة في سورية بطاقة سريرية تصل إلى ما يزيد عن 600 سرير، مبينا أن هذا الأمر يتطلب دعماً من جانب الحكومة السورية من حيث توفير الأراضي اللازمة وتذليل العقبات المتعلقة بطريقة التعامل مع المستثمر غير السوري.

كما لفت الغلاييني إلى أن رجال الأعمال السوريين والسعوديين سيتفقون على التحضير لنشاط مشترك بما في ذلك التحضير للملتقى السوري السعودي الذي سينعقد في السعودية ربما في الربع الأخير من العام الحالي والذي من المتوقع أن يتم فيه التوقيع على عدد من الاتفاقات الخاصة بإقامة مشاريع استثمارية سعودية سورية مشتركة في سورية كإقامة شبكة فنادق من فئة أربع نجوم وإقامة مشفى وإنشاء شبكة مطاعم خاصة بتقديم الوجبات السريعة وإنشاء شركة تقسيط مالية.

وأشار الغلاييني إلى أن اتفاق التجارة الحرة بين سورية والسعودية هو أول اتفاق وضع موضع التنفيذ منذ مطلع العام الحالي وقد بلغ حجم التبادل التجاري بين سورية والسعودية أكثر من ملياري ريال سعودي، ملاحظاً أن رؤوس أموال ضخمة سعودية وخليجية يرغب أصحابها بشكل كبير بالاستثمار في سورية، مؤكداً أنه كلما أزيلت المعوقات القائمة أمام المستثمرين غير السوريين سيزداد تدفق الاستثمارات.

وقال إن انعقاد مجلس الأعمال السوري السعودي بالتزامن مع سوق الاستثمار السياحي الأول في سورية يتيح الفرصة أمام رجال الأعمال السعوديين للوقوف على مجالات الاستثمار في الميدان السياحي بشكل مباشر.

ولفت الغلاييني إلى أن وزير السياحة السوري سعد الله آغة القلعة تحدث مع رجال الأعمال السعوديين عن التعاون السوري السعودي بشفافية وصراحة ووعد بإزالة كل العوائق الماثلة، مشيراً إلى أنه تم في سورية تعديل الكثير من القوانين والتشريعات الخاصة بالاستثمار ستطرح خلال انعقاد سوق الاستثمار السياحي.