أرباح مجموعة طيران الإمارات تقفز 49% إلى 708 ملايين دولار رغم ارتفاع أسعار الوقود وتنامي ضغوط المنافسة

الشيخ أحمد بن سعيد: تعويم الناقلة في السوق مرهون بموقف المالكين

TT

اعلنت مجموعة طيران الامارات امس عن تحقيق افضل نتائجها المالية على الاطلاق منذ تأسيسها قبل عشرين عاما حيث قفزت ارباحها 49% الى 708 ملايين دولار من عوائد وصلت الى 5.2 مليار دولار. وسجلت طيران الامارات لوحدها ارباحا صافية بلغت 637 مليون دولار من عوائد بلغت 4.9 مليار دولار. وفي تقديمه للتقرير المالي السنوي للمجموعة، أوضح الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم كيف تأثر قطاع الطيران، الذي كان يعاني أصلاً من آثار الأوضاع التي يمر بها الاقتصاد العالمي، بعامل جديد تمثل في الارتفاع الصاروخي لأسعار الوقود، مشيراً إلى أن فاتورة الوقود في الإمارات ارتفعت من نسبة 14% من إجمالي النفقات التشغيلية إلى 21% لتشكل أكبر بند في هذه النفقات منذ بدء النصف الثاني من السنة المالية.

وتمثلت الإجراءات التي اتخذتها المجموعة لتحقيق أهدافها المحددة في خطوات لخفض النفقات، مثل وقف التعيينات الجديدة ما عدا أطقم الطائرات والخدمات الجوية ومهندسي الصيانة. كما طبقت طيران الإمارات، كغيرها من الناقلات الأخرى، علاوة خاصة بأسعار الوقود أضيفت إلى أسعار تذاكر السفر، إلا أنها لم تكن كافية لتغطية ارتفاع التكاليف. وقال الشيخ احمد بن سعيد في مؤتمر صحافي ان الناقلة دفعت اكثر من 272 مليون دولار اضافية على مشتريات الوقود فيما لم تؤد الزيادات التي فرضتها على اسعار بطاقات السفر على شكل ضريبة وقود الا في تغطية 45% من فاتورة الوقود الاضافية. وقال «على الرغم من أن برنامج إدارة مخاطر أسعار الوقود، الذي تطبقه الناقلة وفر عليها 126 مليون دولار خلال السنة المالية 2004/2005، إلا أن الآفاق المستقبلية للأسعار لا تزال قاتمة».

واستبعد الرئيس الاعلى لطيران الامارات ان تؤثر الاسعار المرتفعة للوقود على البرامج التوسعية للناقلة سواء بإبطاء سرعة النمو او اعادة النظر في طلبياتها من الطائرات الجديدة التي تبلغ قيمتها الاجمالية اكثر من 5 مليارات دولار حتى 2012. ووصف الشيخ أحمد الارتفاع المتواصل في أسعار الوقود بأنه يشكل «أكبر تحد تواجهه مجموعة الإمارات، وأكبر تهديد لإنجاز الأهداف المالية الموضوعة للسنة المالية الجارية». وحول تحقيق مجموعة الإمارات لهذه الإنجازات من غير أي مساعدة أو دعم حكومي، قال: «يبدو أنه يصعب على منافسينا، ومنذ انطلاق عملياتنا عام 1985، تصديق فكرة عدم اعتمادنا لبلوغ أهدافنا وتحقيق الأرباح إلا على مهارات موظفينا وجهودهم المخلصة وعلى ريادتنا في السوق واستثمارنا بكثافة في اقتناء أحدث المعدات، مع أن هذه العناصر تشكل بداهة عوامل النجاح لأية شركة».

وحول ما تردد عن خطط لتعويم طيران الامارات في السوق من خلال طرح اسهمها للاكتتاب العام لمجابهة المصاعب المحتملة القادمة قال الشيخ احمد ان المجموعة وضعت دراسة حول هذا التوجه «الا ان اتخاذ قرار بذلك هو من سلطة مالكي الشركة وهي حكومة دبي». من جانبه نفى غيث الغيث نائب الرئيس للعمليات التجارية في الناقلة وجود معارضة داخل الشركة تجاه تخصيصها وطرحها للاكتتاب العام وقال لـ«الشرق الاوسط»: «نحن في النهاية موظفون لدى مالكي الناقلة وهم الذين يحددون ما هو الافضل لمستقبل الشركة».

وسوف تزيد الحصة التي ستدفعها المجموعة إلى حكومة دبي (مالكة مجموعة الإمارات) من أرباح السنة المالية إلى 100 مليون دولار مقابل الحصة التي دفعتها في السنة السابقة وقدرها 90 مليون دولار.

وقال الشيخ احمد ان الناقلة اسهمت بأكثر من 4 مليارات دولار في اقتصاد دبي العام الماضي مشيرا في الوقت نفسه الى انه يعتبر هذا الرقم «متحفظا جدا». ونقلت طيران الإمارات خلال السنة الماضية 12.5 مليون راكب بزيادة 2.1 مليون عن السنة السابقة.

وبإضافة 9 طائرات جديدة خلال السنة المالية، ارتفع أسطول طيران الإمارات إلى 75 طائرة بنهاية مارس (آذار) الماضي ويبلغ حالياً 76 طائرة، 70 للركاب و6 للشحن، وبعمر لا يتجاوز معدله 4 سنوات ونصف السنة، أي أقل 8 سنوات عن المعدل العالمي البالغ 13 عاماً.

وكانت طيران الإمارات تسلمت أول طائرتين من طلبيتها المكونة من 30 طائرة بوينج 777- 300 ئي آر في نهاية (مارس)، مستهلة بذلك مرحلة جديدة من التوسع ستشهد انضمام 97 طائرة أخرى بمعدل واحدة كل شهر على مدى السنوات الثماني المقبلة. وتتوقع الناقلة أن يزيد أسطولها عن 150 طائرة بحلول عام 2012، بما في ذلك 12 طائرة شحن، وأن تنقل 33 مليون راكب في ذلك العام.