تزايد آمال إسرائيل الاقتصادية مع تعيين فيشر محافظا لبنكها المركزي

TT

القدس ـ رويترز: سيصبح الاقتصادي الأميركي ستانلي فيشر ثامن محافظ لبنك اسرائيل يوم غد، وسط آمال اقتصادية كبيرة، وستعزز هذه الخطوة مصداقية البنك المركزي الاسرائيلي وصورة اسرائيل الاقتصادية عالميا.

ويترك فيشر منصبه نائبا لرئيس مجلس ادارة سيتي غروب وينتقل للعب دور مرموق، فيما تعرض آخر اثنين ممن سبقوه في هذا المنصب، وهما جاكوب فرنكل ودافيد كلاين، لانتقادات بسبب سياسات أسعار الصرف المحافظة التي يرى البعض أنها تخنق الاقتصاد الاسرائيلي.

وساعدت هذه السياسات في القضاء على التضخم، الذي كان أقل من اثنين في المائة في المتوسط منذ عام 2000، والمتوقع أن يصل الى اثنين في المائة في عام 2005، وهو نقطة وسط بين نسبة التضخم التي تهدف اليها الحكومة والتي تتراوح بين واحد وثلاثة في المائة.

وينضم فيشر الى ما يعتقد المحللون أنه سيكون فريقا «اقتصاديا رائعا»، منذ أن نال وزير المالية الاسرائيلي بنيامين نتنياهو اشادة دولية على سياساته المالية الحذرة وعلى اصلاحاته لتحويل اسرائيل للاقتصاد الحر. ومع تحسن الاقتصاد الاسرائيلي تزايد الاستثمار الاجنبي أخيرا، مما ساعد على بقاء الشيقل واحدا من أقوى عملات الاسواق الناشئة في العالم.

وقال ديوفور ايفانز، وهو محلل متخصص في الاسواق الناشئة في بنك أوف أميركا، «فيشر يأتي محافظا لبنك اسرائيل في وقت مؤات». ومضى قائلا: «لا يوجد ما يشير الى أن التضخم في اسرائيل يصل الى مستويات خطيرة، ومن ثم سيتمتع بشهر عسل طويل يستمر حتى نهاية العام». ويعتقد غالبية المحللين أن ذلك سيحدث عندما سيضطر بنك اسرائيل للبدء في رفع أسعار الفائدة قصيرة الاجل بعد انتهاء دورة خفض سعر الفائدة في أواخر يناير (كانون الثاني) بعد عامين من تقليص أسعار الفائدة تدريجيا. وانخفض سعر الاقراض الرئيسي منذ اوائل عام 2003 الى مستوى قياسي بلغ 3.5 في المائة من 9.1 في المائة.

لكن معدل الخفض جاء اكثر بطءا بالنسبة لوزير المالية بنيامين نتنياهو الذي طالب كلاين علانية بالاسراع في خفض أسعار الفائدة، مما أدى الى توتر العلاقة بين وزارة المالية وبنك اسرائيل.

ورغم أن كلاين كان مرشحا للبقاء في منصبه لفترة ثانية مدتها خمس سنوات، الا أن نتنياهو ورئيس الوزراء ارييل شارون أصابا الاسواق المحلية بصدمة في يناير الماضي، باختيار فيشر وهو اقتصادي من خارج اسرائيل لرئاسة البنك المركزي، مما اثار رد فعل مشوشا لكنه ايجابي غالبا داخل اسرائيل.

وقال جيل بوفمان كبير الاقتصاديين في بنك ليئومي «الاقتصاد الاسرائيلي ليس غريبا عليه... لديه قدر كبير من الخبرة لا يمكن الحصول عليه الا من خلال العمل على نطاق عالمي». وكان فيشر، 61 عاما، المولود في زامبيا العضو المنتدب الاول في صندوق النقد الدولي قبل عمله في سيتي غروب أكبر شركة للخدمات المالية في العالم.

ونال من قبل الاطراء للمنصب الكبير الذي شغله في صندوق النقد الدولي ويحظى بقبول واسع النطاق في الاوساط الاكاديمية، وبالاضافة الى شغله العديد من المناصب الجامعية ألف فيشر أو شارك في تأليف بعض من الكتب الدراسية الرئيسية، احدها يدرسه طلاب الاقتصاد في العام الاول على مستوى العالم.

وقال ايفانز «ستزداد مصداقية بنك اسرائيل بمجرد أن يتربع فيشر على قمته». وأضاف أن تلك المصداقية ستتعزز أكثر اذا نفذ فيشر سلسلة من الخطوات التي أقرت من قبل، مثل تشكيل مجلس للمحافظين. وفيشر الذي حصل في البداية على موافقة لجنة التعيينات في اسرائيل، ثم على موافقة الحكومة بالاجماع سيؤدي اليمين يوم غد.

وقال متحدث باسم بنك اسرائيل: ان فيشر سيحصل على الجنسية الاسرائيلية يوم الاحد، وهو شرط لشغل المنصب لكنه لن يتنازل عن جنسيته الأميركية.

ويقول الاقتصاديون انه سيتعين على فيشر أن يواصل فقط السياسات الحالية لكي يحقق نجاحا عاجلا مع استمرار ضبط معدل التضخم واستمرار الاقتصاد في التعافي من الركود الذي عانى منه في الفترة بين عامي 2001 و2003. ومن المتوقع أن يجذب أيضا التعاون مع نتنياهو قدرا أكبر من الاهتمام لاسرائيل وأن يجذب المزيد من الاستثمار.