الطبقة الفقيرة في بريطانيا ازدادت فقرا في عهد بلير

ثروات البلاد محصورة بين أيدي 2% من السكان

TT

لندن ـ ا.ف.ب: منذ وصول العماليين الى السلطة في 1997 تراجعت مداخيل الطبقة الفقيرة في بريطانيا اكثر واكثر في حين ازداد اعتمادها على المساعدات الاجتماعية مع انها تشهد وضعا اقتصاديا مزدهرا.

وللوهلة الاولى، تبدو الارقام حول الفقر في بريطانيا مشجعة حتى ان الحكومة الفرنسية اوردتها كمثال يحتذى به. ومنذ انتخاب توني بلير رئيسا للوزراء قبل ثماني سنوات تراجع عدد البريطانيين الذين يعيشون تحت عتبة الفقر من 13.8 مليون الى 12 مليونا مما يعتبر نجاحا نسبيا يستفيد منه خصوصا الاولاد والمتقاعدون.

وما زال نحو 21% من السكان يعيشون باقل من ستين بالمائة من متوسط الاجور بعد تسديد ايجار السكن اي 770 جنيها استرلينيا شهريا (1130 يورو). الا ان الصورة قاتمة بالنسبة الى البريطانيين الاشد فقرا وتقدر نسبتهم بعشرة بالمائة بينما تبقى ثروات البلاد محصورة بين ايدي 2% من السكان.

وافادت آخر الارقام الرسمية ان مداخيل البريطانيين الاشد فقرا ويقدر عددهم بـ5.8 مليون تراجعت بعد سحب الضرائب وايجار السكن والحصول على المساعدات الاجتماعية بنسبة 3.3% بين 2001 ـ 2002 و2003 ـ 2004، الى 381 جنيها استرلينيا شهريا (560 يورو).

ولم تتحسن ايراداتهم سوى خلال عامين من السنوات السبع الاخيرة التي توفرت فيها هذه الارقام. ورغم النمو الكبير الذي تشهده بريطانيا وتسجيل ادنى نسبة بطالة فيها منذ ثلاثين عاما وتحديد حد ادنى للاجور وارتفاع مستوى المعيشة، يعيش الفقراء مهمشين اكثر واكثر ويشكلون عبئا على المجتمع. وما زالت المساعدات الحكومية وتخفيف الضرائب المصدر الرئيسي للفقراء (53 %) مما ارغم حكومة بلير على زيادة نفقاتها المخصصة للخدمات الاجتماعية بنسبة 15% منذ عامي 1996 و1997 الى 126 مليار جنيه سنويا.

ويقول خبراء الاقتصاد ان الطبقات الفقيرة تزداد فقرا لانها غالبا ما لا تنجب اطفالا وبالتالي لا تستفيد من المساعدات الحكومية التي تخصص اساسا للاسر.

ويطبق ذلك على فيفي بوج (49 عاما) فهي تعيش منذ ثلاث سنوات في احد احياء لندن الفقيرة وتتقاضى 210 جنيهات شهريا (320 يورو) من الحكومة ونحو 200 يورو من مبيعات مجلة «بيغ ايشو».

وقالت «اذا لم تكن متزوجا من الاصعب الحصول على شقة وتحصل على مساعدات اجتماعية اقل». وقالت هذه النرويجية التي اتت الى لندن قبل اكثر من ثلاثين عاما لتعيش قصة حب «بقيت متزوجة عشرين سنة وكان لدي منزل واولاد الا ان الامور ساءت بعد فترة». ويعيش ولداها وهما يبلغان من العمر 15 و17 عاما مع والدهما.

وقالت اليسا غودمن خبيرة الاقتصاد في معهد الدراسات الضريبية (خاص) ان «الحكومة في اصلاحاتها المتعلقة بالضرائب والمساعدات الحكومية ابدت سخاء كبيرا مع الاسر التي لها اطفال والمتقاعدين». واضافت «لقد استفادت هذه الفئات فعلا من المساعدات الحكومية من دون سواها».

وتراجع عدد الاطفال الذين يعيشون تحت عتبة الفقر من 4.2 مليون في عامي 1996 و1997 الى 3.5 مليون في عامي 2003 و2004 والمتقاعدين من 2.8 مليون الى مليونين. ويعتبر ذلك انجازا لكنه يخفي في طياته فقراء جددا هم غير المتزوجين او الازواج من دون اطفال في سن العمل.

وكان عدد هؤلاء 3.72 مليون في عامي 2003 و2004 ويمثلون ثلث عدد البريطانيين الذين يعيشون تحت عتبة الفقر اي اكثر بـ120 الفا منذ وصول بلير الى الحكم واعلى نسبة منذ عامي 1998 و1999.