نوكيا تستعد للانتقال لمرحلة جديدة تتمحور حول الوسائط المتعددة

بعد أن وصلت مبيعاتها إلى نحو 42 مليار دولار العام الماضي

TT

عندما التقيت يورما أوليلا المدير التنفيذي لشركة نوكيا الفنلندية على هامش حفل اطلاق الشركة لمنتجات جديدة في العاصمة الهولندية امستردام اخيرا كانت السعادة بادية على ملامح وجهه رغم ضغوط العمل والمنافسة القوية. ولعل هذا الرضا كان يتخلله حماسا شديدا بعد اعلانه اقتحام نوكيا مرحلة جديدة تتمحور حول الوسائط المتعددة يكون فيها الهاتف الجوال عبارة عن مركز ترفيه واتصالات متنقل ومتكامل. وعلى ارض الواقع يحق لاوليلا ان يكون راضيا، فقد اعلنت نوكيا عملاق صناعة أجهزة الهاتف الجوال في العالم اخيرا انها حققت أرباحا تجاوزت كل التوقعات في الربع الاول من العام وتوقعت مبيعات قوية في الربع الثاني من العام بفضل الطلب القوي على أجهزة الجوال كما رفعت توقعاتها للصناعة في العام الحالي.

وفي هذا السياق بلغ إجمالي حجم اعمال نوكيا خلال الربع الاول من العام 7.4 مليار يورو (9.69 مليار دولار) بزيادة نسبتها 17 في المائة عن الفترة نفسها من العام الماضي. هذا وزاد صافي أرباح الشركة الفنلندية بنسبة 18 في المائة ليصل إلى 863 مليون يورو (1.1 مليار دولار) مقابل 729 مليون يورو خلال الفترة نفسها من العام الماضي.

وقالت الشركة في تقدير أولى إن حصتها تبلغ 32 في المائة من سوق الهواتف الجوالة العالمية وهي نفس حصتها خلال الربع الاول من العام الماضي في حين أنها تراجعت مقارنة بالربع الاخير من العام الماضي حيث كانت 34 في المائة. وعندما طلبت «الشرق الاوسط» توضيح هذا الامر، رد اوليلا بالقول: «اننا سعداء بالنتائج التي تحققت لان عادة ما يكون الربع الرابع الاقوى في اداء الشركة نتيجة اعياد الميلاد يعقبه تراجع في الربع الاول خصوصا انه يترافق مع بداية السنة الصينية. والنتائج التي تحققت في الربع فاقت كافة توقعاتنا». وباعت نوكيا خلال الربع الاول من العام الحالي 53.8 مليون هاتف جوال من بين 170 مليون هاتف جوال بيعت على مستوى العالم. ومن الواضح ان استراتيجية نوكيا الجديدة ربما بدأت تعطي مفعولها، فقد كان من بين اجمالي مبيعات الشركة 5.4 مليون من الهواتف الذكية مقارنة مع 1.8 مليون في الربع الاول من العام الماضي. وقد عبر أوليلا برضى غير معهود فيه عن ارتياحه العميق لنتائج هذا الموسم، مضيفا أن مبيعات الشركة من معدات البنية التحتية للهواتف الجوالة فاقت كل التوقعات.

وفي الحقيقة فان مثل هذه النتائج والتطورات تمثل نهاية او حتى «بداية» سعيدة بعد عام صعب على نوكيا، التي حذرت في أبريل (نيسان) من العام الماضي من أنها بدأت تفقد نصيبها من السوق بسبب ثغرات في تنوع منتجاتها من أجهزة الهاتف الجوال وتعرضها لانتقادات بسبب تصميماتها التي اهملت الجوالات ذات الاغطية (flip)، وقادت حملة في الأشهر التالية لخفض الأسعار مع طرح مزيد من الأجهزة لتغطية جميع قطاعات السوق. استعادة المبادرة بين عام 1998 وبداية عام 2004، كانت سيطرة شركة «نوكيا» في قطاع الهواتف الجوالة تشبه إلى حد ما سيطرة مايكروسوفت سوق الكومبيوتر، أي أنها تمثل اللاعب الأول الذي لا يمكن تجاهله. لقد سيطرت «نوكيا» على أكثر من ثلث سوق الهواتف الجوالة، الذي تتجاوز قيمته 133 مليار دولار سنويا، مع تحقيق أرباح صافية لا يمكن لأحد مجاراتها. وعند النظر إلى هذه الشركة العملاقة آنذاك، فقد كان كل شيء يسير حسب المخطط، حيث كانت «نوكيا» تصنع الهواتف، والمساهمون يجنون الأرباح الطائلة، والإدارة تتمتع بالمديح والمكافآت الكبيرة. وفي سوق مفتوح تسوده منافسة حادة، فإن الأمر الحتمي حدث لا محالة، منافسون آسيويون جدد، مثل «سامسونغ» و«شارب» و«إل جي»، يقتحمون السوق بقوة ويقدمون هواتف أنيقة تتماشى مع ذوق المستهلك، وتمتع بمزايا عديدة، وتباع في الوقت ذاته بأسعار مناسبة، وهو أمر لم تتمكن «نوكيا» من مجاراته. ولم يمض وقت طويل حتى بدأ موقف «نوكيا» بالاهتزاز، ومن ثم التراجع. ومع اشتداد المنافسة هبطت حصة «نوكيا» في سوق الهواتف الجوالة من 38% عام 2003 إلى 30% في الفصل الثالث من العام الماضي. ووفقا للإحصائيات التي قدمتها مؤسسة «إنترناشيونال داتا كورب» الاستشارية، فإنه في أوروبا مثلا، التي تعتبر «معقل» هذه الشركة العملاقة، كان التقهقر دراماتيكيا، حيث فقدت «نوكيا» نحو 20% من حصتها في السوق في غضون عامين فقط، فقد انخفض نصيبها من51% عام 2002 إلى 32.6% في العام الماضي. وفي إطار هذه المنافسة الحادة لم تفقد «نوكيا» حصة معتبرة من السوق فحسب، بل ان هامش أرباحها بدأ يتقلص هو الآخر ليتراجع من 23% عام 2003 إلى نحو 15% مع النصف الثاني من العام الماضي. واضطرت الشركة مع هذا الأداء المخيب للآمال أن تصدر تحذيرات متكررة بأن الأرباح ستكون مخيبة لآمال بورصة وول ستريت في نيويورك. وبالمحصلة فقدت أسهم الشركة 14% من قيمتها السوقية.

وينبغي القول إنه عندما بدأت مبيعات الشركة تتراجع في الفصل الأول من العام الماضي، تحركت إدارة «نوكيا»، بقيادة اوليلا، بسرعة كبيرة خصوصا لشركة تبلغ مبيعاتها السنوية 40 مليار دولار وتوظف اكثر من 55 ألف شخص. وجاء رد فعلها قويا باطلاقها او استعدادها لاطلاق منتجات متطورة، وانشغلت خطوط الإنتاج تقدم تشكيلة واسعة من الهواتف الجوالة وصلت إلى 21 موديلا في النصف الأول من عام 2004. وبدأت نوكيا تستعيد زمام المبادرة في الربع الرابع من العام الماضي. وحول هذا الموضوع قال اوليلا: «على الرغم من التحديات الكبيرة التي واجهتها نوكيا في النصف الاول من العام الماضي، الا انها مع نهاية العام كانت مرتاحة للنتائج التي تحققت حيث وصلت مبيعات الهواتف الجوالة الى 643 مليون كانت حصتنا منها في حدود 32%». مرحلة جديدة وفي الوقت الراهن يشهد قطاع الاتصالات تحولا كبيرا، فقد تغيرت القواعد سواء للمصنعين او المشغلين او حتى الموزعين. كما ان السوق يشهد هو الاخر تطورا جديدا يتمثل في دخول شركات جديدة الى السوق، فضلا على ان التطور الذي تشهده تقنية الاتصالات حيث اصبحت متنوعة وتتقدم بشكل متسارع، الا انه في الوقت ذاته اصبح المستهلكين يتوقعون حلولا ومنتجات سهلة الاستخدام اكثر من اي وقت مضى.

ولكن ينبغي الاشارة هنا الى ان هذا الرضا الذي ابداه اوليلا سابقا يمتزج ايضا بنوع من المغامرة المحسوبة رغم انه يتحدث عن المستقبل بحماسة شديدة خصوصا بعد ان انتقلت نوكيا الى المرحلة التالية في عالم الهواتف الجوالة حيث قال في هذا الصدد: «ان الوسائط المتعددة اصبحت تركيزنا في المرحلة الحالية التي ستصبح من اهم عوامل النمو في القطاع، وفي الحقيقة اصبحنا ـ نعاني ـ حاليا لاستمرارنا في تسمية هواتفنا بالهواتف الجوالة، فهي في الحقيقة اصبحت اكثر من ذلك بكثير ولا نبالغ القول في انها باتت مركزا للاتصالات المتنقلة».

وتطمح نوكيا الان ليس لتقديم هاتفا جوالا، بل مركز ترفيه واتصالات متكامل صغير الحجم يمكن حمله بسهولة، لكنه يتمتع باحدث التقنيات. وللدخول في هذه المرحلة بقوة أعلنت نوكيا اخيرا عن إطلاق مجموعة أجهزة نوكيا متعددة الوسائط التي تحمل اسم صنف «ان سيريس ـ Nseries» في حفل حاشد اقامته اخيرا في العاصمة الهولندية امستردام ليدشن انطلاقة مرحلة جديدة في عمر الشركة.

وتزخر هذه المجموعة الجديدة (N70, N90, N91) التي ستمثل العمود الفقري من اجهزة الوسائط المتعددة هذا العام بأحدث التقنيات كالـ «3 جي»، وبصريات كارل زايس، وكاميرات الميغابيكسل، والذاكرة العالية متعددة الغيغابايت، بالإضافة إلى الفيديو بنوعية الـ VHS، وقدرة الشبك اللاسلكي WLAN، وهي تدمج الوسائط الرقمية بالتحركية وتضعها في متناول المستهلكين لتمكّنهم من التعويل على جهاز واحد لإتمام وظائف متعددة كالتقاط صور بنوعية جاهزة للطباعة، وتلقي البريد الإلكتروني وإرساله، وتصفّح الإنترنت، ومشاهدة التلفاز، وغيرها من الميزات التي لم تكن تتوفر من قبل في جهاز واحد. ولعل اهم جهاز في هذه المجموعة هو «N91»، الذي يمكننا القول انه ادخل نوكيا في منافسة قوية ومغامرة محسوبة مع شركة «ابل» عبر منتجها «iPod». وجهاز نوكيا الجديد، الذي من المتوقع دخوله الى الاسواق في الربع الثالث من هذا العام، يمكنه تخزين 3 الاف اغنية، والسماح للمستخدمين تحميل الاغاني اثناء حركتهم عبر تقنية لاسلكية. كما انه مزود بمشغل الموسيقة «ام بي 3» ويمكنه تخزين اغان بسعة 4 غيغابايت، كما يمكن استخدام الإنترنت، فضلا على انه يشتمل على كاميرا بقدرة تصويرية تصل الى 2 ميغابيكسل، واضافة تقنية التصوير بالفيديو.

وحول هذا الموضوع قال اوليلا «اننا نتوقع ان تقود الجوالات ذات الوسائط المتعددة multimedia والهواتف الذكية smartphones والهواتف الموسيقية النمو في قطاع الاتصالات.

وفي لغة الارقام يحق لنوكيا ان تكون متفائلة في هذا الجانب، فقد بلغت حصة الشركة من الهواتف الذكية العام الماضي حوالي 48%، وتتوقع ان تبيع هذا العام 25 مليون جهاز من هذه الهواتف. كما ان نوكيا باعت 10 ملايين هاتف مدمج به مشغل الموسيقى. ومرة اخرى يقدم اوليلا صورة متفائلة لاداء الشركة حيث يتوقع ان تحصل نوكيا على حصة تصل الى 20% من الوسائط المتعددة في المدى التوسط.

ولكن مع ذلك يبقى الهاتف الجوال هو العمود الفقري لنشاط نوكيا، فهو يمثل 61% من الايرادات الاجمالية التي وصلت الى نحو 42 مليار دولار عام 2004 . وبحسب اوليلا فقد وصل عدد مستخدمي الهواتف الجوالة حاليا الى نحو 1.8 مليار شخص، ومن المتوقع ان يرتفع ذلك العدد الى ملياري شخص مع نهاية العام الحالي، ليصل الى 3 مليارات شخص مع حلول عام 2010. ومن المتوقع كذلك ان يتركز نحو 78% من النمو في قطاع الاتصالات خلال الخمس سنوات المقبلة في الاسواق الناشئة مثل الهند، روسيا، الصين، اميركا اللاتينية، افريقيا، والشرق الاوسط.

مصدر فخر قبل حوالي أكثر من عشرين عاما اخترع اول هاتف جوال اسمه «موبيرا سيناتور» من قبل شركة فنلندية مغمورة انذاك اسمها «نوكيا»، ولم يخطر على بال احد ابدا ان الهواتف الجوالة ستصبح اكثر وسائل الاتصال انتشارا في العالم بعد ذلك، وان شركة «نوكيا» ستتحول الى الرائدة في هذا المجال وتتربع على المركز الاول في العالم بعد عقدين من الزمان. وفي الحقيقة أن قصة نجاح «نوكيا» على مدى العقد الماضي لا تتعلق بنمو شركة عالمية فحسب، بل انها تمثل مصدر فخر لفنلندا، فطبقا للاحصائيات التي أوردها معهد «جيركي الييركو» في هلسنكي، فإن شركة «نوكيا» تمثل 3.7 من الناتج الإجمالي المحلي لفنلندا، وتشكل 18% من صادراتها الإجمالية، فضلا عن أنها تقدم 20% من ضرائب الشركات للحكومة. وخلال الثمانينات من الألفية الماضية عندما أصبحت أسماء شركات مثل «مايكروسوفت» و«انتيل»، تتداول على كل لسان، فإن «نوكيا» كانت مجموعة مغمورة تصنع أوراق التواليت والأرضيات الخشبية والأحذية البلاستيكية، والكوابل، إضافة إلى معدات الاتصالات، ونادرا ما سمع عنها أحد خارج فنلندا. انضم يورما أوليلا، 54 سنة، المدير التنفيذي الحالي إلى الشركة عام 1985، بعد أن أنهى دراسته في كلية الاقتصاد التابعة لجامعة لندن، وخلال عام واحد أصبح المدير المالي في الشركة، وفي هذه الأثناء كانت «نوكيا» تتخلى عن نشاطاتها التقليدية للتركيز على قطاع الاتصالات. وبعد أن استطاع أوليلا اكتساب شهرة واسعة نتيجة تحويله وحدة الهواتف الجوالة إلى «جوهرة» الشركة، في بداية التسعينات، أصبح عام 1992 المدير التنفيذي لشركة «نوكيا». وأولى الخطوات التي اتخذها، التخلص مما تبقى من نشاطات الشركة في مجال الكيبلات والسلع الإلكترونية، وتركيز كافة جهوده على قطاع الاتصالات والهواتف الجوالة. وجاءت خطواته مترافقة مع الطفرة الكبيرة التي شهدها قطاع الاتصالات في تلك الفترة، وهو الاتجاه الذي ساعد في جعل أسهم «نوكيا» إحدى أفضل قصص النجاح العالمية على مدى عقد من الزمان. اولويات المستقبل وعند الحديث عن المستقبل فانك تجد اوليلا رجلا سعيدا ومتفائلا بدوره كربيع هليسنكي حول مستقبل نوكيا ولكنه مع ذلك يعترف ان المنافسة باتت شديدة للغاية ومتطلبات المستهلكين في المناطق الجغرافية المختلفة اصبحت متعددة وتمثل تحديا كبيرا للشركة في المرحلة المقبلة. وفي هذ الاطار وضع اوليلا 5 خطوات للمستقبل ربما تضمن استمرار نجاح قصة نوكيا:

* زيادة القدرة التنافسية لمنتجات الشركة فتجربة العام الماضي علمت نوكيا ان المنافسين خصوصا الشركات الاسيوية يمكن ان تلتهم حصة من سوق نوكيا بشكل سريع ومفاجئ.

* الاهتمام بالقضايا البيئية لان نمو قطاع الاتصلات ومخلفاته اصبح قضية على اولويات اعمال المنظمات المدافعة عن البيئة.

* زيادة حجم مبيعات الشركة التي وصلت الى29.3 مليار يورو في العام الماضي (حوالي 42 مليار دولار). وكذلك رفع الارباح التشغيلية لنوكيا وهذا الامر يمثل تحديا حقيقيا لنوكيا، حيث انخفض هامش الارباح عام 2004 بنحو 14% وبلغ نحو 4.33 مليار يورو. وهذا الانخفاض عزاه اوليلا الى الضغوط النزولية التي تواجهها اسعار الهواتف الجوالة.

* العمل على تحقيق التوازن في الاسواق حيث تمثل اوروبا والشرق الاوسط وافريقيا 55% من الحجم الاجمالي لمبيعات نوكيا.

* الاستمرار في وجود فريق متكامل وقوي داخل نوكيا يكون قادرا على استقطاب الكفاءات الجديدة وفي الوقت ذاته منع تسرب العناصر المؤهلة من الشركة.

ينبغي القول هنا ان صورة نتائج نوكيا تبدو جيدة، و«نوكيا» متفائلة في هذا الإطار، حيث رفعت الشركة أيضا توقعاتها لنمو سوق الهواتف الجوالة على مستوى العالم هذا العام وقالت انها تتوقع نموا يبلغ 15 في المائة مقارنة مع توقعاتها السابقة بنمو في حدود عشرة في المائة.

وقال يورما أوليلا الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس إدارة نوكيا إن الصين كانت أسرع أسواق العالم نموا خلال الربع الاول من العام الحالي بالنسبة للشركة حيث أصبحت أكبر سوق لمنتجات الشركة الفنلندية. واشار الى إن السوق عرف نموا بنسبة 20 بالمائة في الأشهر الثلاثة الأولى من 2005، بالمقارنة مع السنة الماضية، ونمو نوكيا كان متناسبا مع بقية السوق. «وجعلنا هذا النمو نراجع توقعاتنا وخططنا لـ2005 ككل، فقررنا تصنيع 740 مليون جهاز عوض 712.9 مليون». ورغم تحسن الصورة لـ«نوكيا» على المدى القصير، إلا أن الوضع في المديين المتوسط والطويل يبقى غامضا، كما ان الشركة تواجه تحديات كبيرة خصوصا جعل هامش أرباح الشركة يعود إلى سابق عهده. ولكن كعادته في التفاؤل يرد اوليلا قائلا : «نحن نحب دور التحدي، والفنلنديون عندما يتعرضون لضغوط تتفتق عبقريتهم، ربما ان الامر له علاقة بفنلندا كونه بلد صغير، يعشق صناعة قصص كبيرة».