الأردن يستقطب خلال عامين مشاريع استثمارية بملايين الدولارات

TT

استطاع الأردن خلال العامين الماضيين استقطاب رجال أعمال عرب وأجانب أقاموا مشاريع ضخمة في مجالات الصناعة والسياحة والعقار وبرؤوس أموال تجاوزت المئات من ملايين الدولارات.

وشهد العامان، الماضي والحالي، الإعلان عن إنشاء شركات وتجمعات صناعية كبرى، النسبة الكبيرة من رأسمالها لمستثمرين من الخارج.

وكان آخر ما تم إعلانه الأسبوع الحالي، إعلان سعد الحريري في العاصمة الأردنية عمان، عن إطلاق مشروع استثماري في الأردن، يتمثل في تأسيس شركة سرايا الاردن للتطوير العقاري برأس مال يصل إلى 100 مليون دينار (141.2 مليون دولار)، وذلك في إطار مواصلة نهج والده الراحل في الانفتاح على الأسواق العربية والاستثمار فيها وخاصة سوق الأردن.

وأوضح سعد الحريري، على لسان نائب رئيس مجلس إدارة الشركة، علي قولا غاصي، أنه سيتم الإعلان خلال المنتدى الاقتصادي «دافوس» المزمع عقده في البحر الميت، عن أول مشاريع الشركة وبمشاركة مستثمرين محليين وإقليميين.

وأوضح غاصي في مؤتمر صحافي عقده، أن عائلة الحريري مستمرة في نهجها الاستثماري والاجتماعي في لبنان ولن يتغير شيء في ما يتعلق باستراتيجية تلك الاستثمارات أو ما يتعلق بأمور أخرى. وهنالك تأكيد على الاستمرار بسياسة الراحل رفيق الحريري.

وينظر سعد الحريري ـ بحسب غاصي ـ بأهمية كبيرة إلى قطاع العقار في الأردن كمكون أساسي في اقتصادات الدول، علما بأن اهتمامه المتزايد في الاستثمار في الأردن بدأ باسهامات شركة سعودي أوجيه كشريك ومتعاقد تنفيذي في مشروع تطوير موقع العبدلي، والتي حققت نجاحا تجاريا لافتا لجميع الأطراف ذات العلاقة، تمثلت ببيع كامل المواقع المخصصة للبيع لمستثمرين محليين وعالميين.

وأوضح غاصي أن اهتمامات الشركة ستكون شاملة في تطوير المساكن أو المجمعات السكنية أو المشاريع السياحية، وسيتم رفع المبلغ المقرر، والبالغ 100 مليون دينار، قريبا، مع الإعلان عن مساهمات من داخل وخارج الأردن.

،لى ذلك أعلنت الشركة الكويتية ـ الأردنية القابضة، أنها تخطط لإنشاء مصنع ثانٍ للإسمنت في الأردن بكلفة تبلغ 200 مليون دولار، يبدأ إنتاجه عام 2008 .

وقالت المديرة التنفيذية للشركة، ريم بدران، إن هذا المشروع هو باكورة أعمال الشركة في الأردن، وستتبعه مشروعات أخرى في المجالات الصناعية والكهربائية والغاز والمياه وخدمات البنية التحتية. وأضافت: «ان قرار الشركة إنشاء هذا المصنع جاء بعد دراسة لجدوى هذا المشروع والتي أكدت أن هناك طلبا متزايد لهذه المادة الأساسية في البناء والتشييد يدعمها وجود المادة الخام في الأردن». وتابعت «الدراسة بينت أن هناك إمكانيات واسعة للتصدير للأسواق المجاورة خاصة العراق والأراضي الفلسطينية والسعودية وسورية». وأوضحت أن موقع المصنع الجديد، الذي سيوظف نحو 5 آلاف عامل، سيكون في مكان وجود المواد الخام الموجودة جنوب وشرق المملكة. وتوجد في الاردن حاليا مصنعان للإسمنت الفحيص بالقرب من العاصمة والشيدية جنوب المملكة.

إلى ذلك توقع رجل الأعمال الأردني هاني الخليلي، أن ينتهي العمل من إنشاء أحد أكبر المجمعات الصناعية الإلكترونية على مستوى الشرق الأوسط في الأردن، وباستثمار أولي قيمته 50 مليون دولار مع مستثمرين عرب وأجانب خلال الشهرين المقبلين.

وقال الخليلي، وهو عضو غرفة التجارة الأردنية، لـ«الشرق الاوسط»، إن مستثمرين أجانب وعربا باشروا إقامة المشروع بعد تسجيل الشركة العربية المتخصصة لصناعة الأجهزة الإلكترونية منذ شهر يونيو(حزيران) العام الماضي كشركة مساهمة، وتم بدء أعمال البنية التحتية على مساحة تبلغ 50 من دونما وبمبان على مساحة 30 ألف متر مربع.

وأوضح الخليلي أن المشروع شراكة بين شركة بريطانية ومستثمر أردني يقيم في دولة الإمارات، إضافة إلى الخليلي نفسه، الذي يشغل حاليا منصب المدير العام للشركة الجديدة.

وأضاف أنه ستكون هناك شراكات أخرى مع عملاق الإلكترونيات اليابانية شركة «جي. في. سي» وسيليتال الايطالية لإنتاج الإلكترونيات والغسالات والفريزرات، بينما ستساهم شركات كورية في إنتاج المكيفات والثلاجات. ويقع المشروع في منطقة القسطل (20 كيلومترا جنوب العاصمة عمان)، على طريق المطار الدولي.

وبموجب الشراكة بين مجموعة المستثمرين وشركة «جي.في.سي» اليابانية، ستقوم «جي.في.سي» بتقديم الدعم التقني للمصنع وإمداده بقطع الغيار المتنوعة لإنتاج الشركة. وكشف الخليلي أن الشركة اليابانية ستتخذ من الشركة المستثمرة مركز تسويق إقليميا في منطقة الشرق الأوسط للدخول إلى أسواق الدول العربية، وعلى الأخص السوق العراقية من خلال الأردن. كما أشار إلى أن الشريك المستثمر البريطاني ينوي شراء معظم إنتاج المصنع من الأجهزة الكهربائية والمنزلية وكافة المنتجات الإلكترونية وتصديرها إلى الأسواق الأوروبية، مستفيدا من اتفاقية الشراكة الأردنية ـ الأوروبية المتوسطية التي دخلت حيز التنفيذ مطلع مايو (أيار) من العام الماضي منوها بتوسيع حجم الاستثمار ليصل إلى 150 مليون دولار خلال فترة قصيرة.

وفي ذات السياق تم خلال العام الحالي في الأردن افتتاح مصنع شركة هاير الشرق الأوسط للأجهزة الكهربائية المنزلية، والمقام على مساحة 50 ألف متر مربع.

وتم تأسيس هذا المصنع، الذي يعد الأكبر حجماً على مستوى منطقة الشرق الأوسط، ليكون بمثابة مركز إقليمي لعمليات مجموعة «هاير» العالمية الصينية، بهدف تلبية احتياجات العديد من دول المنطقة كالعراق والكويت والسودان ومصر وليبيا وسورية ولبنان، بالإضافة إلى الأردن، إلى جانب التطلع للتصدير للأسواق الأوروبية والأميركية.

ويقول الرئيس التنفيذي لشركة هاير الشرق الأوسط للأجهزة، درويش الخليلي، إن حجم الاستثمار في المشروع بلغ 40 مليون دولار مع توقع مستوى مبيعات يصل إلى 75 مليون دولار هذا العام، وتصدير 70% من قيمة المبيعات.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: لقد تم التعاون مع شركة هاير العالمية للتعرف على مجموعة الفرص المتوفرة في الأردن وغيره من الدول المجاورة، وللتأكد من إمكانية إرساء قواعد صحيحة لمصنع إقليمي.

وتوفر حالياً المنشأة الصناعية حوالي 850 فرصة عمل للأردنيين، وسيزداد هذا الرقم مع التوسع المقبل ليتعدى 1100 فرصة عمل في المستقبل القريب، كما يغطي المصنع والمناطق المتعلقة به ما مساحته 140 ألف متر مربع، ولديه سعة أو قدرة إنتاجية تقدر بـ 1.3 مليون وحدة سنوياً على أمل زيادته إلى 1.5 مليون وحدة ومليوني وحدة خلال العامين المقبلين.

وتأسست شركة هاير عام 1984، حيث كانت في بداياتها تصنع ثلاجات منزلية. وتمكنت الشركة خلال 20 عاماً من النمو والتوسع لتصبح معروفة على مستوى العالم.

وتصنع شركة هاير اليوم الأدوات المنزلية الكهربائية لـ96 فئة، تتضمن 15 ألف منتج متنوع، وتصدر إلى أكثر من 160 بلداً. ووصل حجم مبيعاتها عالمياً إلى 12.5 مليار دولار. وتملك هاير العالمية 10 مجمعات صناعية رئيسية، و22 مصنع إنتاج في بلدان مختلفة، و58 ألف وكيل بيع حول العالم. كما تجدر الأشارة إلى أن مؤشر إحصائيات اليورو أشار إلى أن مبيعات شركة هاير تضعها في المرتبة الخامسة بين الشركات العالمية التي تنتج الأدوات الكهربائية المنزلية، وكذلك تمتلك الشركة أكبر حصة سوقية في العالم للثلاجات.

وتعاونت مجموعة هاير مع شريكها في الأردن شركة الجنوب للإلكترونيات على إنشاء شركة هاير الشرق الأوسط للأجهزة.