تقنية «واي فاي» تتيح وسائل الاتصال اللاسلكي أثناء الرحلات الجوية

«بوينغ» تزود الخدمة الجديدة لنحو 4800 طائرة و«إيرباص» تختبر التقنيات اللاسلكية

TT

أشار خبير في مجال الاتصالات اللاسلكية إلى إمكانية استخدام أجهزة الاتصال اللاسلكي أثناء الرحلات الجوية، وذلك بفضل التقنيات المتطورة في الأجهزة التي تحتوي على تقنية «واي فاي» Wi-Fiوالجهود المتواصلة من قبل مصنعي الطائرات لضمان عمل الهواتف الجوالة وأجهزة الكومبيوتر المحمول والعديد من الأجهزة الإلكترونية الأخرى أثناء الرحلات الجوية التجارية.

وتوقع بشار دحابرة، مدير عام ومؤسس شركة «انفوتوسيل دوت كوم» أن تنتشر خدمات الإنترنت في كافة الرحلات الجوية التجارية، في ضوء النجاح الذي حققه عدد من الشركات المتخصصة بصناعة الطائرات وشركات الطيران في اعتماد خدمات الإنترنت أثناء الرحلات الجوية التجارية والدعم الذي حظوا به من قبل سلطات الطيران، وأضاف: «نتوقع أن تنتشر خدمات الاتصال اللاسلكي في الرحلات الجوية التجارية بشكل كبير نظراً للتطورات التكنولوجية التي نشهدها حالياً، حيث يصبح بإمكان المسافرين استخدام أجهزة الاتصال اللاسلكي بما فيها الهاتف الجوال». وقال دحابرة: «كنا نعتقد في السابق أن استخدام المسافرين للهواتف الجوالة أثناء الرحلات الجوية قد يؤثر على الأنظمة الملاحية في الطائرة، ولكن بعض الدراسات المتخصصة التي أجريت منذ بضع سنوات، أكدت أنه لا يوجد أي إثبات على تداخل الإشارات الخاصة بالهاتف الجوال مع الاتصالات التي تتم بين الطائرة ومركز المراقبة، بالإضافة إلى أن التطورات الجديدة في عالم الاتصالات اللاسلكية خففت من الشكوك والمخاوف حول هذا الموضوع».

وأظهرت الأبحاث التي أجرتها مؤخراً شركة «إيرباص» Airbus أنه يمكن استخدام الهواتف الجوالة وأجهزة الاتصال اللاسلكي في الطائرات من دون حدوث تداخل مع أنظمة الطائرة الملاحية. وتمنع العديد من شركات الطيران استخدام الهاتف الجوال أثناء إقلاع وهبوط الطائرة خوفاً من تعطيل الأجهزة التي يتم من خلالها الاتصال بين الطيارين وأبراج المراقبة. وأثبتت الأبحاث التي أجرتها «إيرباص» والتي استغرقت عامين وحظيت بالتأييد من قبل «اللجنة الأوروبية» أنه يمكن استخدام الهواتف الجوالة في الطائرات من دون حدوث أية مشاكل تقنية.

كما أجريت تجارب ناجحة على إجراء الاتصالات وإرسال الرسائل عبر الهواتف الجوالة في الطائرة من نوع «أيه 320» A320. وأجري العديد من التجارب الناجحة على تطبيقات الشبكات اللاسلكية التي تتضمن تقنية «بلوتوث» Bluetooth و«واي فاي» Wi-Fiوالحزمة العريضة «سي دي أم أيه» CDMA ويعتبر دحابرة أن إمكانية الاستخدام الواسع للإنترنت في الرحلات الجوية باتت وشيكة التحقق، حيث قامت مجموعة واسعة من شركات الطيران العالمية بتوقيع اتفاقيات يتم بموجبها توفير الخدمة الجديدة على متن طائراتها عبر شبكات اتصال فضائية عالمية يتم توزيعها على الطائرات بواسطة أجهزة الاتصال التي تتضمن تقنية «واي فاي 802.11 بي» Wi-Fi 802.11. وتتضمن قائمة هذه الشركات «لوفتهانزا» و«الخطوط الجوية اليابانية» و«الخطوط الجوية الإسكندنافية» و«أول نيبون إيرويز» و«الخطوط الجوية الصينية» و«الخطوط الجوية السنغافورية»، ومن المتوقع أن تقوم «بوينغ» بتزويد ما يتراوح بين 4000 إلى 4800 طائرة من بين 12000 طائرة قيد الخدمة بخدمة الاتصال اللاسلكي في غضون السنوات العشر القادمة، كما وافقت «لجنة الاتصالات الاتحادية» FCC على نشر هذه الخدمة.

وقد بات من الضروري استخدام وسائل الاتصال اللاسلكي في الرحلات الجوية بالرغم من عائق الارتفاع الذي يبلغ 30000 قدم، حيث أصبح استخدام هذه الأجهزة المحرك الأساسي في الأعمال والحياة اليومية. وتحرص شركات الطيران على تزويد كافة طائراتها بالأنظمة اللازمة لتتيح لمسافريها استخدام هواتفهم الجوالة طوال وقت الرحلة من بعد أن ثبت أنه لا توجد علاقة بين استخدام الهواتف الجوالة أو الأجهزة التي تعتمد تقنية «واي فاي» على الأنظمة الملاحية للطائرة أثناء الرحلات الجوية.

وقال دحابرة: «يعتبر العائق الأساسي حالياً هو التكلفة المرتفعة التي يتطلبها تزويد الطائرات بالمتطلبات اللازمة التي تسمح باستخدام الهاتف الجوال والوصول السريع إلى شبكة الإنترنت من خلال الهواتف المثبتة على خلفية المقاعد في الطائرة، ومن المؤكد أن هذه التكلفة المرتفعة ستنخفض عندما تنتشر هذه التقنية ويزيد عدد مستخدميها».