أرامكو السعودية تنظر في عروض عالمية لاختيار شريك استراتيجي في مصفاة جديدة وطرح حصة من رأسمالها للاكتتاب

عصام البيات: دراسات أثبتت الجدوى الاقتصادية وسنوجه إنتاج المصفاة البالغ 400 ألف طن للتصدير

TT

كشفت مسؤول كبير في شركة ارامكو السعودية أمس أن شركته تعتزم طرح حصة من رأسمال مصفاة جديدة يتم الإعداد لإقامتها في السعودية للاكتتاب العام حيث قال المهندس عصام البيات، نائب الرئيس لتطوير الأعمال الجديدة في أرامكو السعودية أن هناك تخطيطا لإنشاء مصفاة جديدة لتكرير النفط تقام في السعودية بطاقة إنتاجية تبلغ 400 ألف برميل يوميا وسيوجه إنتاجها من المواد البترولية المكررة للأسواق العالمية.

وفي إجابة لسؤال الصحافيين قال المهندس البيات «إن مشروع إقامة المصفاة الجديدة يمر حاليا في مرحلة مبكرة، حيث ما زالت الشركة في بداية المباحثات مع الشركات العالمية لإنشاء المصفاة الجديدة، موضحا أن عددا كبيرا من الشركات الاميركية والأوروبية، والآسيوية تقدمت برغبة في المنافسة لتصبح شريكا استراتيجيا في المشروع قبل شهر من الآن ويجري العمل حاليا على تقليص عدد تلك الشركات في قائمة مختصرة ومن المتوقع أن يتحدد اسم الشريك في هذا المشروع بنهاية الربع الثالث من العام الجاري. وحول كون الحصة التي سيتم طرحها للاكتتاب العام تمثل نسبة من حصة ارامكو أو الشريك الاستراتيجي قال المهندس البيات إن تلك الحصة التي سيتم طرحها للاكتتاب ستتوزع من حصة الشريك الاستراتيجي وحصة ارامكو.

وحول الجدوى الاقتصادية لمثل هذا المشروع قال المهندس البيات «إن مشروع المصفاة مجد اقتصاديا فهناك حاجة حاليا لإضافة 15 مليون برميل يوميا كطاقة جديدة لتلبية الطلب العالمي المتزايد على المنتجات المكررة حتى العام 2015». موضحا أن إضافة 400 ألف برميل كطاقة تكرير في السعودية لغرض التصدير ستكون فرصة يمكن استغلالها وأن الدراسات التي تمت تثبت أن أسعار المنتجات المكررة ستحقق عوائد جيدة وان هذا مشروع مجد اقتصاديا.

وفي إجابة لسؤال لـ«الشرق الأوسط» بشأن نوع الخام الذي ستستخدمه هذه المصفاة. قال المهندس عصام البيان «إن الاتجاه العام هو الاستفادة من الخام الثقيل لان فيه فائدة اقتصادية أكثر مع تفاوت الأسعار الحالية بين الخامات وارتفاع أسعار النفط العالمية». وحول تقديراته لحجم تكلفة أنشاء هذه المصفاة قال البيان أنه لا توجد تكلفة دقيقة حتى الآن ولكن فان التقديرات الأولية لمثل هذه المشروعات العملاقة تتراوح حوالي 4 مليارات دولار وذلك يتوقف على عدد الوحدات التكريرية التي تتم إضافتها للمصفاة. وفي سياق آخر قال المهندس البيات بالنسبة لمشروع تطوير مصفاة رابغ غرب السعودية انه تم توقيع الاتفاقية المبدئية مع شركة «سوميتومو كيميكال» اليابانية العام الماضي ويتوقع أن تنتهي دراسة الجدوى الاقتصادية نهاية شهر يونيو (حزيران) المقبل مضيفا أن ارامكو وأيضا الشريك الياباني مقتنعان بتوافر جدوى اقتصادية للمشروع ويتوقع أن يتم توقيع الاتفاقية بين الشركتين في نهاية الربع الثالث من العام الجاري على أن يبدأ عمليات الإنشاء والتصاميم الهندسية الإنشائية بعد توقيع الاتفاقية النهائية وتستمر الأعمال الإنشائية على مدى ثلاث سنوات، ويتوقع أن يبدأ التشغيل التجريبي في الربع الثالث من العام 2008. ويشمل المشروع إبقاء القدرة الإنتاجية البالغة حاليا 400 ألف برميل يوميا وإضافة معمل إنتاج البنزين بواقع 63 ألف برميل يوميا بالإضافة الى وجود 2.4 طن سنويا من المنتجات البتروكيماوية المتنوعة والتي تنتج عن تكسير الايثين بشكل أساسي.

وقال إن مشروع رابغ هي بين المشروعات العملاقة يهدف لجذب المستثمرين المحليين والأجانب وتأسيس قاعدة للصناعات التحويلية وهو مشروع ضخم تصل كلفته الى 7 مليارات دولار حيث يشمل مصفاة بطاقة 400 مليون برميل يوميا.

وحول كلفة المشروعات التي تنوي أرامكو السعودية طرحها خلال السنوات الخمس المقبلة قال المهندس البيان إن المشروعات ضخمة وتقدر الكلفة الإجمالية حوالي 40 مليار دولار بينها 20 مليار دولار هي كلفة المواد الأولية.

وحول مهام الإدارة التي يرأسها في ارامكو قال المهندس البيان أن إدارة تطوير الأعمال الجديدة هي نقطة اتصال بين المستثمرين السعوديين والمستثمرين الأجانب مع ارامكو السعودية فبدل أن يبحث المستثمر عن الإدارة المعنية ويتعامل مع عدد كبير من الإدارات فأصبح يأتي لإدارة واحدة هي مسؤولة عن ترتيب الاستثمارات ثم يوجه للإدارات الأخرى في ارامكو حسب الحاجة.

وكان ايكديرو مياواكي المدير التنفيذي الأعلى لقطاع البتروكيماويات والبلاستيك في شركة سيموتومو للكيماويات اليابانية وهي الشريك الاستراتيجي في مشروع تطوير مصفاة رابغ قد قال في كلمة ألقاها أمس في مؤتمر المشاريع السعودية العملاقة في الدمام إن الجانبين شارفا على الانتهاء من إعداد دراسة الجدوى متوقعا إبرام اتفاقية الشراكة الاستراتيجية خلال الربع الثالث من العام الجاري.

وكشف المهندس عصام البيات أمس تفاصيل 4 مشاريع عملاقة لأرامكو، وتركزت هذه المشاريع على مصفاة رابغ المتكاملة ومجمع المواد البتروكيماوية ومصفاة تصدير جديدة بطاقة 400 ألف برميل في اليوم ومشروع تكرير للمواد البتروكيماوية في راس تنورة والجعيمة، والفرص الاستثمارية في تصنيع المواد والخدمات اللازمة للمشروعات في قطاع الزيت.

وأضاف انه «كما هو الحال في مشروع رابغ، فان ارامكو السعودية تدرس إمكانية دمج المواد البتروكيماوية مع أنواع اللقيم من معمل التكرير في راس تنورة والمنطقة الصناعية في الجعيمة»، مشيرا الى أن معمل التكرير في راس تنورة يتألف حاليا من مصفاة تكسير هيدروجيني بطاقة 325 ألف برميل يوميا ومجزئ مكثفات بطاقة 200 برميل في اليوم. وسيشمل الدمج المقترح على جهاز تكسير كبير بقاعدة ايثان ونفتا ومجمع استخلاص المواد العطرية ووحدات تكميلية من مشتقات ما بعد الإنتاج، لإنتاج مواد بتروكيماوية ثانوية جديدة.