الدولار يرتفع بفضل صمت صيني وزيادة الوظائف الأميركية

TT

اتسمت الأسواق أمس بارتفاع الدولار وبصفة مصرفية بعدة مليارات من الدولارات. لكن أسواق الأسهم اتسمت بالهدوء تحسبا من تقلبات اسعار الطاقة، فيما أبقى بنك انجلترا المركزي الفائدة على وضعها كما كان متوقعا. على صعيد العملات، سجل الدولار أعلى مستوى منذ ثلاثة أسابيع مقابل اليورو والإسترليني مستمدا قدرا من الدعم من نمو مفاجئ في سوق العمل الأميركية خفف بعض المخاوف المتعلقة باقتصاد الولايات المتحدة. ومما ساهم أيضا في دعم الدولار صمت الصين ازاء ارتباط عملتها الوثيق بالعملة الأميركية مما حد من تكهنات بعض المتعاملين من أن بكين قد تعيد قريبا تقويم الرنمنبي (الوان).

وقال تريفور دينمور محلل الصرف الاجنبي في بنك دويتشه في لندن «قوائم العمالة خارج القطاع الزراعي ما زالت عنصر دعم للدولار. كما أن هناك التكهنات المتعلقة بالصين». وتراجع اليورو وسط قلق من الاستفتاء الفرنسي على الدستور الأوروبي أواخر الشهر الجاري فضلا عن التباطؤ الشديد في النمو الاقتصادي في منطقة اليورو. وارتفع الدولار أمس نحو 0.20 في المائة أمام اليورو الذي بلغ 1.2811 دولار مقابل 1.2766 دولار في منتصف أبريل (نيسان) الماضي. وترك بنك انجلترا المركزي الفائدة بلا تغيير عند 4.75 في المائة مع تباطؤ انفاق المستهلكين في بريطانيا.

وساهم اعلان الولايات المتحدة عن زيادة قوية في التوظيف بالقطاعات غير الزراعية بلغت 274 ألف وظيفة خلال شهر أبريل، في الحد من القلق من أن يدفع التباطؤ الاقتصادي مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) الى وقف حملته لتشديد السياسة النقدية، كما أبرز الضعف النسبي في اقتصادات كبرى أخرى.

وقال كاتسونوري كيتاكورا مدير ادارة الخزانة بمؤسسة تشو ميتسوي تراست اند بانكنج «اذا قارنا بين الاقتصاد في الولايات المتحدة واليابان وأوروبا فسنجد أن أوروبا تبدو الاسوأ... أتوقع أن يظل الدولار مدعوما». ويتطلع المتعاملون لتقرير يصدر بعد غد الاربعاء. ويتوقع أن يظهر تضخم العجز التجاري الأميركي الى 61.5 مليار دولار في مارس (آذار) مسجلا مستوى قياسيا وفق استطلاع أجرته رويترز، وهو أمر من شأنه أيضا أن يؤثر على أسعار الفائدة.

وقال ميتسورو ساهارا نائب رئيس الصرف الاجنبي في بنك يو.اف.جيه «ما من شك الآن في أن مجلس الاحتياطي الاتحادي سيرفع أسعار الفائدة مرة أخرى في يونيو(حزيران) وهذا يساعد الدولار». وتوقع معظم المشاركين في الاستطلاع زيادة أخرى في أغسطس (آب) وتوقعوا زيادة الفائدة الى أربعة في المائة في نهاية عام 2005 مقارنة مع ثلاثة في المائة حاليا. وارتفع الين الياباني لفترة قصيرة بعد أن رفعت مؤسسة فيتش للتصنيف الائتماني توقعاتها لمستقبل القروض السيادية لليابان من سلبي الى مستقر مستشهدة بتحقيق أداء اقتصادي أقوى.

وهبط الاسترليني بعد بيانات ضعيفة عن انتاج المصانع هو الأدنى منذ ثلاث سنوات. وهبط الاسترليني الى 1.8840 دولار مسجلا أدنى مستوى منذ منتصف ابريل (نيسان). كما تراجع الجنيه الى 69.05 بنس لليورو من 67.90 بنس قبل البيانات. وقال ايان ستانارد محلل شؤون العملات في بنك بي.ان.بي باريبا في لندن «البيانات سلبية بالنسبة للاسترليني»، وأضاف «الصناعات التحويلية أسوأ بكثير من المتوقع وفضلا عن ذلك فان بيانات مؤشر اسعار المستهلكين توحي بان الضغوط التضخمية تتزايد ايضا. وهذا ليس بالأمر الجيد للاسترليني ويبرز المعضلة التي يواجهها بنك انجلترا المركزي». وفي وول ستريت استقرت أسعار الاسهم الاميركية مع بدء التدوال أمس وترحيب المستثمرين بأنباء جديدة على صعيد اندماج الشركات، لكنهم ظلوا يتابعون أسعار النفط. وانخفض مؤشر داو جونز الصناعي لأسهم الشركات الاميركية الكبرى 3.78 نقطة أي بنسبة 0.04 في المائة الى 10341.62 نقطة. وهبط مؤشر ستاندارد اند بورز الاوسع نطاقا 0.14 نقطة أي 0.01 في المائة الى 1171.21 نقطة. وارتفع مؤشر ناسداك المجمع لاسهم التكنولوجيا 1.17 نقطة أي 0.06 في المائة الى 1968.52 نقطة.

اما الاسهم الاوروبية فقد اتسمت بالهبوط بعد أن بددت المخاوف من ارتفاع أسعار الفائدة الاميركية بشكل اسرع من المتوقع سابقا تأثير النتائج القوية لشركات من بينها اي.ايه.دي.اس عملاق الصناعات الفضائية الأوروبي. وصعد سهم بنك باركليز البريطاني بعد أن اكد انه سيشتري 60 في المائة من أسهم ابسا; اكبر مؤسسة لقروض الافراد في جنوب افريقيا مقابل ما يصل الى 5.4 مليون دولار نقدا. وارتفع سهم باركليز 0.5 في المائة وسط شعور بالارتياح في السوق عندما ظهر أن السعر الذي عرضه البنك البريطاني، وهو 82.50 راند للسهم في ابسا ليس مرتفعا بالدرجة التي كان البعض يخشاها. وانخفض مؤشر فايننشال تايمز لأكبر مائة سهم في بورصة لندن 22.2 نقطة قبيل الإقفال ليصل الى 4896.7 بعد بيانات الانتاج الصناعي الضعيفة. وتراجع مؤشر داكس الرئيسي في بورصة فرانكفورت بنسبة 0.47 في المائة إلى 4291 نقطة. في حين ارتفع مؤشر إم.داكس الفرعي بنسبة 0.78 في المائة ليصل إلى 5673 نقطة تقريبا واستقر مؤشر تك داكس لأسهم التكنولوجيا دون تغيير تقريبا عند مستوى 510 نقاط.

وبين كبرى الشركات الاوروبية التي أعلنت نتائج فصلية أمس مجموعة «اي.ايه.دي.اس» للصناعات الجوية والفضائية التي تنتج طائرات ايرباص.