الإمارات تشهد نموا في قطاعات المشاريع الكبرى مع استمرار الانتعاش الاقتصادي

أبوظبي ودبي تنجزان تقدما في تعزيز المكانة المالية للدولة

TT

تشهد دولة الامارات طفرة كبيرة في النمو السياحي والاستثماري والعقاري وذلك بفضل قوة واستقرار اقتصادها الوطني من جهة ونجاح السياسات التي تنتهجها الدولة لجذب المستثمرين المواطنين والاجانب على حد سواء من جهة اخرى. وقد اضحت المشاريع الكبرى التي انجزتها امارتا دبي وابوظبي على وجه الخصوص احد المعالم الحضارية التي تميز كلاً منهما، فبرج العرب القابع على شواطئ دبي اضحى احد اهم المزارات السياحية في دولة الامارات وقد بني على شكل شراع سفينة مرتفع 321 مترا عن سطح مياه الخليج العربي وهو تعبير حقيقي عن التراث البحري لهذه المنطقة حيث يمزج بين أحدث ما توصلت إليه التقنية العالمية وسمعة راسخة للضيافة العربية الحقيقية، ويمثل بذلك حقيقة دبي التي تجمع ما بين التقاليد والحداثة. كما يعبر برج العرب عن روعة معمارية وهندسية حيث يقع على بعد 280 مترا عن الشاطئ ومبني على جزيرة صناعية بحيث جعلت منه معلما ليس لدبي فقط وإنما للمنطقة العربية بأسرها وتعبيرا عن موقع دبي المتنامي على الخريطة العالمية.

اما في ابوظبي فإن فندق قصر الامارات الفخم الذي افتتح جزئيا في فبراير الماضي يعد تحفة معمارية فنية متميزة ترتسم بأروقته الاصالة العربية والاجواء الشرقية الفاتنة ليعكس الهوية الوطنية لدولة الامارات حيث بني على شكل قصر عربي يشرف على شاطئ مدينة أبوظبي.

ويعد قصر الامارات تحفة هندسية تمثل الوانه تناغم الالوان المعروفة لرمال الصحراء العربية وزينت أسطحه بـ114 قبة مكسوة بأروع لوحات الفسيفساء الزجاجية الملونة ويجمع القصر روعة التصميم والجودة في الخدمات حيث تم تجهيزه بأحدث التقنيات وأرقى الخدمات لتلبية كافة احتياجات ضيوفه وأدق تفاصيل متطلباتهم الشخصية. ولا يشكل برج العرب وقصر الامارات الا جزءا من مشاريع سياحية وعقارية عديدة فقد بدأت مشاريع النخلة على شواطئ دبي تظهر ملامحها شيئا فشيئا على ارض الواقع حيث وصل انشاؤها الى مراحل متقدمة خاصة نخلة جميرا وجبل علي ليتحول الحلم الى حقيقة ملموسة ترتسم فيه ثلاث شجرات من النخيل في عرض البحر راسمة اسمى المعاني التي تدل على الهوية والشخصية العربية البدوية الصحراوية التي ارتبطت بالنخيل وامتزجت من جانب اخر مع امواج البحر العاتية التي استقى منها ابن الامارات زاده وقوته قبل ان تشهد الدولة طفرة النفط. ويضم مشروع «دبي لاند» معظم عجائب الدنيا وتشكيلة من المرافق والتسهيلات حيث تمتد هذه المدينة الجديدة على مساحة 4 ملايين متر مربع على البحر بتكلفة إجمالية تبلغ حوالي 5.5 مليار درهم اي 1.4 مليار دولار حيث يتم إنجاز المرحلة الأولى للمشروع في 2007 بناء على الدراسات التي قامت بها كبريات الشركات المتخصصة.

ومن ابرز المشروعات التي ظهرت في امارة ابوظبي العام الجاري الاعلان عن مشروع اوتوبوليس الضخم في عرض البحر والذي يكلف ملياري دولار وهو اول مشروع تطويري متكامل يغير المفهوم الشائع للترويج السياحي ليس فقط في ابوظبي بل في المنطقة والعالم حيث سيكون ذا طراز عالمي فريد يعزز وضع مدينة ابوظبي على خريطة العالم السياحية والعمرانية.

ويمتد المشروع في عرض البحر بطول كيلومترين وبعرض 0.6 كيلومتر بحيث يحتضن عددا من الانشطة التجارية والاقتصادية والترفيهية مثل الصالات الفخمة لمعارض السيارات اضافة الى معرض ومتحف دائم للسيارات ومركز للمعلومات واخر تجاري ضخم الى جانب فلل وفندق عالمي مكون من 45 الى 50 طابقا وكذلك مركز تجاري متخصص بالسيارات بالاضافة الى مجموعة متعددة من اماكن التسلية بما فيها مركز ترفيهي ضخم ونادي المارينا اضافة الى اكاديمية فنية للتعليم.

ويساعد المشروع ابوظبي على ان تكون مركزا لصناعة وتجارة السيارات في منطقة الشرق الاوسط والعالم من خلال تلبيتها لكافة احتياجات منطقة الخليج كونها مركز التوزيع الاقليمي لكبرى الشركات المصنعة والمسوقة للسيارات في العالم وكذلك استقطاب كبريات الشركات المصنعة للقيام بانشاء البنى الاساسية للتصنيع والتوزيع انطلاقا من ابوظبي.

وكان الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة ابوظبي للسياحة قد صرح بأن حجم الاستثمارات المتوقعة بالقطاع السياحي في إمارة أبوظبي خلال العشر السنوات المقبلة حتى عام 2015 سيصل الى حوالي 40 مليار درهم.

وتوقع الشيخ سلطان بن طحنون ان تشهد السنوات القليلة المقبلة نموا سياحيا كبيرا يضاف إلى انجازات الهيئة التي تحققت في زمن قياسي، مشيرا الى ان هيئة أبوظبي للسياحة تدرس حاليا إطلاق استراتيجية شاملة لتطوير القطاع السياحي في إمارة أبوظبي تركز على عدد من المشاريع التي تناسب طبيعة وإمكانيات الإمارة والبنية التحتية المتوفرة بها. واشار الى أن الاستراتيجية الجديدة التي من المتوقع الإعلان عنها في وقت لاحق تأتي انطلاقا من توجيهات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة والفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الامارات اللذين أكدا على ضرورة تكثيف الجهود والإسراع بتنفيذ الخطط السياحية للإمارة لإحداث معدلات نمو عالية في القطاع السياحي لتصبح أبوظبي عاصمة المنطقة السياحية. وأضاف ان إمارة أبوظبي تضم العديد من المعالم التاريخية والتراثية والصحراء والشواطئ التي تجتذب سياح النخبة من كافة دول العالم فقد قدمت هيئة ابوظبي للسياحة مشروعات جديدة إلى الحكومة لإقامة منتجعات جديدة في الجزر والسواحل بالإمارة باعتبارها مواقعاً مهماً للسياحة. ومن المتوقع أن تشهد بعض المناطق الصحراوية في أبوظبي والعين وليوا العديد من مشروعات الفنادق والمنتجعات الجديدة خلال المرحلة المقبلة. وقد منحت هيئة ابوظبي للسياحة موافقات مبدئية لتشييد 200 غرفة فندقية و417 وحدة شقق فندقية في إمارة أبوظبي كما باشرت الهيئة بالتعاون مع بلدية مدينة جولد كوست الأسترالية في وضع دراسة لعمل مسح ميداني للشواطئ العامة لإمارة ابوظبي. من جهتها تعتزم المؤسسة الوطنية للسياحة والفنادق بأبوظبي بناء اكثر من عشرة فنادق جديدة في ابوظبي بحلول عام 2010 لمواكبة النمو الكبير في حركة السياحة بالامارة.

وقال عبد الله الرميثي العضو المنتدب للمؤسسة ان المؤسسة التي تمتلك حكومة ابوظبي 40 بالمائة من اسهمها ستبدأ في غضون ايام في تنفيذ مشروع اعادة تجديد وتطوير فندق انتركونتيننتال الذي يعتبر واحدا من اهم المنتجعات السياحية في ابوظبي. على صعيد آخر اعلنت شركة أميركية متخصصة في مجال الاستثمار في المنتجعات البحرية أنها قررت وبالتعاون مع احدى اكبر شركات الإعمار في دبي تشييد منتجع بحري ضمن مشروع «النخلة» الذي تشيده حكومة دبي حاليا على شواطئ دبي في مياه الخليج العربي.وقال بيان مشترك صدر عن شركة «نخيل» وكيرزنر إنترناشيونال ليمتد إن الشركتين قررتا تأسيس مشروع مشترك تحت اسم «اتلانتيس النخلة» سيضم 2000 غرفة فندقية فاخرة إضافة إلى متنزه مائي ضمن مشروع «النخلة جميرا» الذي تنفذه نخيل الإماراتية بكلفة 1.5 مليار دولار. ويتوقع أن تشتمل المرحلة الأولى من مشروع «اتلانتس النخلة» والتي تقدر كلفتها بنحو 650 مليون دولار تمثل نحو 60 في المائة من القيمة الإجمالية للمشروع على إنشاء فندق مؤلف من ألف غرفة وجزء من المتنزه المائي الذي سيمتد على مسافة تزيد عن كيلومترين من شواطئ دبي.كما تعتزم شركة جرين وركس المحدودة تطوير مشروع للسياحة البيئية ضمن دبي لاند يعد الاول من نوعه بمنطقة الشرق الاوسط وسيتم تنفيذ المشروع الذي أطلق عليه اسم «البراري» على مساحة 14.6 مليون قدم مربع من الحدائق الخضراء وبتكلفة اجمالية تزيد عن 2.4 مليار درهم. ويعد «مشروع البرارى» أحد العناصر الرئيسية في دبي لاند كونه سيتضمن 16 نوعا مختلفا من الحدائق تمثل مختلف مناطق العالم اضافة الى مدرج مسرحي كبير ومنتجع صحي ومدرسة داخلية وعدد من عناصر الجذب الاخرى. على صعيد متصل حقق القطاع السياحي في امارة الشارقة نقلة نوعية خلال عام 2004 الماضى حيث ارتفع عدد نزلاء الفنادق بالامارة الى مليون و150 الف نزيل بنسبة نمو بلغت 26.50 بالمائة عن عام 2003 والذي بلغ عدد نزلاء الفنادق خلاله 908 آلاف نزيل، كما ارتفع عدد الغرف الفندقية المشغولة بفنادق الامارة الى مليون و221 الف غرفة فندقية وبزيادة قدرها 25 في المائة عن عام 2003 والذي سجل اشغال 978 الف غرفة. وقال محمد النومان مدير هيئة الانماء التجاري والسياحي بالشارقة ان عدد الفنادق بالامارة وصل الى 59 فندقا منها 37 تعمل بنظام الشقق الفندقية في حين بلغ عدد الغرف في هذه الفنادق اربعة آلاف و326 غرفة منها الفان و827 غرفة للفنادق العادية بمختلف مستوياتها وألف و499 غرفة للشقق الفندقية.

وأوضح ان نسبة الاشغال العامة بفنادق الامارة ارتفعت من 73 بالمائة عام 2003 الى 86 بالمائة عام 2004 وبنسبة نمو 13 بالمائة، موضحا ان امارة الشارقة تشهد حاليا طفرة كبيرة في تنفيذ مشروعات البنية التحتية وفيها استثمارات كبيرة من قبل الحكومة يتم تنفيذها بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الاعلى حاكم الشارقة وتشمل العديد من الطرق والجسور وأعمال التوسعة الجديدة في مطار الشارقة الدولي وانشاء الشركة العربية للطيران والتي حققت نجاحا كبيرا في جهود دعم الحركة السياحية في الامارة وانشاء مؤسسة الشارقة للمواصلات التي تخدم المقيمين والسياح علاوة على ما تقوم به المناطق الحرة بالامارة ومركز اكسبو الشارقة وغرفة التجارة والدائرة الاقتصادية والمستثمرون من جهود كبيرة كلها تصب في الترويج للامارة وانعاش القطاع السياحي.

وحققت دبى نتائج جيدة على صعيد عدد نزلاء المنشآت الفندقية خلال عام 2004 مقارنة بالعام الاسبق حيث بلغ عدد نزلاء المنشآت الفندقية في الامارة خمسة ملايين و400 الف نزيل خلال عام 2004 مقابل اربعة ملايين و900 الف عام 2003 بزيادة نسبتها 8.8 بالمائة. وارتفع عدد الليالي السياحية من 12 مليون و400 الف ليلة الى 15 مليونا و200 الف ليلة بزيادة 22.2 بالمائة عن عام 2003 ونمو متوسط الاشغال في الفنادق الى 81 بالمائة على مدار العام مقابل متوسط قدره 72.4 بالمائة في عام 2003 بزيادة نسبتها 12 بالمائة. وكشفت نتائج دائرة السياحة والتسويق التجارى بدبي لعام 2004 عن ارتفاع متوسط فترة اقامة النزلاء في الفنادق بنسبة 12.3 بالمائة وزيادة عدد الغرف المتوفرة الى 26 الفا و154 غرفة مقابل 25 الفا و571 غرفة بزيادة نسبتها 2.3 بالمائة فيما ارتفع عدد الغرف المشغولة من 18 الفا و503 غرف الى 21 الفا و189 غرفة. وقد حققت دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي انجازا تاريخيا بحصدها أربع جوائز عالمية من جوائز «السياحة العالمية» التي تعد بمثابة جائزة أوسكار السياحية التي تنظم سنويا كل عام في بريطانيا عبر استفتاء عالمي ضم اكثر من 167 الف شركة ووكيل سياحي في 200 دولة. وتم اختيار دبي كأفضل وجهه سياحية في العالم وأفضل وجهة سياحية في الشرق الاوسط وأفضل وجهة عالمية واقليمية لسياحة المؤتمرات كما نالت دبي تصنيفا مرموقا في استفتاء أشرفت عليه مؤسسة أيرنست ويونج المستقلة بين الوكلاء السياحيين في كافة أنحاء أيرلندا لاختيار وجهاتهم السياحية المفضلة في 30 فئة بمشاركة حوالي 600 متخصص يمثلون قطاع السفر والسياحة في مختلف أنحاء العالم. وكانت دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي قد حصلت على أكثر من 30 جائزة دولية مرموقة في فئات مختلفة عبر مشاركتها في المعارض والفعاليات السياحية منذ انشائها خلال عام 1997 .

وحظي قطاع السياحة في دبى بتكريم دولي آخر حيث احتلت الامارة مكانة متقدمة على قائمة أفضل 10 وجهات بعيدة لقضاء العطلات بالنسبة للسياح من المملكة المتحدة وذلك ضمن استبيان قامت به شركة أميريكان اكسبريس. وكان لمعرض سوق السفر العربي دبي 2005 اثره الكبير في ابراز توجه دولة الامارات الى انعاش قطاع السياحة وتزويده بالدعم اللازم من خلال ابرام العديد من الصفقات والاتفاقيات خاصة من جانب امارتي ابوظبي ودبي اللتين تسعيان الى السبق في الوصول الى منطقة جذب سياحية اولى في المنطقة والعالم الامر الذي عكسته المشاركة الواسعة والكبيرة لكل منهما من خلال هيئة ابوظبي للسياحة ودائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي ناهيك عن عشرات الشركات والمؤسسات ذات العلاقات في الامارتين والتي بدأت تدخل سوق السياحة من بابه الواسع بتبنيها مشاريع ضخمة تبلغ تكلفتها مليارات الدولارات. وقد احتلت امارة الفجيرة مكانة مميزة على خريطة الصناعة السياحية بعد النجاحات التي حققها مكتب السياحة بالفجيرة منذ انشائه في عام 1997 حيث تمكن من جذب الاستثمارات الخارجية والشركات السياحية والفندقية العالمية لاستغلال المقومات الطبيعية المتنوعة التي تزخر بها الامارة، اضافة الى موقعها الاستراتيجي المتميز وشواطئها الجميلة ومناخها المعتدل لفترة طويلة من السنة وقد اقيمت في الفجيرة في عام 1998 ثلاث محميات بحرية طبيعية لجذب هواة الغوص والرياضات البحرية ومحبي الاستمتاع بجمال البيئة البحرية حيث تحتضن هذه المحميات مجموعة كبيرة من الشعب المرجانية والنباتات والاسماك الملونة والكائنات البحرية النادرة مثل السلاحف الخضراء التي صدر قرار وزاري في عام 1989 بمنع صيدها. كما توجد بالفجيرة منتجعات للمياه المعدنية الكبريتية التي تعالج العديد من امراض الروماتيزم والبرد.